-->

في ذكرى رحيل الشهيد محمد عبد العزيز


بقلم: حمادي البشير
ترى هل نستنسخ العبارات التي كتبناها من قبل؟ أم هل نستنسخ العبرات التي ألمت بنا لفقدكم؟ نقر ونعترف بأننا مهما فعلنا لن نفيك جزء من حقك علينا، وأقول لروحك الطاهرة أنك كنت صعب المنال عندما كنت حيا بيننا وأن منال الإيفاء بعظمتك عندنا يبدو أكثر صعوبة وأنت بين يدي من خلقك وندعوه أن يرحمك ويتولاك بعنايته التي شملت كل شيء.
لقد كنت لنا رحمك الله كالحلم، وعندما ساقتنا الاقدار إليك إذا بك قريب أكثر مما نتصور، ورغم الاقتراب منك والعيش معك وفي حضنك بقيت على حالك كالحلم، حلم من العظمة والقوة والحنان والسعة والصبر والتواضع والطيبة اللامتناهية، حلم يتحقق ويختفي، يقترب ويبتعد ولكنه لا يزول لأنه يسكن القلب.
هل ننعى عظمة الإنسان فيك أم ننعى عظمة الروح لديك؟ هل نتباكى على شخصك أم على أثرك فينا؟ هل نندب تقصيرنا لفهم من أنت بيننا أم نندب فقدك وبعدك عنا؟ وماذا يفيد كل ذلك إن لم نتعلق بك ونتعلق أكثر بوصاياك وبقايا روحك الطاهرة التي تظلل وجودنا كما ظلل وجود ملائكة الله ورحمته صحابة الرسول عليه الصلاة والسلام. لن ننعاك إلا لنتذكرك ونقبل ثراك ونتمسح على تربة مثواك، لن نندب فقدك إلا لنسعى أن ترتاح في قبرك لأننا على دربك ونسير وفق ما رسمته لنا.
إننا نؤمن بأن عالمنا وعالم قضيتنا يبدأ عندك ولا يتوقف، وشمس أحلامنا تشرق عندك ولا تغيب، وقمر أمانينا بوطن حر يظهر عندك ولا تغشاه الظلمة، والليل ينتهي سواده الحالك ببهاء طلعتك ونستنير بخطواتك وبابتساماتك وإشاراتك نحو الصبح الموعود.
كما أسلفنا في كتابات سابقة أن العبارات والكلمات مهما كانت بليغة لن تكون بحجم شخصك الكريم ولن تفي ما يعتمل في قلوبنا وأرواحنا المكلومة بفقدك. لا يبقى لنا إلا أن نتوكل على الله كما أوصيتنا ونترك القلوب والارواح تتلاقى ونستبدل الكلمات بالعبرات والنظرات.
نعزي أنفسنا ونعزي الشعب الصحراوي وعائلة المرحوم في صعود روحك إلى مالكها. وخير العزاء هو أثرك فينا من كلام وفعل سنتبعك على تلك الدار وهو ينير مسيرتنا وطريقنا.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *