العالم يحتفل باليوم العالمي لحرية الصحافة تحت شعار "توازن القوى - الإعلام والعدالة وسيادة القانون"
تحت شعار "توازن القوى - الإعلام والعدالة وسيادة القانون" يحتفل العالم غدا الخميس باليوم العالمي لحرية الصحافة، للعام الخامس والعشرين على التوالي، وهو اليوم الذي يهدف إلى تقييم حرية الصحافة في شتى أنحاء العالم والدفاع عن الصحافة ضد ما تتعرض له من هجمات تهدد استقلالها والإشادة بالصحفيين الذين ضحوا بحياتهم أثناء تأدية واجبهم المهني.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد اختارت يوم الثالث من مايو عام 1993 يوما عالميا لحرية الصحافة، عملاً بإحدى التوصيات المعتمدة في الدورة السادسة والعشرين للمؤتمر العام لليونسكو في 1991، وقد اعتمدت هذه التوصية إثر مطالبة بعض الصحفيين الأفارقة الذين وضعوا إعلان ويندهوك التاريخي الخاص بتعددية وسائل الإعلام واستقلاليتها في عام 1991 ، حيث يعتبر هذا اليوم مناسبة للإعلان عن الانتهاكات التي تتعرض لها حرية التعبير، في العديد من البلدان حول العالم، والرقابة المفروضة على الصحفيين وأيضا المضايقات والاعتداءات التي يتعرضون لها في بلدانهم، كما أنه فرصة مناسبة لتشجيع وإعداد المبادرات المتعلقة بحرية الصحافة وتقييم حالة حرية التعبير في شتى أنحاء العالم.
وسوف يقام الاحتفال الرئيسي باليوم العالمي لحرية الصحافة لهذا العام 2018 والذي تنظمه منظمة اليونسكو في العاصمة الغانية أكرا ، يومي 2 و3 مايو ، حيث سيكون هذا الاحتفال منبراً لتبادل الآراء حول التفاعل بين وسائل الإعلام والسلطة القضائية وسيادة القانون، وذلك في سياق خطة التنمية المستدامة لعام 2030 .. ووفق منظمة اليونسكو فإن هذا الاحتفال يكتسي أهمية خاصة فيما يتعلق بتحقيق هدف التنمية المستدامة 16 وهذا الهدف يأتي ضمن أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة السبعة عشر المقترحة التي تم اعتمادها عام 2015 من قبل الأمم المتحدة والذي يُركز على إقامة مجتمعات عادلة ومسالمة وشاملة، كما تتيح هذه المناسبة تشجيع النقاش وتعزيز الفهم والتوعية بشأن التحديات المطروحة حالياً التي تواجه حرية التعبير، فضلاً عما تحقق من إنجازات.
ويشمل الاحتفال اليوم العالمي لحرية الصحافة لعام 2018 مجموعة واسعة من الاجتماعات (جلسات عامة ومناقشات ومحادثات سريعة، وغير ذلك) تتناول العديد من المواضيع منها حرية الصحافة، والحصول على المعلومات والانتخابات، ونظام العدالة الذي يدعم الصحافة الحرة والآمنة، وحرية التعبير على شبكة الإنترنت.
ويشارك في هذه الاحتفالية السيدة أودري أزولاي المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو" ، ورئيس غانا، السيد أكوفوـ آدو، فضلاً عن ممثلين حكوميين رفيعي المستوى، بالإضافة إلى مشاركة ممثلين عن المجتمع المدني والمنظمات الإعلامية والرابطات المهنية والدوائر الأكاديمية، فضلاً عن السلطات القضائية.
كما ستقدم المديرة العامة لليونسكو يوم غد ، جائزة اليونسكو العالمية لحرية الصحافة إلى فرد أو منظمة ساهمت بشكل بارز في الدفاع عن حرية الصحافة ، تلك الجائزة التي تحمل اسم الصحفي الكولومبي زريمو كانو الذي قُتل في عام 1986 بسبب عمله الصحفي الشجاع في مجال الكشف عن نفوذ جماعات الإتجار بالمخدرات.
ويتضمن الاحتفال الرئيسي فعاليتين رئيسيتين، الأولى ستكون مؤتمرا أكاديميا بشأن سلامة الصحفيين لتعزيز أوجه التآزر بقدر أكبر بين البحث الأكاديمي ومهمة العاملين في تنمية وسائل الإعلام، أما الفعالية الثانية فهي عبارة عن تنظيم غرفة أخبار للشباب من أجل توعية المراسلين الشباب والطلبة في وسائل الإعلام بالتحديات الناشئة فيما يخص حرية التعبير، من خلال تغطية حية لحدث دولي كبير، مع اقتران ذلك بتوجيه من قِبل عاملين في وسائل الإعلام ، وسوف يضم الحدث معرضاً واحداً للصور على الأقل وعرض أفلام، فضلاً عن عروض ثقافية.
وفي كلمة لها بهذه المناسبة ، قالت السيدة أودري أزولاي المديرة العامة لليونسكو، إن إقامة دولة مثالية يسودها القانون تتطلب إعلام المواطنين إعلاماً جيداً، واتخاذ القرارات السياسية بطريقة تتسم بالشفافية، ومناقشة القضايا العامة مناقشة علنية، وتعدد وتنوع وجهات النظر التي تساعد على تشكيل الآراء وتمحيص الحقائق الرسمية ونزع المصداقية عن أوجه التعصب والتزمت، وتملك الصحافة بوجه خاص، ووسائل الإعلام بوجه عام، على اختلاف أشكالها ووسائطها .
وأكدت أن اليونسكو تلتزم التزاماً شديداً بالدفاع عن حرية التعبير، حيث يندرج هذا الأمر في نطاق المهمة المسندة إليها.. مشيرة الى أن الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة هذا العام يشدد على ضرورة التفكير في الروابط بين الإعلام والعدالة وسيادة القانون، بالإضافة الى النظر في المصاعب الجديدة المتعلقة بحرية الصحافة على شبكة الإنترنت.
وأضافت أن حرية الصحافة تتعرض لبعض المخاطر، شأنها في ذلك شأن سائر الحريات، فلا يمكن اعتبارها حرية مكتسبة اكتساباً لا رجعة عنه، وهذا يقتضي بناء مجتمع قائم على تداول المعارف والمعلومات بالوسائل الرقمية والمزيد من الحيطة والحذر لضمان الالتزام بالمعايير الأساسية للشفافية والجودة وحرية الانتفاع بالمعلومات.. مشيرة الى أن ضمان جودة المعلومات يتطلب التحقق من المصادر واختيار المواضيع المناسبة والالتزام بآداب المهنة واحترام استقلالية الفكر والرأي، وتتوقف جودة المعلومات بالتالي على عمل الصحفيين، ويتيح اليوم العالمي لحرية الصحافة إبراز الدور الحاسم لهذه المهنة في الذود عن سيادة القانون وصونها في ظل الديمقراطية.
وأوضحت أن 79 صحفياً قتلوا في جميع أرجاء العالم في عام 2017 أثناء مزاولتهم لمهنتهم ، وفي هذا الإطار تلتزم اليونسكو بالدفاع عن سلامة الصحفيين، وبالعمل من أجل مكافحة ظاهرة الإفلات من العقاب على الجرائم التي ترتكب بحقهم، كما تساهم اليونسكو في تدريب الصحفيين، وتساعد السلطات في بلدان مختلفة على تعديل القوانين الوطنية المتعلقة بحرية التعبير بما يتوافق مع المعايير الدولية.
ولقد أظهر أحدث تقرير لمنظمة "مراسلون بلا حدود" والذي صدر يوم 25 أبريل الماضي، أن حرية الصحافة حول العالم سجلت مزيداً من التراجع، مصحوبة بأجواء من خطابات العداء والكراهية وأن خارطة حرية الصحافة في 21 بلداً في وضع "خطير جداً"، كما حافظت منطقة الشرق الأوسط على لونها الأسود القاتم، ما يعني أنها تقبع مرة أخرى في مؤخرة التصنيف العالمي لحرية الصحافة.
يذكر أن إعلان ويندهوك التاريخي الذي صدر في الدورة السادسة والعشرين للمؤتمر العام لليونسكو في 1991، ينص على أنّه لا يمكن تحقيق حرية الصحافة إلا من خلال ضمان بيئة إعلامية حرّة ومستقلّة وقائمة على التعدّدية، وهذا شرط مسبق لضمان أمن الصحفيين أثناء تأدية مهامهم، ولكفالة التحقيق في الجرائم ضد حرية الصحافة تحقيقا سريعا ودقيقًا.