-->

رسالة علي سالم التامك الى كريستوفر روس المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية


من علي سالم التامك 
سجين رأي صحراوي سابق 
النائب الأول لرئيسة تجمع المدافعين الصحراويين 
عن حقوق الانسان
العيون/الصحراء الغربية
إلى السيد : كريستوفر روس المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية
الموضوع : بخصوص إضرابي المفتوح عن الطعام
تحية واحتراما 
وأما بعد :
السيد السفير :
أراسلكم اليوم وقد دخلت إضرابا مفتوحا عن الطعام منذ 14 فبراير 2016 ، إحتجاجا على قرار منعي من الدراسة الجامعية الساري مفعوله منذ سنة 2007 ، وذلك عقابا لي على رأيي السياسي المناقض للموقف المغربي من النزاع حول الصحراء الغربية ، والذي ما فتئت أعبر عنه بشكل سلمي في المحافل الوطنية و الدولية.
إنني وأنا بصدد كتابة هذه الرسالة يحضرني بعض مما ناقشناه مع سيادتكم في المناسبات الثلاث التي تشرفت فيها بلقائكم رفقة الإخوة في المكتب التنفيذي لتجمع المدافعين الصحراويين لحقوق الإنسان بمقر بعثة الأمم المتحدة لتنظيم الاستفتاء بالعيون/ بالصحراء الغربية، وكان من ضمن ما تم التطرق له كون احترام حقوق الإنسان في بعدها العالمي يشكل مدخلا جوهريا لتحصين المجتمع الصحراوي وحمايته من أي نزوع متطرف في ظل انسداد الأفق السياسي للمشكل وتأخر حله لفترة طويلة من الزمن.
بالتأكيد إن القمع المغربي المستمر ضد المدنيين الصحراويين يعمل بشكل ممنهج على توفير شروط العنف وبروز قيم الكراهية والحقد والإلغاء على حساب قيم الحوار والتسامح والتعايش والاختلاف وغيرها، لغاية واضحة لطالما حاولت الدولة المغربية ترجمتها للعالم كون إقليم الصحراء الغربية يشكل أرضية خصبة للإرهاب وبالتالي استحالة إنجاح أي مشروع سياسي وطني تحرري بمضمون مدني وديمقراطي.
إن تعامل الدولة المغربية مع حقي في التعليم الجامعي والذي يشكل جزءا من سياسة العقاب الجماعية والممنهجة ضد المدنيين الصحراويين، و يجسد درجة العداء والكراهية لحملة الرأي الآخر بخصوص قضية الصحراء الغربية ، يترجم في الحقيقة طبيعة النظام المغربي وإرادته السياسية الساعية بكل الوسائل للقضاء على بذور كل فكر ينشد الديمقراطية ويحترم حقوق الإنسان .
إنني، و إذ أذكر بكل ما تعرضت له من اعتقالات سياسية منذ 1993 ،وترحيلي تلميذا للدراسة خارج المناطق الصحراوية، بعد التراجع عن طردي من التعليم الثانوي ، والضغط على أفراد عائلتي و" أعيان قبائل الصحراء ومنتخبين " لتتبرأ مني ، ومنع تسجيل ابنتي الثورة في سجلات الحالة المدنية ، واغتصاب والدتها عيشتو رمضان بشكل جماعي من قبل المخابرات المغربية - اللاجئة السياسية منذ 2004 باسبانيا رفقة ابنتي الثورة - ، وطردي من الكونفدرالية الديمقراطية للشغل ( عضو اللجنة الإدارية ، الكاتب العام للاتحاد المحلي لأسا/الزاك ) ، و محاولة منعي من حقي في التنقل والاستقرار بالعيون / الصحراء الغربية ، وحرماني من الحصول على جواز السفر لأكثر من 12 سنة، واتخاذ قرار بوضعي بمستشفى الأمراض العقلية والنفسية بانزكان سنة 2005 ، وحقني بمادة مجهولة سنة 2004 تركت بقعا بيضاء بيدي اليمنى، واعتقال زوجتي الخليفة الركيبي بالرباط سنة 2013 وتلفيق لها تهمتي السرقة والخيانة الزوجية...
فلم يكن هدفي من إثارة ما تعرضت له و تعرض له أفراد من عائلتي هو استعراض الذات ، بل الهدف هو التأصيل النظري لقرار منعي من الدراسة الجامعية منذ 2007 وإلى الآن ، باعتباره قرارا سياسيا بامتياز لا ينفصل عن المسلسل السابق الذكر.
إن كل ما سبق يشكل الاستنتاج الواضح أن منعي من الدراسة الجامعية بالمغرب، سببه رأيي السياسي و هو الأمر الذي لن يحول بيني و بين مطالبتي بحقي في التعليم كحق إنساني أساسي مكفول في المواثيق و العهود الدولية ذات الصلة و متضمن حتى في الدستور المغربي ، لذا فقد قررت الدخول في إضراب مفتوح عن الطعام ابتداء من يوم الأحد 14 فبراير 2016 بمقر الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بمدينة آسا/ جنوب المغرب، متفاديا بهذا الخصوص إلحاح العديد من الشخصيات المدنية والديمقراطية المتخوفة من تبعاته الصحية، خصوصا أنني كضحية من ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان أعاني من أمراض مزمنة نتيجة الإضرابات المتكررة عن الطعام التي سبق و أن خضتها بمجموعة من السجون المغربية بصفتي معتقل رأي .
وعليه سأكون في غاية الامتنان لإعطاء الأهمية و الوقت الكافي لفهم أسباب و ظروف دخولي مضطرا في الاضراب المفتوح عن الطعام ، ملتمسا منكم بتواضع و احترام، العمل من موقعكم نيابة عني، ونيابة عن جميع الصحراويين الذين يعانون من استمرار احتلال أرضهم الصحراء الغربية لدعمكم لمطلبي العادل و المشروع.
معتقل الرأي الصحراوي السابق : علي سالم التامك
18 فبراير 2016
اسا/جنوب المغرب

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *