-->

"طحن مو"


اتأسف لاعادة إستعمال كلمة اصبحت فعلا لازما في بلد معتل تزهق فيه الاوراح لاتفه الاسباب، وتجر كلمة ساقطة بحروفها المثقلة بنار الظلم والقهر ارواح الابرياء وتطحن مضامينها الباحثين عن لقمة العيش والعاطلين والمستضعفين في مملكة العبيد التي اسست على الظلم، وجعل الركوع والسجود شروطا لصحة البيعة مع ملوكها الطواغيت. 
فلم يعد سرا ما يجري في المغرب بعدما تغلبت وسائل التكنلوجيا الحديثة على اساليب المخزن وزبانيته التي ظلت لعقود تكتم الانفس وتصادر الحريات، حتى اشرق عصر التواصل الاجتماعي الذي اصبح متنفسا لنقل جزء يسير من واقع الجحيم الذي لازم المغاربة مع الاستبداد فكان "اطحن مو" اخر اصداراته. 
ان استهتار النظام المغربي بارواح ابناء شعبه الساعين وراء لقمة العيش والباحثين عن تأمين حياة انعدمت في واقع الظلم والاستبداد ودفعت بالاف المغاربة الى ركوب قوارب الموت ليكونوا طعاما لحوت البحر طمعا في حياة افضل خارج اسوار المغرب. 
بربكم كيف يفرم المواطن كما تطحن الفواكه والخضار التي تستقطب سياحة الشذوذ الجنسي ورحلات الاستجمام التي تغري امراء وملوك الثراء العربي، في وقت يعيش غالبية الشعب المغربي المسكين تحت خط الفقر.
"طحن مو" هو اسلوب قديم جديد خرج للعلن كونه طحن هذه المرة احد ابناء منطقة تعرضت للطحن والحرق على يد الملك الراحل الحسن الثاني وظلت سنته في الطحن جارية يسترشد بها من اتى بعده الى حين ثورة الغضب القادمة لا محالة لانهاء كابوس "اطحن مو" المرعب الذي يتحول فيه المواطن الى طحين.
لقد اججت ممارسات الاستعباد المسلطة على رقاب المغاربة مظاهر السخط والغضب وفجرت ثورة الكرامة، وخرج ملايين الاحرار المقهورين منذ عقود للتعبير عن رفضهم لسياسة "اطحن امو" التي تواجه اي صوت خارج عن إملاءات الاستسلام والخنوع.
وبين شناعة الفعل وجرم الفاعل يتحول المفعول به الى طحين في حاوية للنفايات.
بقلم: حمة المهدي

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *