-->

متى ننتهي من ثقافة التدليس والنفاق الاعمى ?


بقلم : خالد بوفريوا 
اصطلح لفظ النفاق من كلمة "نفق" التي تعني المساحة تحت الارض يسودها الظلام الدامس ولها اكثر من مخرج يوصل الى سطح الارض, حيث النور والوضوح. هذا التفسير الوارد ما بين طيات معجم لسان العرب يبرز لنا جوهر هذا المصطلح حيث الكولسة والغموض وزيف.. وهلم جرا من التعبيرات التي تحمل في ثقلها الكثير من دلالات والمعاني والتي اصبحت بمثابة مقود العلاقات الاجتماعية البشرية اليوم, علاقات يحركها الفهم المكيافيلي الشرس والمنطق البرغماتي وفق فلسفة الغاية تبرر الوسيلة .
من هنا تبرز زخات الاقنعة والاحاسيس المزدوجة, حيث الكذب الصريح والنفاق الداعر والمجاملة المزدوجة وطمس الوقائع و تزيف الحقائق وتحريف الكلام عن موضعه. اننا نعيش بداخل دوامة بنيوية للنفاق بمختلف اطيافه نظرا لغياب البعد القيمي للاخلاق والوعي الضميري والمبدائي باهميتها, كل هذا نتج لنا كائنات ناطقة محركها ثقافة شللية وتشابك مصلحي وفق "فلنخدمه اليوم وسيخدمنا غدا وهكذا سيرورة الايام تدور" حالها _الكائنات_ حال الارتباك وتذبذب الحربائي في المواقف وتحرك وفق المصلحة المرحلية ولسان حالها يقول كما قال ابو العلاء المعري : 
انافق في الحياة كفعل غيري              وكل الناس شائنهم نفاق 
ساهمت رياح الحداثة وامواج العولمة الجارفة في تاصيل ثقافة النفاق في المخيال العربي, بكافة اطيافه لا سواء الوظيفي او الاجتماعي او العاطفي… حيث تعرضت لفظة النفاق لعمليات تجميلية عنوانها تحولات معرفية لتسكينها في الجانب الايجابي لا السلبي. فقد برزت معان مترادفة وقيم مستحدثة تتدولها الافواه على شاكلة (المجاملة خير طريق لنيل الرضا. الصراحة ليست جيدة في كل الاوقات. كن دبلوماسيا… ) فعلا يا ادونيس ان الثقافة العربية السائدة لا تعلم الا الكذب والنفاق والرياء !!!

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *