مخاطر التحرش المغربي بالجزائر على الإستقرار بالمنطقة
بقلم : أزعور ابراهيم.
حرب التصريحات الرسمية، التي يشنها المسؤولين المغاربة بهدف تجريم الجزائر ليس لها سقف،ولا تحكمها ضوابط معينة،وقد تجر البلدين نحو الدخول في حرب دون أن يشعرا،خاصة،بعد ما لم يعد بوسع المسؤولين المغاربة التحكم في ادعاءاتهم وافتراءاتهم.
ولطالما تجنبت الجزائر الصدام السياسي والعسكري مع المغرب من خلال الرصانة والتريث ،وتحكيم العقل بحجة أن الجزائر"لا تملك وقتا للرد على التفاهات"،فإن الأمر قد لا يكون كذلك،مع خيارات اخرى من حق الجزائر اللجوء لها بهدف إيقاف وقطع دابر التصريحات المغربية التي لا نهاية لها.
وأمام الجزائر خيارين لتأديب المغرب عسكريا،أولهما:
استغلال جو الحماسة لدى الصحراويين في مساعدة البوليساريو على العودة للحرب،خاصة بعدما تبين أن الحل السياسي لقضية الصحراء الغربية غير ممكن في ظل التعنت المغربي المدعوم فرنسيا.
وثانيهما:
الدخول مباشرة مع المغرب في حرب بدواع "تصفية الحسابات" وتكون الجزائر قد حضرت جيدا لها الدخول من خلال مناورات "طوفان 2018" وهي الأضخم من نوعها في تاريخ الجزائر منذ الاستقلال،وتضمن مشاركة نخبة القوات البرية،والبحرية،والجوية في مناورات تحاكي حرب حقيقية لهجوم محتمل تقوم به هذه القوات خارج الحدود.
وفي حالة نشوب حرب بين الجزائر والمغرب،ستنتصر الجزائرلا محالة بالبوليساريو أو بدونها، وسيجد المغرب نفسه خاسرا،لأسباب منها:
ـ التفوق العسكري الواضح لثالث جيش عربي يمثل الجزائر على المغرب،الذي يعتمد في تسليحه على خردة السلاح المستعمل.
ـ عدم قدرة المغرب على تحمل تكاليف الحرب.
ـ عدم استعداده لفتح جبهات جديدة تضاف إلى تلك المفتوحة في الريف،وجرادة،والمناطق المحتلة من الصحراء الغربية.
وهكذا قد تنجح الدبلوماسية المغربية في جر بلادها نحو حرب خاسرة بعد أن فشلت في واحراج الجزائر عبر جعلها طرف مباشر في قضية الصحراء الغربية،كما فشلت في وضع البوليساريو على قائمة المنظمات الارهابية،أو جعلها على الأقل في خانة تلك المتعاونة مع من تعتبرهم السعودية واسرائيل "منظمات ارهابية"،مثل حالة حزب الله اللبناني.