-->

يحيى .. حكاية كفاح من زمن الرفاق


عندما تعجز الكلمات عن وصف مناضل ما و تخجل اللغة امام عملقته و غزارة عطاءه .. و تمنحه البطولة الحق في التفرد بالامتلاك الشرعي ليكون مرادفا لها .. فاعلم اني اتكلم عن يحيى محمد الحافظ اعزى
عندما تقرأ الكثير عن الاساطير و العظماء .. و يستبد بك الشوق لهم و تتمنى لو انك عاصرتهم او حظيت يوما بشرف التقاءهم .. فلا تتحسر و تندب تاريخ ميلاد .. لان اخر العظماء و اخر الرجال المحترمين لا يزال حيا يرزق .. هناك في براثن السجن يقبع .. اسدا مهابا و قامة تناطح السحب سمو و رفعة .. انتظر فقط انتهاء سنين المنع لتعانقه و من خلاله الامجاد و الملاحم .. لا تحاول زيارته الان هم يفرضون عليه منعا مطبق .. و لا تسألني في اي سجن هو فبين كل اضراب و اضراب يطوفون به خارطة معتقلاتهم النتنة انتقاما منه و اعتقادا منهم ان ذلك سيكسر صلابة الجلاميد داخله .. و مع كل ترحيل و تنكيل و زج في الزنزانة الانفرادية .. يظل الخارق يصدح هيهات منا الذلة انه يحيى محمد الحافظ اعزى
عندما تبلغ العزيمة عند احد ما اقسى مداها و يصل اصراره الحد الذي يجعل منه كاميكازا يتشظى و لا يخضع .. و يتجاوز الشهرين من الاضراب عن الطعام فينقل الى المستشفى هيكلا عظميا بلا لحم و لا شحم و بعدما تجاوزت الحصار المضروب عليه تحايلا .. و زرته لأبلغه رسالة الرفاق : اوقف الاضراب الان ان الجلاد الرجس يريدك ان تموت .. 
استجمع ما بقي عنده من القوة و اجابني همسا :
ابلغ الرفاق سلامي .. اني اخترت الشهادة ..
ذرفت دمعتين و قبلت جبينه و ودعته حاملا معي رائحته -رائحة الشهداء - في انفي و فتات جلده الذي علق بشفتي و كبرياء الالم الذي منحتي اياه ابتسامته الساخرة من الموت .. هل عرفت الان من ذلك الاحد .. عن يحيى محمد الحافظ اعزى اتكلم
يحيى .. حكاية كفاح ترقى الى درجة الاسطورة التي لا تعاد .. و تجربة انسانية جمعت كل معاني و قيم النبل و العطاء و التضحية و البذل و الصمود و الجلد و الاستبسال و الشموخ .. لقد آمن و لا يزال بالثورة و وهب حياته لها .. و مذ تاريخ اعتقاله الى الان لم يمل او ييأس .. ظل يكتب تاريخا مجيدا جعل من اسمه كابوسا يقض مضجع الجلاد و ترتعد جدران الزنازن عند ذكره .. سنين السجن التهمت جسده و صحته لكنها عجزت عن ترويضه او كسر ممانعته ..
يحيى الاب لثلاثة ابناء و البالغ من العمر 50 سنة .. محكوم مذ العام 2008 بخمسة عشر سنة سجنا نافذة هو بالمناسبة ابن محمد الحافظ اعزى الذي اعطى للوطن عمره و اطراف جسده و فلذة كبده ..
يحيى قيدوم السجناء السياسيين الصحراويين المتواجدين بمختلف السجون المغربية و رمزهم .. علق يوم امس الاضراب عن الطعام الذي خاضه لما يقارب الشهر و يقبع الان بسجن تارودانت .. يتألم و يقاسي و يعاني في صمت .. المغوار مستبسلا كعادته ..
اني اكتب هذه السطور لادعوكم و اناشدكم من اجل الالتفاف و التضامن و مآزرة يحيى محمد الحافظ الشهيد المعتقل و ابن الوطن البار ..
ان صمتكم و تقاعسكم عن نصرة يحيى هو خيانة للعهد و قتل ما بعده قتل للانصاف و العرفان و هو مايبهت شعلة النضال بل و يطفئها و يجعلنا امام تجسيد حقيقي لمقولة الثورة تأكل ابناءها .
كلنا يحيى محمد الحافظ اعزى
يحيى كفاح يحيى
و لا نامت اعين الجبناء
الشيخ بنكا 
سجن سلا الزاكي 
السبت 28 ماي 2016

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *