الخارجية الصحراوية: هل يفلح التطعيم في تصحيح المسار؟.
الصحراء الغربية 15 ماي 2017 (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة) - في وقت كنا ننتظر الاعلان عن نهاية دبلوماسية الهتافات التي تسببت في الكثير من التخبط والتراجع والجمود خلال السنوات الماضية رغم بعض النجاحات.
وفي خضم التحولات الدولية الكبرى وبعد طول انتظار لم تخرج حركية السلك الدبلوماسي المعلنة عن تكريس سياسة التدوير الفارغة وتجديد القديم رغم التطعيم التقني المتمثل في الكوكبة الشابة، مع تجاهل السفارات التي هجرها اصحابها بسبب طموحاتهم المادية والرغبة في اماكن تحقق لهم الرفاهية وتحسين الوضع الاقتصادي لعائلاتهم خاصة في القارة الافريقية التي تشهد تراجعا خطيرا للعمل الدبلوماسي.
وتبرز الحركية في ظاهرها عدم الاهتمام بالتحولات الكبرى وتجاهل اهمية حركات التضامن الاوروبي التي تشكل جانبا مهما من نشاط الدبلوماسية الصحراوية، إذ لم تنل افريقيا كساحة للمعركة حقها من التحريك ومراجعة خارطة الانتشار.
ولم تمس اسبانيا بالقدر المطلوب من الحركة والتعيين حيث تم الاعتماد على القوة السابقة التي عجز بعضها عن الحفاظ على جمعيات التضامن ودخول صراعات معها.
ومن اجل عملية التطعيم لتصحيح بعض السلوكيات وتعويض النقص الحاصل، فتح الباب امام دفعة الشباب، بين كاتب وملحق ومساعد ممثل وهي خطوة تحمل الكثير من الدلالات والرسائل تمهد الطريق امام حركيات اوسع واشمل إن وجدت الارادة الصادقة في التغيير نحو الافضل من اجل القضية والتصدي لمخططات ومؤامرات الاحتلال المغربي في الساحة الدولية.
وبالنظر الى طبيعة التعيينات والتمسك ببعض الاسماء القديمة وفي غياب استراتيجية واضحة، تبرز بعض التحديات امام عملية التطعيم من اهمها:
- ضرورة العمل على تجاوز حروب المكاتب والتمثيليات بعد كل حركية.
- تسهيل العمل المشترك بين السابق والوافد من الجيل الجديد ودعم الكفاءات الشابة لخلق البديل وتحفيزها لتجاوز اكراهات العمل الدبلوماسي وعدم السقوط في واقع الجمود والتهافت على المادة.
وبالعودة الى نسب الكفاءة والتأنيث والتشبيب نجد ان القائمة تشتمل على نسبة كبيرة من القدرات والكفاءات ستقدم الجديد لامحالة إذا ما حظيت بالاهتمام والدعم والتشجيع.
اما من حيث التأنيث فقد غابت المرأة بشكل جلي من القائمة وبنسبة ضعيفة جدا لم تتجاوز 4%.
اما التشبيب فقد حظيت قائمة الوزير على نسبة معتبرة من الشباب اطلق سراحهم بعد سنوات من الانتظار في مركزية الخارجية بالشهيد الحافظ.
في الاخير تعكس التعيينات الجديدة القديمة عجز الرئيس عن نفض غبار الخارجية ووضع حد لكل اشكال الافلاس والفشل رغم حرصه في اكثر من خطاب على ضرورة تثمين المكاسب المحققة خاصة تلك المتعلقة بمكانة الدولة الصحراوية في الخارج.
كما تبعث الحركية رسالة واضحة تظهر بصمات البعض في الاصرار على التمسك بنهج عبثية المحاصصة القبلية.
بقلم: الصالح ابراهيم الصالح