مغاربة: “تقبيل يد الملك أفضل بكثير من تقبيل رجله”….!
أعلن القصر الملكي المغربي، الجمعة، إرجاء احتفالات الذكرى الثالثة والعشرين لتولي الملك محمد السادس الحكم في 30 يوليو/ تموز 1999، بسبب ما قيل انه "جائحة كورونا" وسط غموض يلف صحة الملك المتدهورة منذ شهور واختفائه عن المشهد.
وقالت وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة، في بيان أصدرته مساء الجمعة، إنه "اعتباراً لاستمرار العمل بالتدابير الوقائية التي تستلزمها تطورات الوضعية الصحية المترتبة عن وباء كوفيد 19، فقد تقرر تأجيل جميع الأنشطة والاحتفالات والمراسم، التي تقام بمناسبة تخليد الذكرى الثالثة والعشرين لتربع الملك محمد السادس، على عرش أسلافه".
وأوضحت أنه "تقرر تأجيل حفل الاستقبال الذي يترأسه العاهل المغربي بهذه المناسبة، وحفل أداء القسم للضباط المتخرجين الجدد من مختلف المدارس والمعاهد العسكرية وشبه العسكرية والمدنية، وحفل تقديم الولاء وكل الاستعراضات والتظاهرات".
ومساء اليوم الجمعة، أعلنت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، عن تسجيل 5 وفيات و842 إصابة جديدة بفيروس كورونا مقابل تعافي 1616 شخصاً خلال الـ24 ساعة الماضية.
المغرب يواجه الافلاس امام هدر العائلة المالكة لمقدرات البلد في نزواتها
المغرب الدولة التي تعصف فيها البطالة والفقر ٫ والاحتجاجات الشعبية ٫ فيما لم يزل الملك وحاشيته يصرون على اقامة مهرجانات تكلف الدولة مبالغ طائلة ٫ بخلاف عشرات الملايين من الدولارات التي تصرفها العائلة المالكة ٬ دون حساب ورقيب.
دعا سياسيون ومثقفون مغاربة، في 2011 بالتزامن مع موجة الربيع العربي، لتعديل طقوس البروتوكول الملكي، عادة تقبيل اليد عند السلام على الملك، والتي تعتبر موضوعا شديد الحساسية في المغرب وظل من المحظورات أو “الطابوهات” ممنوع الاقتراب منها والحديث عنها.
فعادة تقبيل يد المغرب والتي باتت بروتوكولا ملكيا، هي إرث سلطاني قديم مرتبط برضا مركز الحكم على كبار الموظفين في الدولة منذ القديم، ثم بعد ذلك على الوزراء وعلى الطبقة السياسية عمومًا، وتقبيل اليد هو تجسد الولاء والطاعة العمياء للملك.
ووفقًا لمصادر متطابقة، فإن ابتكار عادة تقبيل اليد من قبل العائلة المالكة المغربية هي فعل صهيوني مقصود لإذلال إطارات الجيش والمسؤولين وأفراد الشعب وجعلهم عبيد، وهذه المظاهر والطقوس والمراسيم لتقديس الملك المغربي أصابت المغاربة بالتذمر الشديد منها.
والبروتوكول الملكي المغربي يتميز بجملة من الخصوصيات لا نظير لها في العالم، كالبروتوكول المرتبط بمراسيم البيعة وطقوس خروج الموكب الملكي للعيدين – عيد الفطر وعيد الأضحى-، والاحتفال بليلة المولد النبوي ومراسيم الدروس الحسنية، بالإضافة إلى تقبيل يد الملك والانحناء في حضرته.
وحاشية بلاط تبالغ في التملق للملك لأجل مصالحها لتصل حتى الركوع وتقبيل اليد، ضف إلى ذلك تعتبر تلك الطقوس ظاهرة لتقديس الملك وعدم تمرد على حكمه وعلى مساس بشرعيته في الحكم وحتى عدم مساءلته في التسيير باعتباره فوق كل القوانين، لكنه لم يتمكن من ذلك.
فالبروتوكول المرافق الملك يلقن الضيوف طريقة تسليمهم على الملك باتباع الطقوس المهينة بتحية الملك ثلاث مرات، قبل أن يصل إليه ويركع أولًا ، لتعكس للإعلام أن الطقوس هي عادات وتصرفات تعكس احترام وتقديس الملك ومدى حبه، وهي تلقائية غير مفروضة وثانيًا وهذا ما تظهره جل الصور واللقطات أن الملك يتعمد محاولة إبعاد يده عند تقبيل الرعية له، وهو تصرف شكلي تمثيلي فإذا كان الملك يريد قطع هذه العادات يكفي إصدار قرار صارم يمنع ذلك ولا نعتقد أن الرعية ستنتفض إذا لم تقبل يد الملك وتركع له.
جمعية الإحسان:” لا ركوع ولا سجود لغير الله”
أوضحت جمعية الإحسان منذ سنوات، أنه لا ركوع ولا سجود لغير الله في إشارة إلى البروتوكول الملكي، الذي يُرغم المسؤولين والشعب المغربي على ضرورة تقبيل يد الملك والركوع والإنحناء في حضرته، كدليل للولاء والطاعة والاحترام وتقديس الذات الملكية.
دعوات عديدة لإلغاء طقوس تقبيل يد الملك
فقد ارتفعت بعض الأصوات خلال الاحتجاجات التي نظمتها حركة 20 فبراير الشبابية في مدن مغربية عديدة، مطالبة بتعديل البروتوكول الملكي آنذاك. كما فاجأ عبد الحميد أمين مسؤول الجمعية المغربية لحقوق الإنسان الجمهور المغربي، عندما وجه في برنامج تلفزيوني بالقناة الثانية التي تملكها الحكومة، انتقادات لمراسم البروتوكول الملكية “العتيقة” والتي ترتبط بنمط سياسي يقوم على “مؤسسة إمارة المؤمنين والنسب النبوي للأسرة العلوية الحاكمة وبيعة الشعب للملك. “كما قال.
كما طلب عبد الاله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية حينذاك، بإلغاء طقوس حفل الولاء، والبروتوكول المصاحب له لكن الملك يعتقد بأن هذا الأمر لم يتحول بعد إلى مطلب حزبي واضح لأن بعض الأحزاب السياسية التي نادت للإبقاء على هذه المظاهر وترك الوضع على حاله.
“تقبيل اليد يعبر عن الولاء والطاعة العمياء للحاكم”
أوضح عبد الإله بن عبد السلام، عضو الجمعية المغربية لحقوق الإنسان أن الجمعية تطالب بالقضاء على جميع مظاهر البروتوكول الملكي التي تمس كرامة الانسان وإنسانيته، والتي تلحق أضرارا بسمعة البلاد، في إشارة خاصة إلى عادة تقبيل يد الملك.
واعتبرت الجمعية مطالب إلغاء تلك الطقوس والبروتوكولات إحدى ثمرات الجرأة التي تسود الشارع المغربي الذي ارتفعت فيه الأصوات المطالبة بالتغيير، ودعا بن عبد السلام إلى ضرورة التخلي عن “الطقوس العتيقة” كما هو معمول به في باقي الدول التي تعيش في نظام الملكيات الحديثة.
وقال بن عبد السلام إن هناك من يتفاعل إيجابا مع هذه المطالب، بينما يرى فيها آخرون “إهانة”، وهذا الأمر يعتبره مشكلا في المغرب إذ لم يتحرر المغاربة حسب نظره بعد من “سلطة المخزن” (المخزن يعني السلطة المركزية والتقليدية)، وأضاف الناشط الحقوقي أن هناك من وصفهم بـ”المتملقين والوصوليين الذين يسعون إلى التقرب من السلطة بشتى الوسائل، من ضمنها الهجوم على المدافعين عن حقوق الإنسان”.
ويوضح بن عبد السلام أن “هذا البروتوكول أسلوب قديم في المغرب ويعبر عن عملية إخضاع للمجتمع، وأنه من ضمن هذه الوسائل تقبيل اليد التي تجسد الولاء والطاعة العمياء للحاكم”، وأضاف “هذا يعني أن الحاكم هو فوق الناس وهو أحسن منهم وهم مجرد رعايا وهو السيد، والسيد يفعل برعاياه ما يشاء” ويستنتج الناشط الحقوقي أن “التعبير عن الولاء للملك والتقرب إليه والخضوع له يجد تعبيره في طقوس تقبيل اليد والانحناء أثناء عملية البيعة، وغيرها من الأشكال التي تحد من مواطنة الانسان وتهدر كرامته”.
الملك محمد السادس اضطر إلى إلغاء مؤقت لعادة تقبيل يده خوفًا من كورونا
في مارس الماضي أظهر مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي ما يبدو أنه تغير في البرتوكول الملكي المعمول به خلال استقبال الملك محمد السادس لشخصيات مغربية في القصر الملكي بشكل رسمي.
ووفق الصحافة المغربية، وعلى غير العادة لم يقم الأعضاء الجدد المعينون بالمحكمة الدستورية، أثناء استقبالهم من قبل العاهل المغربي، أمس الأربعاء، بتقبيل يده أو كتفه كما هو معتاد في مثل هذه المناسبات.
واكتفى الأعضاء الجدد للمحكمة بتأدية اليمين أمامه، وهو ما رأى فيه مغاربة تغيرا في البرتوكول من أجل الالتزام بإجراءات الحماية من فيروس كورونا المستجد.
وفي أوت 2017 أفادت وسائل إعلام مغربية أن جهاز المراسيم-البروتوكول- الملكي قد طلب عدم تقبيل يد الملك محمد السادس، خلال الاحتفالات بعيد الشباب الأخير، الذي أقيم يوم 21 أوت 2017.وقالت جريدة “أخبار اليوم” المغربية إن الشخصيات التي سلمت على الملك محمد السادس يوم 21 أوت 2017، في مناسبة عيد الشباب وعيد ميلاد الملك، الذي احتضنته الإقامة الملكية بالمضيق، فوجئوا بطلب غير مألوف من المسؤولين عن البروتوكول الملكي يقضي بعدم تقبيل يد الملك محمد السادس، والاكتفاء بالسلام عليه، أو تقبيل كتفه فقط.
وأوضحت ذات الجريدة بأن جهاز المراسيم أبلغ الحاضرين أيضا “بعدم الإطالة في السلام على الجالس على العرش لأن “جلالته” سيتوجه إلى المطار مباشرة بعد الحفل للسفر في رحلة خاصة خارج المغرب”.
ونقلت الصحيفة عن مصدر حضر الاستقبال الذي خصصه الملك للوفود أن البرتوكول الملكي “طلب منه، ومن غيره من الشخصيات التي سلمت على الملك عدم تقبيل يد الملك، والاكتفاء بالانحناء على كتفه”، مشيرًا إلى عدم جزمه بأن هذا التغيير في البرتوكول ظرفي أم نهائي.
مغاربة: “تقبيل يد الملك أفضل بكثير من تقبيل رجله”….!
بالرغم من أن طقس تقبيل يد الملك أحد الطقوس المثيرة للجدل والخجل والاشمئزاز والتقزز في المغرب إلا أن كثير من المغاربة أجمعوا على أن تقبيل يد الملك أفضل بكثير من تقبيل رجله، و هنا لا بد من الإشارة أن المراسيم في المغرب عرفت عدة تطورات، وأنه في وقت معين كان يتم تقبيل رجل السلطان…!.