-->

هواجس رسائل تنظيم الدولة في الساحل و الصحراء


يعتمد تنظيم الدولة الإسلامية داعش على إستغلال كل الفرص المتاحة و يستميت في القتال أفراده من أجل ضمان أي فرصة مناسبة له لتمرير رسائل الوجود للعالم و بعد معارك الفلوجة في العراق و الرقة وإدلب ودير الزور وحلب في سوريا و الموصل مؤخراً في العراق و ما نتج عنها من فقدان لسيطرة التنظيم على هذه المناطق التي كانت تحسب ضمن نطاق سيطرته الجغرافية و بعد ضعف بعض خلاياه النائمة في جنوب اليمن و سيناء و أزواد و الصومال و ليبيا و شمال شرق نيجيريا و باكستان يبحث التنظيم بين خيوط هياكله المتعقدة و المرصوصة بفكر الجهاد السلفي و التبعية الروحية لشخص الأمير و لمنهج الخلافة و تطبيق الشرع حسب أيديولوجيا تنظيم الدولة عن مكان خصب يمرر من خلاله رسالة أجود للعالم و طمئننة يثلج بها قلوب أتباعه عبر العالم.
فالعراق و سورية و ما بينهما أصبح يُثقل كاهل التنظيم و الخسائر اليومية في صفوفه تحت رحمة نيران التحالف و جحيم بوتين و بشار و الموالين لهم ، يجد التنظيم نفسه مرغم على الإنسحاب و الإنتحار أحياناً أمام قوة التحالف في العراق و تحت نيران طائرات بوتين و حشود بشار و حزب الله بينما نشاهد فشل التنظيم في ليبيا و جنوب اليمن و هدؤه في باكستان و شمال شرق نيجيريا عكس ما يفعله في شبه جزيرة سيناء المصرية و تشتت فصائله المسلحة في أزواد بينما آلة التنظيم تبحث عن بيت القصيد موطئ قدم بأسم دولة الخلافة و تحت علم و فكر التنظيم تحوم عيون الأخير على منطقة أزواد شمال مالي أرض خصبة تسكنها قبائل محافظة و مسرح فشل دولة أزواد ، تحكمه جماعات مسلحة تابعة لمشايخ قبلية و أمراء حروب و مهربين و ساحة تمرد دائم و شاطئ لبحر سلاح الزعيم الليبي السابق معمر الغذافي ،
رغم تشتت أغلب الفصائل المسلحة هناك بعد الحملة الفرنسية على المنطقة إلى أن تنظيم الدولة يرى في بعض قادة الجماعات التي أعلنت سابقاً عن ولائها و تبعيتها له الذراع القوي لتنظيم الدولة في الساحل و الصحراء من أجل تنظيم صفوف أتباعه في منطقة أزواد من شمال شرق النيجر إلى جنوب ليبيا و الجزائر حتى شمال موريتانيا و البحث عن مصادر تمويل كالإتجار بالمخدرات عبر مناطق عبوره من المغرب عبر الجدار مرورا بالمناطق المحررة من الصحراء الغربية
يعرف أغلب قادة هذه الجماعات معابر و طرق و أودية و آبار منطقة الصحراء الكبرى التي باتت قاب قوسين أو أدنى حتى سيطرتهم و نفوذهم الا متناهي .
فالمنطقة التي توفر لهم التمويه الكافي للقيام بما جادت به أفكارهم و مشاريعهم بعيداً عن عيون القانون و ألاف الكيلوميترات من دوائر صنع القرار التي قد تزعج من لقبوا أنفسهم بأسياد الصحراء 
فشمال مالي و موريتانيا و النيجر و جنوب الجزائر و ليبيا يوفران التضاريس الصحراوية الصعبة من كثبان و تلال وعرة فيما تتميز بعض النقاط في شمال موريتانيا بوفرة منابع المياه الطبيعية لتتكفل مجموع قبائل أزواد بشقيه في مالي و النيجر بتوفير المقاتلين لقادة من أبناء عمومتهم أو من المجاهدين الأجانب ذوي السوابق و الخبرات في ميدان الجهاد المسلح عبر العالم.
يترجم هذه الهواجس في الساحل و الصحراء زيارة الرئيس الموريتاني محمد عبد العزيز تحت غطاء نزهة في شمال البلاد التي قادته إلى قواعد الجيش الموريتاني في الشمال و أقوفه على وضع الوحدات المتحركة في المنطقة العسكرية المغلقة في أقصى الشمال الشرقي من موريتانيا و تكليفه لقائد الأركان المساعد الفريق حننا ولد سيدى بالاشراف على قيادة وحدات قتالية في المنطقة المذكورة.
أما الجانب الصحراوي فقد عزز من تواجد قواته في الشريط الحدودي الموريتاني الصحراوي الجزائري و المعروف بمعابر تسلل مافيا تهريب المخدرات من الجدار المغربي نحوى منطقة سيطرة الجماعات المسلحة في أزواد عبر منطقة ظلعة الادمية و أفريجات و لكعيدة 
كما تم تمركز وحدة عسكرية بمنطقة بوكربة لمراقبة نقاط تسلل المهربين من الجدار المغربي و تفكيك جميع مخابي الأخيرة في المنطقة و تنظيم دوريات مستمرة عبر الشريط الحدودي الموريتاني الصحراوي الجزائري كخطوة إحترازية من شأنها مراقبة الوضع عن قرب
أما الجانب الجزائري فقد ترجم هذا التخوف بزيارة نائب وزير الدفاع الوطني قائد أركان الجيش الوطني الشعبي إلى الناحية العسكرية السادسة بتمنراست أقصى الجنوب الجزائري حيث دشن قاعدة جوية جديدة على الحدود مع النيجر كما أشرف على تدشين عدة مرافق عملياتية هامة تخص ميدان الكشف و المراقبة.
----أسلوت أمحمد سيد أحمد---

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *