-->

نص كلمة الرئيس الصحراوي خلال الجلسة التأسيسية للجنة الوطنية المشرفة على انتخابات المجلس الوطني


الصحراء الغربية 06 فبراير 2016 (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة) - أشرف صباح اليوم رئيس الجمهورية الصحراوية الأمين العام لجبهة البوليساريو السيد محمد عبد العزيز ، على فعاليات الجلسة التأسيسية للجنة الوطنية المشرفة على انتخاب المجلس الوطني الصحراوي بمقر المجلس الوطني الصحراوي.
وفي كلمته بالمناسبة ، أبرز رئيس الجمهورية "أن الإعلان عن تشكيل اللجنة الوطنية لانتخاب المجلس الوطني الصحراوي يكتسي أهمية قصوى ؛ بالنظر إلى المسؤوليات الجسام التي تقع على عاتقها"
وأكد السيد محمد عبد العزيز ، أنه وبعد تشكيل الحكومة وانطلاقها في إعداد برنامجها السنوي كجهاز تنفيذي ، فإن انتخاب أعضاء المجلس هو خطوة مهمة في تشكيل هذه المؤسسة المحورية ، كآلية ضرورية للانطلاق الفعلي في تطبيق مقررات المؤتمر الرابع عشر للجبهة وخاصة المصادقة على البرنامج السنوي للحكومة والدور الرقابي اللازم للتصدي لمكامن النقص التي تعيق نجاح البرامج الوطنية ولا تخدم الصالح العام.
نص الكلمة :
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخوات والإخوة،
إن المجلس الوطني الصحراوي الذي احتفل بذكرى تأسيسه الأربعين، سجل حضوره البارز في كفاح الشعب الصحراوي المعاصر، وحقق تقدماً مضطرداً في تكريس مكانته ودوره في تفاعل إيجابي مع المؤسسة التنفيذية، سواء من خلال اقتراح أو تعديل أو المصادقة على القوانين أو على المعاهدات والاتفاقات الدولية، أو من خلال المساهمة في المجهود الوطني على كل المستويات، حيث عزز حضور ومشاركة المرأة والشباب في تسيير الشأن الوطني، وشكل مدرسة حقيقية لبناء وتكوين الأطر وشارك بجدارة في المعترك الدبلوماسي.

ومن هنا، وبعد تشكيل الحكومة وانطلاقها في إعداد برنامجها السنوي كجهاز تنفيذي، فإن انتخاب أعضاء المجلس هو خطوة مهمة في تشكيل هذه المؤسسة المحورية، كآلية ضرورية للانطلاق الفعلي في تطبيق مقررات المؤتمر الرابع عشر للجبهة، وخاصة المصادقة على البرنامج السنوي للحكومة، والدور الرقابي اللازم للتصدي لمكامن النقص التي تعيق نجاح البرامج الوطنية ولا تخدم الصالح العام.

الأخوات والإخوة،
الشعب الصحراوي يخلد هذه السنة الذكرى الأربعين لميلاد الدولة الصحراوية، التي استطاعت في ظروف استثنائية وقياسية، بفضل تضحيات شعبها البطل وملاحم جيشها المغوار، أن تصنع تجربة متميزة، جمعت بين التحرير والبناء، بما يقتضيه ذلك من مؤسسات تشريعية وتنفيذية وقضائية.

هذا التحدي الوجودي، هو التعبير الميداني عن إرادة لا رجعة فيها لكل الصحراويات وكل الصحراويين، أينما تواجدوا ، في الحرية والانعتاق وإقامة كيانهم الحر المستقل. ومع مر السنين، فإن إجماع الشعب الصحراوي على أهدافه المقدسة والتفافه حول رائدة كفاحه وممثله الشرعي والوحيد، الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، إنما يزدادانِ قوة واتساعاً.

وبهذه المناسبة، نرفع التحية إلى كل جماهير شعبنا المكافح، إلى مقاتلي جيش التحرير الشعبي الصحراوي الأشاوس، إلى بطلات وأبطال انتفاضة الاستقلال، وإلى معتقلي اقديم إيزيك وامبارك الداودي ويحي محمد الحافظ إيعزة وجميع المعتقلين السياسيين الصحراويين في السجون المغربية، ونجدد لهم عهد الوفاء لخط الشهداء على درب التحرير والكرامة والاستقلال.
فرغم كل ما تلجأ إليه دولة الاحتلال المغربي من قمع وحصار وتعنت وعرقلة ومماطلة ودسائس ومؤامرات، فإن كفاح الشعب الصحراوي ومقاومته وصموده لن تعرف الانكسار، وستنتهي لا محالة إلى الانتصار الحتمي.

وحين يحاصر الحق والقانون والعدالة والمقاومة المشروعة قوى الاستعمار والطغيان فإنها تلجأ إلى ممارسات تصعيدية فارغة، على غرار ما يقوم به ملك المغرب اليوم. فحضوره إلى الأراضي الصحراوية المحتلة إنما هو استعراض استعماري استفزازي متجاوز، ومشاريعه الوهمية لا يمكن أن تغطي على حقيقة الاحتلال المغربي وانتهاكاته الجسيمة لحقوق الإنسان ونهبه الممنهج للثروات الطبيعية الصحراوية. فالصحراء الغربية ليست مغربية، ومصيرها لا تحدده قوة الاحتلال العسكري، مهما كان جبروتها وصلفها، وإنما يتقرر بإرادة مالك السيادة الشرعي والوحيد، الشعب الصحراوي.
ذلك حق غير قابل للتصرف ولا للتقادم ولا للتنازل وهو، في الوقت نفسه، دين ومسؤولية على المجتمع الدولي، وإن الشعب الصحراوي سيحارب من أجله، بكل الطرق المشروعة، وسيناله، مهما كلف من ثمن ومهما اقتضى من زمن.

الأخوات والإخوة،
إن الإعلان اليوم عن تشكيل اللجنة الوطنية لانتخاب المجلس الوطني الصحراوي يكتسي أهمية قصوى، بالنظر إلى المسؤوليات الجسام التي تقع على عاتقها. فأعضاؤها سيتوجهون إلى الجبهة الواسعة من المناضلات والمناضلين، ليس فقط للإشراف على عملية انتخابية، ولكن لخلق الأجواء الضرورية الكفيلة بإنجاح استحقاق وطني مهم، بكل ما يقتضي ذلك من نقاش مفتوح وعميق، يطرح الآراء والأفكار البناءة ويتيح المجال لوضع التصورات السليمة، وصولاً إلى اختيار نخبة من ممثلين من كل الأوساط الشعبية، وفي مقدمتها جيش التحرير الشعبي الصحراوي، بتجربته وحنكته وريادته، وهي نخبة يجب أن تتمتع بالوعي والنضج والمسؤولية، وتكون في مستوى التطلعات والطموحات، تراعي أولويات المؤتمر الرابع عشر للجبهة، وتقدس دائماً وأبداً وحدة ومصلحة الشعب والوطن.

فانطلاقاً من واقعنا كشعب يخوض حرباً تحريرية لم تستكمل أهدافها بعد، فإن المجلس الوطني الصحراوي والحكومة الصحراوية ونحن جميعاً نبقى أدوات للتحرير، وتبقى مهمتنا الأولى هي استكمال سيادة الدولة الصحراوية على كامل ترابها الوطني. ومع هذا التشبث الطبيعي بالتحرير كأولوية أولى وهدف أسمى، فإن جبهة البوليساريو مصرة على تعزيز المكاسب التي حققتها الدولة الصحراوية، وفي مقدمتها هذا التعاطي المسؤول بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، والقائم على الفاعلية والتكامل، وهذه الممارسة الديمقراطية الراقية، وهذه المكانة المستحقة للطاقات الشبانية والنسائية والكفاءات والإطارات المختلفة داخل البرلمان وغيره من مؤسساتنا الوطنية.

إن النجاح المشهود للمؤتمر الرابع عشر للجبهة قد فتح الآفاق واسعة أمام كل مناضلي ومناضلات الجبهة لتحقيق تطور نوعي في معركتنا التحريرية، على مختلف الأصعدة والجبهات، مما يقتضي التحلي بروح الجدية والمسؤولية والاستعداد لكل الاحتمالات وتجنيد كل الطاقات الوطنية لتقريب يوم النصر الأكيد.

ومن هذا المنبر نقول لأعضاء اللجنة سدد الله خطاكم وبارك جهودكم ووفقكم إلى ما فيه خدمة هذا الشعب البطل وهذه القضية النبيلة. قوة، تصميم وإرادة، لفرض الاستقلال والسيادة، والسلام عليكم.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *