-->

مقال مؤثر لمحررة مقالات خاشقجي في "واشنطن بوست"


نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، مقالا متضامنا مع الكاتب السعودي المختفي جمال خاشقجي، لمحررة مقالاته في الصحيفة كارين أتياه، التي قدمت نقدا لاذعا لإخفاء السعودية خاشقجي تحت عنوان: "إسكات جمال خاشقجي".
ونقلت المحررة في الصحيفة وفق ما اطلعت عليه "عربي21"، عن خاشقجي، قبل اختفائه، أنه "لطالما كان جمال خاشقجي يقول لي: لم أكن أريد أبدا أن أُصنّف كمعارض منفيّ. عندما كنا نلتقي شخصيا أو نتحدث عبر تطبيق "واتساب"، فقد كانت مهمة جمال واضحة جدا: كان يريد فقط أن يكتب وأن يكون صحفيا". 
وأضافت: "كوني محررة مقالاته، فأستطيع أن أقول إن ما يتبين من خلال الحديث معه هو مقدار حبه الصادق للسعودية وشعبها، ويشعر أنه من واجبه أن يكتب ما يرى أنه الحقيقة حول ماضي المملكة وحاضرها ومستقبلها".
وتاليا مقالها باللغة العربية:
تواصلت معه في أيلول/ سبتمبر 2017 من أجل كتابة أول مقالة له في صحيفة "واشنطن بوست"، حيث أعرب فيها عن أسفه لأن قمع السعودية أصبح لا يطاق إلى حد أنه قرر مغادرة البلاد والعيش في منفاه بواشنطن. جذبت تلك المقالة انتباها كبيرا في السعودية والمنطقة المحيطة بها. كانت أيضا أول مقالة نترجمها للغة العربية في قسم الآراء العالمية.
بعد مرور قرابة عام على نشر مقالته الأولى، فنحن نشعر بانزعاج شديد لعدم تلقي أي اتصالات من جمال منذ آخر مرة شوهد فيها وهو يزور القنصلية السعودية في إسطنبول يوم الثلاثاء. لم نتمكن من الوصول إليه حتى وقت كتابة هذه السطور. لقد استفسرنا عن مكان وجود جمال وقد أعربنا للمسؤولين الأتراك والسعوديين عن قلقنا العميق.
يأتي الغموض الذي يكتنف مكان وجود جمال في خضم موجة من حملات القمع ضد المعارضين والنشاط السياسي والاجتماعي في السعودية تحت قيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. فخلال هذا الأسبوع فقط، أُدين الاقتصادي السعودي البارز ونجم وسائل التواصل الاجتماعي عصام الزامل بالإرهاب لأنه تجرأ على انتقاد الخطط الاقتصادية للمملكة. إلى جانب السعودية، فإن العالم يشهد ارتفاعا في الانتهاكات المستهدفة للصحفيين وسجنهم.
جمال هو أحد المؤيدين الرئيسيين للحرية والتغيير الديموقراطي في جميع أنحاء المنطقة، وكثيرا ما يستنكر التكتيكات القاسية التي تنتهجها السلطات السعودية ضد رجال الدين البارزين وأصحاب الأعمال والنساء الناشطات وشخصيات الإعلام الاجتماعي.
كنت أسأله من وقت لآخر إن كان بخير وإن كان يشعر بالأمان. كان يصر على أنه يشعر بالحاجة إلى الكتابة على الرغم من ضغوط السلطات السعودية. على الرغم من كل المقالات التي كتبها من أجل نشر الوعي عن محنة أولئك الذين احتجزوا ظلما، فأنا أشعر اليوم بالحزن للمناشدة من أجل عودته الآمنة والسريعة.
سواء كان يكتب عن ما يمكن أن تتعلمه السعودية من فيلم "الفهد الأسود"، أو لماذا يجب أن يسخّر ولي العهد بعض الوقت لزيارة ديترويت، أو أوجه الشبه بين العائلتين المالكتين البريطانية والسعودية، فإن ما يجعل عمل جمال فريد من نوعه هو رغبته الشديدة في إزالة الغموض عن السعودية من أجل جمهور عالمي – وربط الأحداث الواقعة في المملكة بالعالم الأوسع، باللغة الإنكليزية ولغته الأم العربية.
إنه متحمس ويعمل بجد، وربما ما هو أكثر أهمية، أنه شخص طيب للغاية. كصحفية ومحررة، فقد تعلمت الكثير منه ومن تجاربه. أنا أراه ليس فقط زميلا في مجالنا، ولكن أراه مصدر إلهام أيضا.
في الواقع، فقد كنت على وشك أن أرسل رسالة له عبر "واتساب" يوم اختفائه عن أفكار بشأن مقالته القادمة لـ"واشنطن بوست".
جمال، إن سنحت لك الفرصة لقراءة كلماتي هذه، فأرجو أن تعلم أننا في صحيفة "واشنطن بوست" نسعى جاهدين لضمان سلامتك وحريتك. لن أنعم بالراحة حتى تظهر مرة أخرى آمنا وسالما.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *