-->

إليك عني أيها الرمادي

لقد دأب الاحتلال منذ غزوه لارضنا على بذل أقصى الجهود، وتدبير أخبث الخطط، من أجل تدمير التنظيم ، الذي اختاره الصحراويون، كإطار جامع، وفصله عن الجماهير والشعب، الذي وضع فيه كامل الثقة، منذ الإعلان عن ميلاده في العاشر من ماي /أيار 1973 ،في اروقة ومكاتب المخابرات المغربية، ومن  يساندها من مختلف دول التحالف مع الاحتلال، ضد شعب مكافح  كانت تعد الخطط والمكائد، وترسم معالم طريق أريد به هدم مابناه الصحراويون ومااجتمعوا عليه، ومابحثوا له عن صخرة عظيمة، تقيهم  قسوة التكالبات والشتات، وتحمي مكتسباتهم ،التي خطت ملاحمها بمداد الدم،صخرة الوحدة الوطنية التي تكسرت عليها أطماع التوسع ومحاولات الإبتلاع ،إن القناعة بأنه لاحق ولاراحة ولاحرية ولا كرامة للصحراوي إلا في أرضه المستقلة هو مايدفع للتساؤل هل يمكن بأي حال من الأحوال أن تتجزأ الحقوق هل الحصول على الحقوق الإقتصادية والإجتماعية والثقافية سيشعرنا بالأمان أو السكينة إذا لم نحصل على حقوقنا السياسية والمدنية وأولها الحق في الحرية والاستقلال وليس فقط في تقرير المصير ،  إن التنظيم الجامع ،الموحد ،القائد ،
المرجعية هو  مايدك  عروش الرجعية، وقصور الإمبرياليين، المتعطشين للإستمرار في سرقة خيراتنا ،واجتثاث هويتنا، ومحاولة تذويب قضيتنا، ووضعها على رف الإنتظار والتآكل والنسيان ،إن تشبثنا كمناضلين برائدة الكفاح ظالمة أو مظلومة والوقوف سدا منيعا وصفا واحدا في مواجهة خطط المحتل التي قد تأتينا في شكل سلة أزهار أنيقة  المظهر سمها زعاف عند شمها أو لمسها يسري مفعولها في الجسد كلدغة عنكبوت الأرملة السوداء الشهيرة التي لاتترك مجالا لمن لدغته حتى ليطلب المساعدة  ويغادر مطمئنا هادئ البال مشرق المحيا ، وهذا مالمسناه في تعامل سلطات الاحتلال المغربية مع الوفود الأجنبية التي تحاول أن تزور المناطق المحتلة من وطننا السليب ،لتفك الحصار الإعلامي والسياسي وتحرج الإحتلال وممارساته الدنيئة ،ففي ازدواجية المعايير مايطرح التساؤل عن ماهية الفعل والهدف منه ،هل هو جس نبض الشارع الصحراوي ؟هل هو إذكاء نار فتنة يجمع الإحتلال حطبها ؟هل في قبول مرور جمعيات ومنظمات ووسائل إعلام مايجعلنا نطمئن ونستكين إلى أننا قد انتزعنا منه مايريد وليس مايدفعنا إلى القبول به  ؟إطلاقا  فكل مايحاول العدو فعله هو اللعب بأوراق تختلط عليه تارة ،ويتعثر في الوصول إليها تارة ،ويشعر بدنوها منه في ظروف أخرى ،فلا أحد يريد شهودا على جرائمه وانتهاكاته ولكنه يختار من الأصوات مايعتقد أنه قد يجد فيه الثغرة المناسبة لاصبح نشازا ،ولهذا يجتهد في البحث  عن كل كبيرة وصغيرة تتعلق بتلك الأصوات حتى يسرق القيثارة، ويفسد اللحن ,وهدفه البعيد ضرب هذه التمثيلية بمكر الثعلب ودهائه وبتلون الحرباء ،فتارة يستكين وأخرى ينقض وللشعب الصحراوي ذاكرة قوية لمن أراد أن يفهم أبعاد ونمط هذه الأساليب الإستعمارية .لقد إستنبطت عنوان المقال "إليك عني أيها الرمادي " من مقولة شهيرة  تقول :"في المنعطفات التاريخية الكبرى ،الرمادي يصبح لون العار " فلنكن في حجم التحدي فلا منزلة بين الأبيض والأسود عندما يتعلق الأمر بالجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب كممثل وحيد وأوحد لكل الصحراويين فإما أن نكون كما نريد وكما رسم لنا الطريق أولئك الشجعان أو ننتهي ونندثر لأننا لم نختر الخطوة  المناسب للمرحلة .
مريم محمد لمين أبا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *