-->

" الثقافة في الصحراء الغربية البعد والمفهوم " عنوان محاضرة للباحث الصحراوي محمد عالي لمن خلال اليوم الوطني للثقافة


بمناسبة احياء اليوم الوطني للثقافة، قدم مدير التدوين وحفظ الذاكرة الشفهية الاستاذ والباحث محمد عالي لمن محاضرة بعنوان الثقافة في الصحراء الغربية البعد والمفهوم تطرق المحاضر خلالها الى  مفهوم الثقافة ، واختلاف الباحثين في تحديده بدقة، فهناك الى حد الأن أزيد من 180 تعريفا لهذه الكلمة ، وإن كان جل الباحثين يتفقون حول الِسمات العامة والإطار النظري .

واكد المحاضر إن الثقافة في الصحراء الغربية جسم متكامل من الوسائط ولأدوات ، كونها كل معقد يشمل المعرفة ، والفن والاخلاق ، والعادات والتقاليد ، وكل القدرات الاخرى، التي يكتسبها الانسان بصفته عضو في المجتمع ، في شكل متراكم ، بشقيها المادي واللا مادي ، والاكثر من ذلك ظلت الثقافة وسيلة لأجداد الاوائل للتكيف مع طبيعة قاسية ولدت حنكة الابتكار والابداع ، وكانت الخيمة من ذروة المنتوجات الثقافية، فهي وسيلة كفاح وحماية وأذا كنا اليوم، نلتقي في اليوم الوطني للثقافة ، الذي يعبر ، عن روح المقاومة وتحدي المستعمر، المغربي المغتصب الغاشم ، بمناسبة بناء أول خيمة في (أكَديم ازيك) ، فأنني أذكر بأن الخيمة رافقت الصحراويين في كل زمان ومكان ، ففي زمان الغزوات ضد الاستعمار كانت الخيم تتراص في ما يعرف (بالخط) ، باعتبارها واجهة التحدي والصمود ، وفي مواجهة الاستعمار الاسباني، خاصة في انتفاضة 1970 ، الى جانب كونها احتضنت ملتقى عين بنتلي ، الذي هو أصدق تعبير عن الوحدة الوطنية في تاريخ الشعب الصحراوي المعاصر ، فالخيمة في الصحراء الغربية ، هي للغة الصمود والتحدي ، سواء في مخيمات اللاجيئن الصحراويين ، والارض المحررة ، ووسيلة دفاع مستيمت للمناضلين والمناضلات في المناطق المحتلة.
واشاد المحاضر بالدور الذي لعبته المرأة الصحراوية التي اعتبرها عنوان الخيمة ومرآتها من نشء وبناء ومستلزمات ، لقد ابهرت الخيمة الصحراوية العالم وعبر عن ذلك الفيلسوف والعالم الامريكي (نعوم تشومسكي) حين قال: ( لقد بدأ الربيع العربي في الصحراء الغربية ، فقبل شهر من احداث تونس، كانت هناك مدينة الخيام في الصحراء الغربية ، واحتجاجات سلمية ضد الاحتلال المغربي)
وأنشد الشعراء الصحراويون وغير الصحراويين الخيمة الصحراوية وغنو بقيمها المعنوية والمادية وهاهو الشاعر الصحراوي المشهور الدخيل ول سيدي باب يؤكد على القيمة الرمزية للخيمة فالخيم الاصيلة تبقى واقفة كمنطلق للكرم وحسن الضيافة رغم شدة الزمن والعوز اما الخيام المتطفلة فأنها تتقاعس عند ما تكون الحاجة اليها ملحة حيث قال:
اخيام اكَصيـــفين التخمام *** تو الخير الي ذاك أيـــــــفيح
بالنفخة ويروز الـــــــتكَدام *** واخيام القلظ ألا فــــــطريح
ومنين العام أرخس هـدام *** اخيام الـــــــــنفخة مرو ريح
وخيام الغظ فكَصف العام *** كيف انزادو فلعرض اشبيح
وظلت الخيمة ، الى جانب معطيات ثقافية اخرى، معنوية ومادية ، وسائل للحماية ورصانة ثقافية للمجتمع الصحراوي ، من بينها مؤسسات التنشئة الاجتماعية ، التي تركز دورها في بناء الاسرة ، وتعلم وتربية النشء تربية اسلامية ، وتلقين الفرد ثقافة المجتمع من قيم وخبرة ومعارف وتقاليد والمساهمة قي تخفيف سبل الحياة .
ان وزارة الثقافة الصحراوية، كأحدي مؤسسات التنشئة الاجتماعية، مثل التعليم ، والعدل والشؤون الدينية ، والصحة ،والتكوين ، والرعاية وغيرها ، هي مؤسسة تعمل في هذه الارضية الثقافية ، من خلال مديريات مركزية ، وجهوية ، ومحلية تنظر الى الفعل الثقافي نظرة متكاملة ، من مروث مادي ولا مادي، تعمل على حفظه وحمايته، بالتعاون مع باقي المؤسسات الوطنية .
ان حماية التراث والهوية مسؤولية الجميع ، في وقت اصبح التكالب على المروث الثقافي بادي للعيان، فالاستعمار الحديث هو استعمار ثقافي يحاول القضاء ، على الثقافة الاصيلة .
ان مفهوم الحداثة يحتاج لدينا للمعالجة نظرية ، ولا يمكن ذلك ألا من خلال الرجوع الى منابع الثقافة الصحراوية الاصيلة، واستلهام القيم والخصال الحميدة التي هي النافذة الوحيدة لدراسة التاريخ عبر العصور
و نؤكد على ان هناك مجال ثقافي فسيح ، اصبح البعض من خلاله يعبث بالمقومات الثقافية الأصييلة للأخرين، مستغلا أبشع الاستغلال الوسائط الثقافية ، التي جعلت العالم قرية واحدة ، بفعل التكنلوجيا الحديثة ووسائل الاتصال وبهذا المفهوم تصبح كلمة الثقافة بداهة خاطئة كلمة تبدو وكأنها كلمة صارمة ، كلمة حازمة ، والحال أنها كلمة فخ كلمة مٌنومة وملغمة وخائنة" يضيف الاستاذ محمد عالي لمن

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *