-->

تفكيك مخيم كديم إزيك: دفاع المعتقلين الصحراويين مجموعة أكديم إزيك يندد بالمحاكمة سياسية (جريدة لوموند)


فرنسا : تطرقت جريدة لوموند الفرنسية في عددها الصادر يوم أمس ٢١ يوليوز الجاري إلى قضية معتقلي أكديم إزيك الذي تعود وقائعها لسنة ٢٠١٠، حيث ذكرت الصحيفة في هذا السياق النزوح الجماعي ل١٥ ألف مدني صحراوي للإحتجاج على بعد ١٥ كيلومتر خارج المدار الحضري شرق مدينة العيون المحتلة عاصمة الصحراء الغربية، من أجل المطالبة بكل حقوقهم المشروعة.
ووصفت الجريد الفرنسية الذائعة الصيت الأحداث التي شهدت تفكيك مخيم أكديم إزيك بالأخطر منذ إعلان وقف إطلاق النار بين جبهة البوليساريو والمملكة المغربية سنة ١٩٩١، حيث شنت السلطات المغربية بعد ذلك تضيف الجريدة حملة إعتقالات شملت مئات المدنيين وجهت لخمس وعشرين منهم تهم "القتل العمد" وأصدرت في حقهم أحكام حد السجن مدى الحياة من طرف المحكمة العسكرية بالرباط سنة ٢٠١٣، إلى أن أسقطت تلك الأحكام شهر يوليوز السنة المنصرمة من طرف محكمة النقض التي أحالت بدورها الملف على القضاء المدني بإستئنافية سلا
ونقلت لوموند عن عضو هيئة دفاع معتقلي أكديم إزيك الأستاذة "إنگريد ميتون" تنديدها بالنظام القضائي الفاشل بالمغرب مؤكدة على أن المحاكمة لم تحترم الحق في الدفاع بالنسبة للمعتقلين، وأشارت المحامية الفرنسية إلى قرار محكمة النقض الذي أكد على إنعدام الأدلة المادية حول تهمة القتل والذي تم بموجبه إسقاط أحكام القضاء العسكري، بالإضافة عدم تحديد هوية الضحايا ضمن الملف إلا أنه وبالرغم من كل هذا تم إدانت المعتقلين ال٢٤ مرة ثانية بأحكام قاسية.
ووصفت الأستاذة إنگريد هذا الحكم بغير المنطقي بل هو إنحراف كلي عن القانون في ظل غياب أدلة مادية تثبت صحة التهم الموجهة إلى المعتقلين كما أشار إليه قرار محكمة النقض بعد مرور ثلاث سنوات من الإعتقال ذلك نتيجة للضغط الذي مارسته المنظمات الدولية خاصة لجنة مناهضة التعذيب التابعة للأمم المتحدة في قضية موكلها المعتقل السياسي والناشط الحقوقي "النعمة أصفاري" الذي أدين بثلاثين سنة سجنا على أساس إعترافات أنتزعت تحت وطأة التعذيب كما أثبته قرار اللجنة السالفة الذكر.
"محاكمة أكديم إزيك نموذج الصراع في الصحراء الغربية"
وصفت المحامية "إنكريد ميتون" ظروف الدفاع عن معتقلي أكديم إزيك بالصعبة والمعقدة للغاية، حيث أشارت في هذا الجانب إلى تعرضها للمقاطعة خلال مداخلاتها أمام هيئة المحكمة بالإضافة إلى رفض هذه الأخيرة تسلم بعض الوثائق التي تقدمت بها على أسس ومبررات واهية وزائفة حد قولها.
وإعتبرت الأستاذة "إنگريد" ما تعرضت له وزميلتها "أولفا أوليد" أكبر إهانة في مجال الدفاع بدءا بالحرمان من الحق في الترافع عن موكيلهم بل الأكثر من ذلك تعرضهن للإعتداء الجسدي والعنف داخل المحكمة من طرف عناصر تابعة للأمن المغربي بأمر من رئيس المحكمة.
وتعليقا على هذه المحاكمة الصورية في حق مجموعة أكديم إزيك، ترى السيدة "إنگريد ميتون" أنه ليس بالشيء المفاجئ أن ترى كيف أن المملكة المغربية تتعامل مع مسألة الصحراء الغربية بقسوة ومعاقبة كل شخص له صلة بهذه القضية. والنموذج في الأشخاص الذين تم إعتقالهم منذ سبع سنوات ويحاكمون اليوم فقط لكونهم نشطاء من أجل تقرير المصير وأخرون يوثقون إنتهاكات حقوق الإنسان في الصحراء الغربية ما يعني أن هذه المحاكمة سياسة.
وأكدت الأستاذة "إنگريد" في ختام حديثها لجريد لوموند ان دفاع المعتقلين ينظر في جميع المسارات، لدخول الساحة الدولية. لأنه في المغرب لم يتم تحقيق العدالة بشكل صحيح، ولم يترك أي خيار آخر لنا سوى الذهاب إلى أماكن أخرى من أجل حقوق السجناء، معبرة عن تفائلها بالقوة والشجاعة التي يتحلى بها المعتقلون، مؤكدة في السياق ذاته، أنه لا توجد وسيلة أخرى للخروج من هذه القضية، إلا بالإفراج عن معتقلي أكديم إزيك.
مراسلة : عالي الرُبيو / باريس

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *