-->

وداعا اسلامة


واخيرا ترجل أحد أبطال جيش التحرير الشعبي الصحراوي الذي صنعوا بعضا من امجاده وملامحه وانزوى في زمن الحنوع زاهدا في الدنيا حتى
 فارقنا وهو الذي تمنى الشهادة الف مرة في ساحات المعارك .
 رحل هذا المقاتل الشجاع الذي يعترف له القاصي والداني بشجاعته والذي كان من أوائل المناضلين الذين سجنهم الاسبان وطالب الشهيد الولي في إحدى خطبه الشهيرة بإطلاق سراحه ثم التحق بجيش التحرير الشعبي الصحراوي وشهد له الرفاق من كل صنف بأنه رجل لايهاب الموت و" فكراش" بالمعنى العسكري إلى أقصى الحدود ......مثله مثل اخيه الشهيد اعبيدي ولد سبيدي الذي فارقنا منذ سنوات رحمه الله .
الناحية وكل المقاتلين  يتحسرون  على رحيله ويشهدون بان اسلامة ولد سبيدي  رجل لايتكرر وأنه مقاتل متمرس شجاع حارب العدو  الاسباني والمغربي مقبلا غير مدبر .
شارك المقاتل اسلامة ولد سبيدي  في كل العمليات و جرح أكثر من مرة وكان دوما يتمنى الشهادة في ساحات الوغى إلى أن جاءت سنوات السلم فالتهمه المرض وظل يصارعه بصمت حتى وافته المنية يوم امس الموافق ل الجمعة 17 يناير 2020 ,، فكان رحيله في يوم مبارك وهو بين أفراد عائلته لم يكلفهم عناء التنقل والبحث ...
كنت اتمنى ان أزوره واعوده وهو على فراش المرض فهذا الرجل المقاتل الشهم عرفته وانا صغير عندما كانت الحرب في اشد اتونها  إذ كان دائم التردد علىينا وكان يتنبا لي بمستقبل زاهر وانا صغير ويحثني على الدراسة واقول له مشاكسا دون علم  : انا ندور الا نعود مقاتل كيفك انت ....دون ان اعرف معنى ذلك حينها ، كان يأتينا ويرحل عنا بسرعة وتبقى ذكراه عطرة تملأ خيمتنا المتواضعة ، كنت أفرح دائما  بعودته واجلس بجنبه واتطلع إليه وهو بلباسه العسكري الرائع وكان حديثه ذا جشون ياخذك الى عوالم بعيدة لاتعرفها غير أنها ممتعة بالنسبة لصغير مثلي آنذاك  ، فصار للرجل مكانا عندي منذ صغري حتى اليوم .
لقد لفني حزن عميق عندما علمت بنبأ مرضه ثم سألت دموعي وقد زف الي أحدهم نبأ انتقاله إلى رحمة الله الواسعة اليوم ووقع علي الخبر ثقيلا كالصاعقة وبعثت خبر رحيله لمئات من الاصدقاء كي يترحموا على روحه الطاهرة ويطلبوا له التثبيت ويسالوا له المغفرة ، ففعلوا جزاهم الله خيرا .
استشهد اسلامة ولد سبيدي وهو يذكرني بخالد ابن الوليد الذي دخل مجاهدا في سبيل الله وثقب جسمه بالجراح وتمنى الشهادة في كل معركة يدخلها غير أنه استشهد على فراشه بعد أن ذاد عن حمى الاسلام والمسلمين تماما كحالة اسلامة ولد سبيدي الذي يشهد المقربون منه ان حلمه كان الشهادة في سبيل الله والوطن وكان يدخل مواقف في المعارك  لايرجى منها النجاة فينجيه الله عز وجل بقدرته وعظمته ورحمته ليرحل عنا شهيدا في يوم مبارك مثل الجمعة .
المقاتل اسلامة ولد سبيدي اب لسبعة بنات رباهن  بعرقه  حتى كبرن جميعا بالرغم من قلة ذات اليد ، فقد عرف عنه زهده في الدنيا  وتذكره الدائم لرفاقه الشهداء ورغبته الشديدة في أن يلحق بهم بعدما رأى من تقاعس الرفاق ....
رحم الله الأسد اسلامة ولد سبيدي وجميع الشهداء  واسكنهم  فسيح جنانه وحشره مع الشهداء والصديقين وحسن اولئك رفيقا .
انا لله وانا اليه راجعون .
محمد سالم الخليل البخاري
الجمعة 17 يناير 2020.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *