-->

في ذكرى الهجوم المغربي على مخيم الاستقلال، حوار مع المتضامنين انطونيو وايزابيل الذين نقلا تفاصيل احداث مخيم اكديم ازيك من داخل المخيم


لكل قصة حكاية وحكاية مخيم اكديم ازيك شرق العيون عاصمة الصحراء الغربية تسلسل تاريخي من الأحداث والقصص الأليمة التي مرت بالشعب الصحراوي وكانت على مر ثلاثة عقود مشاهد القتل والتصفية الجسدية والاختفاء القسري يعتادها السكان وما ميز هذه الحقبة السوداء في تاريخ المنطقة هو الحصار الإعلامي المضروب والواقع المؤلم الذي ظل يلفه النسيان ويزيده التجاهل العربي والعالمي تعقيدا وساعدت هذه العوامل النظام المغربي على طمس الحقيقة وحجب المنطقة عن زيارة المراقبين الدوليين والصحافة .
في هذا الحوار تستضيف وكالة المغرب العربي للأنباء المستقلة المدافعان الدوليان عن حقوق الانسان من المكسيك واسبانيا دخلا الى المنطقة ورافقا مخيم اكديم ازيك منذ البداية حتى تفكيكه على يد الجيش المغربي لينجزا مهمة كانت صعبة بامتياز ، وينقلا للعالم جزء يسير من مشاهد مؤثرة من قلب حدث قال الكثير من الخبراء والمحللين السياسيين بانه كان وبلا منازع الشرارة الأولى لرياح التغيير التي تجتاح المنطقة العربية ولنتابع تفاصيل الحدث، إليكم المقابلة التالية : 

وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة : كيف كانت بداية تعاطيكم مع قضية الصحراء الغربية وما طبيعة عملكم في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان ؟

انطونيو بيلاثكيث : تعرفت على الكثير من الصحراويين في المناطق المحتلة وموريتانيا لكن دخولي في مجال حقوق الإنسان كان عقب ذلك بحوالي سنة ، وقد بدأت آنذاك أكافح من اجل حقوق الإنسان بالمناطق المحتلة وتعرضت خلال هذه الفترة للكثير من العقبات والمضايقات من قبل الامن المغربي، كما تعرضت للضرب المبرح والتعذيب النفسي والجسدي، وبالتالي لايمكن ان التزم الصمت حيال هذه الوضعية الخطيرة، ولهذا لابد من ان نكافح الى جانب معركة التحرير التي يخوضها الصحراويون لوحدهم ، لانهم في كفاح مستمر ضد العدو ويجب ان تصل رسالتهم الى العالم وهذه مهمتنا .
ايزابيل تيراثة : كان عملي يرتكز على اجراء مقابلات لضحايا انتهاكات حقوق الانسان في المناطق المحتلة من الصحراء الغربية، وفي هذه الحالة كنت شاهدة عيان على مايجري من حقيقة صعبة ومرة يعيشها الصحراويون تحت الاحتلال، من قمع وترهيب واختفاء قسري ودهم للمنازل تمارسه اجهزة الامن والشرطة المغربية ، وما شجعني اكثر على مواصلة هذا العمل هو صمود الصحراويين واستعدادهم للتضحية لانتزاع حقوقهم، لذا قررت الانخراط في هذه الحملة الحقوقية لكشف الممارسات غير الانسانية التي تحدث في الاقليم، خاصة مع الازدواجية التي تتعامل بها الدول الغربية مع الملف، وبهذه الطريقة فإن هذه الحكومات تعتبر عقبة امام تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية .
انطونيو بيلاثكيث : فيما يتعلق بالنضال من اجل حقوق الانسان هو امر مهم بالنسبة لنا في هذا الوقت كون الصحراويين اخوة لنا و يجب مشاركتهم في محنتهم.
وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة : بما يتعلق بتواجدكم في المناطق المحتلة كيف تعاملت معكم أجهزة الأمن المغربية ؟
انطونيو بيلاثكيث : كنا تحت رقابة مستمرة لاجهزة الامن المغربية بملابس مدنية خلال 24 ساعة ، اعتدوا علينا مرات عديدة ليس في مدينة العيون فقط بل في مدن عدة ك بوجدور والداخلة .. كما تعرضنا للتهديد باستمرار، كنا مطاردين وعلى سبيل المثال تعرضنا لاعتداء وحشي في مدينة بوجدور حيث حاولوا اغتصاب زميلتي، وفي تلك اللحظات وخلال اقامتنا عدة اشهر شعرنا بما يشعر به الصحراويون داخل المناطق المحتلة خلال 35 سنة الماضية .
وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة : ماهي اهم الانطباعات التي سجلتموها وانتم تتواجدون بداخل مخيم اكديم ازيك ؟
انطونيو بيلاثكيث : التواجد منقطع النظير للاشخاص والكم الهائل للخيم وانتشارها بشكل كبير ومنظم، وكل يوم نشاهد المخيم يزداد اتساعا ، وهذا اكثر ما شد انتباهي وبقى راسخا في مخيلتي كانوا نساءا، اطفالا ، شبابا وشيوخا، كل شرائح المجتمع كانت حاضرة وتؤدي ادوار اجتماعية طبيعية ، وما اثر في اكثر هو قناعة هؤلاء بعدالة مطالبهم واستعدادهم للتضحية من اجل انتزاعها.
وبالرغم من الجدار الذي يقيمه المغرب لتقسيم العائلات الصحراوية والتشتت الذي يعانونه إلا ان كديم ازيك كان صرخة شعبية كسرت حاجز القمع والاضطهاد وهزت عرش المملكة العلوية لتظهر للعالم ان هناك شعب مصر على الحرية والاستقلال .
ايزابيل تيراثة : بما يتعلق بانطباعاتي حول تواجدي داخل المخيم كما قال انطونيو اثر في التواجد الكبير من الصحراويين للمطالبة بحقوقهم وكذلك النضج السياسي الذي تضمنه خطابهم لان مخيم اكديم ازيك كان فرصة للتعبير عن حقوقهم وهذا التعبير يتمثل في تميزهم من خلال الاغاني والفلكلور، وبالتالي كانوا يشعرون بانهم يتنفسون "الحرية" داخل المخيم ، يحذوهم امل بان خطوتهم ستساهم في حل القضية الصحراوية.
وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة : كيف استطعتم أداء عملكم الصحفي في ظل مراقبة مشددة لاجهزة الامن المغربية ؟
انطونيو بيلاثكيث : الامن المغربي لم يكن على دراية بخبايا المنطقة ، بالاضافة الى اننا كنا نتعامل معهم بحذر وباساليب مختلفة من بينها ارتداء ملابس صحراوية وتغيير أسمائنا وكان الصحراويون قد ساعدونا على التاقلم بينهم وينادوننا بالاسماء الجديدة انا بعبد الله وزميلتي بالسالكة ، واستمر الحال حتى اقتحام المخيم واتفكيكه ، بعد ذلك تعرضنا لمطاردة وبحث مستمر وكنا نتصور انهم لو القوا القبض علينا سيكون مصيرنا الموت كانت مغامرة رهيبة .
عقب احداث اكديم ازيك من الصعب علينا الرجوع الى المناطق المحتلة لاننا نشرنا مشاهد مصورة من داخل المخيم، وكشفنا الكثير من الاشياء التي كانت مستروة في ظل التعتيم الاعلامي المفروض على المنطقة، وهذه كانت ضربة قاسية لسياسة المغرب في الصحراء الغربية .
ايزابيل تيراثة : كانت الملحفة جزء من ممارسة عملي كي اختفي داخل المخيم رفقة الصحراويات ، لان الشرطة السرية كانت ترصد حركة كل من يدخل الى المخيم،.
هل تعتقدون ان مخيم اكديم ازيك كان الشرارة الاولى للحراك الشعبي في العالم العربي ؟
اجل بالتأكيد يعتبر المحطة الاولى لما نشاهده الان من حراك شعبي بالمنطقة العربية ماشهدناه في اكديم ازيك هو ماتعرفه بلدان كمصر و تونس و اليمن.. لكن لغة المصالح غيبت كديم ازيك في الوقت الذي تفاعلت القوى الغربية مع شعوب تطمح الى الحرية كما حصل في مصر وتونس ويحدث الان في ليبيا .
لقد اصبحت الخيمة رمزا للمقاومة والصمود بما تحمله من رمزية للتعبير عن الحرية و انتقلت الخيمة من ميدان اكديك ازيك لنشاهدها في اماكن كثيرة في تونس ومصر ومدريد .
ايزابيل: اكديم ازيك لازال حيا حيث يتواجد 23 معتقل سياسي صحراوي بسجن سلا المغربي و نحن نشارك في الحملة التضامنية من اجل إطلاق سراحهم و من هذا المنبر نبعث تحياتنا و تضامننا مع عائلات هؤلاء المعتقليين.
بالحديث عن الشريط االوثائقي الذي انجزتموه حول اكديم ازيك، مالهدف من هكذا عمل و ماهي الصعوبات التي اعترضتكم اثناء انجازه؟
انطونيو: الشريط الوثائقي يحمل اسم اكديم اويك، مخيم المقاومة الصحراوية و الهدف منه عرض ما وقع بالمخيم على عكس ما روجت له اطروحة الرباط، جزء منه يتناول الحياة اليومية للمواطنين داخل المخيم، و الجزء الثاني حول التدخل الهمجي للجيش المغربي إبان تفكيك المخيم. لقد كانت رسالة مخيم الاستقلال للعالم انه هناك شعب موحد لا يطالب بشي اخر سوى تقرير مصيره و بالتالي فالشعب الصحراوي يقول كفى معاناة عمرت لازيد من 35سنة.
كل المشاهد بالفلم هي لقطات حية من المخيم، حينما تشاهد اللقطات المصورة تتحرك فذلك مرده الى عدم توازن الكاميرا بسبب المطاردات داخل المخيم والمروحية التي كانت تحلق قريبا من رؤوسنا، كانت مشاهد مروعة لاننا كنا نبحث عن مكان امن للنجاة بأرواحنا، ليس بالمخيم ولكن في العيون ايضا لان المعركة انتقلت اليها، فبعد ان دمرت المخيم، وطاردت القوات الملكية المحتجين الصحراويين نحو المدينة، وبالرغم من ذلك كنا نقوم بتصوير الأحداث بشكل مستمر وفي نفس الوقت نحاول تجنب الخطر المحدق.
وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة : خلال جولتكم بمخيمات اللاجئين والأراضي المحررة من الصحراء الغربية كيف تجاوب الشارع الصحراوي مع الفيلم ؟
انطونيو بيلاثكيث : تم عرض الفلم " اكديم ازيك، مخيم المقاومة الصحراوية " في مختلف تواجد الصحراويين في الولايات والمناطق المحررة ولقي اقبالا جماهيريا كبيرا في مختلف نقاط العرض ، والملفت للانتباه هو التجاوب الذي أبداه الصحراويون في المناطق المحررة حيث لاحظنا شغف وتفاعل مع المشاهد التي كانت مؤثرة .
وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة : هل سيعرض هذا الشريط في قنوات فضائية عالمية ؟
انطونيو بيلاثكيث : اجل كان هناك اتفاق مع عدة قنوات فضائية في اسبانيا وكوبا والمكسيك على عرض الشريط، كما سيتم عرضه على التلفزيون الصحراوي، و سنقوم بتقليص حجم الفلم لنطبعه على اقراص مدمجة ونشره على الانترنت .

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *