-->

اليسار المغربي والدور المشبوه في قضية الصحراء الغربية


بهدف خلق ازدواجية موازية،في البحث عن حل لمشكل الصحراء الغربية، تؤثر في الحل الاساس، الذي تقترحه الأمم المتحدة منذ1991،دعا مركز المشعوذ السياسي (سعيد ايت يدر) الي عقد مناظرة دولية لحوار مفتوح،من تنشيط اليسار المغربي،الذي يتزعمه،بمراكش،خلال ابريل القادم. وهو التكتل السياسي،الذي سبق وأن استعانت به الدولة المغربية للحيلولة دون اعتراف دول اوروبية علي رأسها السويد بالجمهورية الصحراوية ؛ولم تأتي الندوة علي ضوء اي اتفاق مسبق بين طرفي النزاع،ولا بطلب واشراف من هيئة الأمم المتحدة،التي ترعى النزاع منذ أمد طويل،وبما أنه لا يجوز الحديث في المغرب عن البوليساريو دون ربطها ب"صنيعتها"الجزائر؛فقد تم اطلاق المبادرة من هذا البلد،اثر زيارة وفد من الحزب الاشتراكي المغربي للجزائر،استكمالا للاتصالات التي يقوم بها الحزب في اطار حملته الرامية الي عزل ومقاطعة الدولة الصحراوية،والحيلولة دون اعتراف دولي كبير بها علي غرار دولة فلسطين...ويقول المركز،أن الندوة التي دعا الي عقدها،ستتم بمشاركة خبراء دوليين مغاربة واوروبيين،وممثلين عن البوليساريو والجزائر،ويدعي المركز،بامكانية تبلور افكار لها القدرة علي صناعة بدائل ومقاربات جديدة لحل مشكل طال أمده،بعيدا عن اروقة الامم المتحدة التي لها تصورات "غير واقعية" لحل لا يسمح به المغرب،حسب تصورات الحزب التبخيسية.
و لسبب مفهوم، يبرز هذا الطراز الجديد من الادوار لليسار المغربي في علاج مشكل الصحراء الغربية،عبر جعل منه موضوع ندوة لنقاش داخلي،حتي يصبح محل تشكيك،عندما يتم ربط البوليساريو بموضوع المعارضة الداخلية،وهذه الرؤية السياسية المغربية الجديدة،بعد ما فشل التصور العسكري،الذي اتيح له وقت طويل،دون ان يكون له مردود مشرف.
وتأتي "المبادرة" في اطار خطة ترمي الي شيئين هما:
1- تفويت فرصة الحل الأممي، مع نهاية فترة رئاسة بان كي مون للمنظمة الأممية،وهذا ان قبلت البوليساريو بالظهور في مراكش وجلوسها في كرسي المعارضة السياسية،وهذا يحيلها الي نوع من انواع التماثيل الكثيرة للمعارضات الشكلية المنتشرة بالمغرب،مما يجعل من مصداقيتها امام العالم تهكمي،وقد يقنع ذالك،الامم المتحدة برفع يدها عن القضية؛ باعتبارها مشكل يبحث له عن حل داخلي،بما أن الحق المطلق يعتمد الثبات،وليس الجري وراء حلول في السوق السوداء.
2- تقنين طموح الصحراويين،بحيث تنتهي الندوة بتأكيد المغرب لحرصه المستمر علي عدم القبول بتجاوز حد منح الصحراويين حكما ذاتيا في اطار الجهوية الموسعة.
ويراهن المغرب،علي انتهاء ولاية بان كي مون،والحيلولة بشتى السبل دون زيارته،التي اجلت لعدة مرات الي المنطقة؛ كي لا تكون بمثابة تأكيد أممي علي عدم الاعتراف بالسيادة المغربية علي تراب الاقليم،ولكي لا تكون لها كذالك،علاقة بالتقرير المقبل حول المشكل،ومجيئ رئيس جديد للولايات المتحدة الامريكية،يأمل في أن يكون (هلاري كلتون) التي جربت طعم الاموال المغربية في مناسبات عديدة،الأمل يراوض المغرب ايضا،بفوز (سار كوزي)،بالإنتخابات الفرنسية،وهو الذي اعتاد قضاء عطله في قصور الملك المغربي.
وكانت وسائل اعلام مغربية،قد روجت في يناير من العام 2015 ،لسلسلة من الشائعات،مفادها،دخول المغرب وجبهة البوليساريو في عدة لقاءات سرية،ودون اشراف أممي؛في كل من مدريد وباريس،الشئ الذي كذبته في حينه، بيانات صادرة عن الجبهة.
الاحزاب المغربية، التي تلعب دور المقاول السياسي في مشكل يفوقها حجما،كقضية الصحراء الغربية،ليست الجهة المغربية الأولي،التي توجه مثل هكذا دعوة للبوليساريو،للحضور الي مدن مغربية للتباحث بشأن المسألة الصحراوية،إذ أن الملك المغربي الراحل،الحسن الثاني،كان قد استقبل في قصره بمراكش،عام 89،وبطلب منه،وفد من قيادة الجبهة؛يقوده الشهيد المحفوظ اعلي بيبا؛يومها قال الملك: "تمكنت من ضم الأرض،ولم ننجح في كسب خواطر الصحراويين"،واعرب عن قلقه بشأن استمرار المشكل قائلا: "لا أريد أن اترك لإبني بيضة محفوفة بالمخاطر".
وبدهائه السياسي اللافت،وحنكته السياسية المعروفة،لم ينجح الحسن الثاني في ثني القادة الصحراويين عن مطلب الاستقلال،فهل يفلح اليسار المغربي في الايقاع بالبوليساريو،وجرها من شعرها لحضور ندوة مراكش؟ أم أن الوعي الكبير،الذي تتمتع به قيادة الجبهة، سيمكنها من الاطاحة بخطط اليسار المغربي المكشوفة؟.
وماذا،لو قبلت الجبهة تنظيم مثل هذه المناظرات،ببئر لحلو المحررة،فهل سيحضر من يمثل يمين ويسار المغرب؟
بقلم: ازعور ابراهيم.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *