-->

كانت هناك ثغرة في الاتفاق رقم واحد


مع نفاذ كل الحيل وكل المسرحيات وكل الاستفزازات يقترب المغرب شيئا فشيئا من شنق نفسه بنفسه، ويقترب أكثر من محاصرة ذاته في ركن ضييق. فسياسة الصعود إلى أعلى غير المدروسة تنتج عنها، عادة، طبقا لقانون الجاذبية، ردة فعل تجر إلى الوراء، وسياسة كسب سنة بالمناورات واختلاق المشاكل ينتج عنها، بدون شك، تأكل في رصيد السمعة الدبلوماسية والتاريخية للمخزن. لقد ربح المخزن سنوات من الحياة المرة باتباع استراتيجية وتكتيك الفأر مع القط، لكن فقد كل شيء في الاخير. الحلقة تضيق ودائرة الانشوطة تخنقه، وفرنسا أصبحت تتهرب عنه بعد أن انكشفت عورتها. 
تعود المغرب منذ زمن ، أو دائما، على محاولة جرنا إلى معارك هامشية كلما حان موعد مهم أو حتى تم حصره في ركن ضيق؛ نتذكر المعركة “الوهمية الهامشية” التي افتعلها ضد بان كي مون في سنة 2017م، والتي ربح من ورائها سنة كاملة من اللف والدوران في نفس الحلقة المفرغة، ونتذكر افتعال أزمة الكركرات التي جرنا إليها والتي غطت على ما سواها، وتم اختزال قضية الصحراء الغربية فيها، ونتذكر المعارك مع كريستوفر روس التي تم تجميد كل المبادرات حتى يتم “حلها”.
في انتظار ما يوجد وراء دخان الاستفزاز المغربي الاخير، وجب أن نذكر بنقطة قد نكون غفلنا عنها غداة توقيعنا على مخطط التسوية سنة 1988م وعلى مقتضيات اتفاق وقف إطلاق النار..
ففي الاتفاق الأول، الذي يحدد تمركز القوات على جانبي الجدار، توجد نقطة غفل عنها المفاوض الصحراوي، وهي التي استغلها العدو المغرب ليجعل من منطقة الكركرات كعب اخيل.
في الاتفاق المذكور يلتزم الطرفان بترك منطقة عازلة على جانبي الجدار طولها خمسة كلم؛ وكما نعلم عند ثغرة الكركرات المسافة -إذا حسبنا من الجدار إلى الحدود الموريتانية- هي خمس كلمترات تقريباً تزيد أو تنقص، وهي منطقة ضيقة مساحاتيا جدا ولا يستطيع الجيش الصحراوي، طبقا للاتفاق، التواجد فيها، وإذا فعل سيكون مجبرا على خرق الاتفاق أو الدخول إلى الأراضي الموريتانية.
إذن، حسب الحسابات، لم ننتبه لهذه النقطة حين وقعنا على الاتفاق رقم واحد أول يوم؛ ورغم أن هذا الآن متأخر كثيرا إلا أنه كان يجب أن ننتبه له حين كان حبر الاتفاق لازال نديا.
الآن كل هذا أصبح تاريخا، كان يجب أن يتم استثناء تلك المنطقة من مسافة الخمس كلم التي تم سحبها على المناطق الأخرى.
شيء آخر وجب التنبيه إليه وهو أنه على البوليساريو أن تفرض على الأمم المتحدة، من الآن فصاعدا، أن تذهب إلى عمق القضية ولاتبقَ تنجر وراء معارك العدو المغربي الهامشية.
blog-sahara.blogspot.com.es 
السيد حمدي يحظيه

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *