-->

الرقابة الشعبية تضع الاطر على محك الاختبار


تعتبر الرقابة الشعبية الوسيله المثلى لتقويم اعوجاج المجتمع وإصلاحه ويضطلع بها كل مناضل في متابعته اليومية لسير البرامج المسطرة ومراقبة مدى تنفيذها، ويشارك في إصلاحها انطلاقا من حق النقد البناء الذي يكفله القانون ويعتبر من أهم أنواع الحقوق ألإنسانيه التي عرفتها البشرية، بل تعتبر الأصل في قيام اغلب الحركات التحررية والثورية.
كما ان الحق في حرية الرأي والتعبير والنقد البناء ضمنته كافه دساتير العالم وحتى الشرائع السماوية وفي مقدمتها الاسلام حيث يقول عز وجل في محكم التنزيل: ﴿ وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ آل عمران الاية (104).
من هنا كان النقد احد المبادئ التي تأسست عليها الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب، التي ركزت في ادبياتها ومنذ تأسيسها على اعطاء دور كبير للرقابة الشعبية ورأي الجماهير في اداء وممارسات الاطر قصد توسيع دور الرقابة ونقد التجربة وكان الشهيد الولي رحمة الله عليه يقول ان الاطار الذي لا يأتي بمكاسب جديدة للشعب والقضية يجب هزه واستبداله، فوضعت جبهة البوليساريو الاليات والأدوات المناسبة التي يمارس من خلالها هذا الاسلوب الراقي في نقد المُسير والمَسير.
ونصت ادبيات الثورة الصحراوية على ممارسة النقد والنقد الذاتي البناء في إطار الهيئات سواء تعلق الأمر بأخطاء أو باختلالات الهيئات أو بأحد أعضائها، وهو ما يحصن الطليعة الثورية من مراكمة الاخطاء والتجاوزات وحتى لا تتحول الى حمل على كاهل الجماهير بممارساتها الخاطئة، وفسادها وتغولها على شعبها، ويتحول طموح هذه الطليعة المنوط بها العمل على تخليص الشعب الصحراوي من واقع الاستعمار الى السعي لتحقيق الثراء على حساب آلام الناس ومعاناة الشعب، وحتى لا تسقطهم الجماهير وتضعهم مع العدو في ذات المرتبة لا بد من النقد كأسلوب ناجع لتقويم الاعوجاج وتصويب المسار من الانحراف.
حمة المهدي / كتاب : الثورة الان او ابدا، ص 80

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *