-->

عشية الإحتفال بالذكرى 46 لإنتفاضة الزملة العيون تتعرض للحصار، وعمليات للتعليق الأعلام بالسمارة


شدّدت السلطات المغربية المحتلة إجراءاتها القمعية في الشوارع وأمام أغلب المؤسسسات بالعيون المحتلة عشية إختفالات الشعب الصحراوي بالذكرى السادسة والأربعون لإنتفاضة الزملة التاريخية حسب ما أكدته شبكة مراسلي ميزرات.
و بذات المناسبة نفذ أبطال انتفاضة الإستقلال البواسل بالسمارة المحتلة عمليات واسعة لتعليق الأعلام الوطنية والكتابة على الجداران وتوزيع المناشير على نطاق كبير.
و تعود الذكرى الـ46 لإنتفاضة الزملة التاريخية لتؤكد حقيقة مفادها ان الزعامة لا ترتبط بشجاعة القائد وإقدامه وإستعداده للتضحية و صبره وتحمله و خبرته ومهارته في التسيير والتدبير بقدرما ترتبط إيضا بقدرته على التقاط “اللحظة التاريخية” وأستثمارها في شق طريق اللاعودة بإعتبارها انبثاق او طفرة طبيعية لفرصة نادرة تستجمع كل أسباب الثورة على الوضع المرفوض داخلية كانت أو خارجية وتتيح إمكانية تغييره أو تكريسه كونها انبثاق او طفرة من تراكمات نضالات وتضحيات الاجيال المتلاحقة .
الفقيد محمد سيد ابراهيم بصيري من مواليد أكتوبر 1942.
تلقى تعليمه الأول على يد والده الشيخ سيدي ابراهيم بصيري قبل ان يتنقل بين مدارس تعليم القران وفي النصف الثاني من الخمسينات تحصل على شهادة الباكالوريا في العلوم الأصلية والآداب، وفي سنة 1959 سافر محمد سيد ابراهيم بصيري إلى القاهرة حيث درس بالأزهر الشريف لمدة سنتين إلا أن ميله للعلوم الحديثة حذا به إلى الالتحاق بجامعة دمشق اين نال الإجازة في العلوم السياسية، ومع عودته سنة 1965 إلى عائلته شرع الفقيد في العمل في جريدة خاصة تسمى الأساس، حيث تشكلت لديه رؤية سياسية واضحة دعمتها تجربته في المشرق.
وفي سنة 1967 أسس جريدة اسمها الشموع، الا انها لم تتجاوز إصداراتها ثلاثة اعداد سبب قرار السلطات المغربية إغلاقها والحجز عليها، رغم انها كانت تهتم بالمواضيع الشبابية فقط ولم تتناول الجوانب السياسية، الا موضوعا استثنائيا تحت عنون الصحراء للصحراويين.
وبعد ان أضحى الفقيد محمد سيد ابراهيم بصيري يمثل إزعاجا حقيقيا للسلطات المغربية قررت القبض عليه،إلا انه علم بذلك مما جعله يتنقل بين مدن جنوب المغرب لبعض الوقت قبل الالتحاق بمدينة السمارة،التي اعتقل بها من قبل أجهزة الاستعمار الاسباني وسجن لعدة أيام، ولولا ضغوط أفراد عائلته وبعض الوجهاء لسلمته السلطات الاستعمارية الاسبانية لأجهزة الأمن المغربية، التي كانت تبحث عنه آنذاك.
بعد الإفراج عنه ستبدأ مرحلة جديدة في حياته وفي حياة الشعب الصحراوي حيث كان لديه مشروعا واضحا شرع في تطبيقه بتعبئة المواطنين الصحراويين ووضع أسس الإعلان عن تنظيم يوحدهم ليقضي على قواعد السياسية الاستعمارية التي تقوم على تكريس القبلية والجهوية، وقد تجلى هذا التنظيم انذاك في تأسيس المنظمة الطليعية التي كانت بمثابة ردا صريحا على كل مؤامرات التقسيم.
مارس1970 محمد بصيري، يوجه مذكرة إلى الحكومة الاسبانية يطالب فيها بمنح استقلال الصحراء الغربية.
في ظل هذه الظروف ومن هذه المنطلقات التاريخية التحم الفقيد محمد سيد ابراهيم بصيري ورفاقه من اجل وضع اللبنات الأولى للمنظمة الطليعية لتحرير الساقية الحمراء ووداي الذهب، التي استقطبت بعد نشأتها مباشرة أعدادا كبيرة من المواطنين الصحراويين، وخاصة داخل الأوساط العامة في الإدارة والأجهزة الاستعمارية، وانتهجت أسلوبا تنظيميا محكما شمل كل مناطق الوطن وأعطى ثماره بسرعة فائقة وهو ما مكن من حشد ذلك العدد الكبير من المتظاهرين يوم 17 يونيو 1970 في انتفاضة الزملة التاريخية، والتي انتهت ببحر من الدماء، واعتقال سيدي محمد بصيري ومئات المواطنين الصحراويين.
لقد كان تأسيس الحركة الطليعية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب مع نهاية الستينات حدثا بارزا في تاريخ الحركة الوطنية الصحراوية وفي المسيرة التاريخية للشعب الصحراوي،إذ كان لزاما انذاك إعادة قراءة التاريخ الوطني الصحراوي وصياغته من رؤيا وطنية صحراوية محضة وتأكيد استقلالية الشعب والوطن الصحراوي عبر التاريخ، وجعل هذا التاريخ منطلقا للاعتزاز والافتخار،وهو ما تفطن إليه الفقيد بصير من خلال وعيه الوطني بان عملية المصادرة التي خضع لها التاريخ الصحراوي ولا يزال من طرف الدول المجاورة وتغييب هذا التاريخ من طرف الاستعمار احد المعضلات الأساسية التي تعترض اي فعل وطني ناضج وعصري.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *