-->

العقد لا تبني المجتمعات .. !! ..


خلال مشاركتي اليوم في حملة النظافة في ولاية السمارة والتي دعى إليها أخي وزميلي وصديقي حمة المهدى مدير مؤسسة وكالة المغرب العربي للأنباء المستقلة المعروفة إختصارا ب "لاماب المستقلة" والتي تجاوب معها بعد ذلك عدد من المواطنين ومجموعة من نشطاء المجتمع المدني ومسؤولين بالدولة وإعلاميين ورياضيين وفنانين وشعراء وطلبة وحتى أطفال مدارس .. 
قلت خلال هذه المشاركة وللأمانة لم أسمع شخصا واحدا طلب إلتقاط صور له وكان الجميع منهمك في جمع النفايات وتنقية المحيط وبالطبع لم تخلوا المناسبة من نقاشات كانت كلها نقاشات خفيفة الدم صنعت أجواء رائعة ومميزة داخل المجموعة التي تختلف في الآراء والذهنيات والعقليات والأعمار ..
ما أردت قوله هو أنه لا يجب وليس من اللائق أبدا التركيز دائما على أمور جانبية كالقول مثلا "الناس جات ألا تصور" وإهمال روح المبادرة ونتائجها والجو الذي طبعها والتأثير الذي تركت والجهد الذي بذله المتطوع .. 
نحن في عصر الصورة وبالطبع حدث كهذا لابد وأن تلتقط له صور ولابد أن يتم نشرها في مواقع التواصل الإجتماعي وفي وسائل الإعلام .. إذا ما الغريب في ذلك .. !! .. 
لا أجد غرابة في ذلك وإن كنت شخصيا لم أستعمل هاتفي أبدا أثناء حملة النظافة إلا لغرض المكالمات الهاتفية الواردة وصورتي هذه إلتقطها أخي وزميلي المصور بالتلفزيون الصحراوي حمة بلا الكنتي أثناء أداءه لواجبه في تغطية الحدث للتلفزيون الوطني وما كنت لأجد مانعا أبدا في نشرها أو نشر غيري لها مادام أن الأمر قد حصل فعلا وهو كوني شاركت فعلا في تلك المبادرة الإنسانية الجميلة .. 
أحيانا نتكلم جميعا في أمور هامشية كهذه وننسى التركيز على لب المواضيع وعادة ما ننشغل بتلك الأمور الصغيرة عندما لا نكون جزءا من ذلك الحدث وهذا أمر سيء جدا وأناني فالجميل أن نشجع الأخرين على فعل الخير وعلى مبادراتهم الإنسانية لا أن نهتم بشكلياتها ..
علينا أن نتخلص من عقدنا النفسية ونهتم بجوهر الأشياء وننصرف عن سطحياتها لأنها بإختصار لا تستحق منا كل هذا الإهتمام وخاصة عندما تكون تلك السطحيات مفروق منها وأمر عادي وطبيعي وتحصيل حاصل .. 
عبداتي لبات الرشيد

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *