راي اليوم, الأمم المتحدة قد تقترح وزير خارجية سلوفاكيا, مبعوثًا خاصًّا في نزاع الصحراء الغربيّة, لاحتواء تهديد البوليزاريو بالعودة إلى الحرب.
تتّجه الأمم المتحدة إلى تعيين وزير الخارجية السلوفاكي الحالي ميروسلاف لايتشاك مبعوثًا خاصًّا للأمين العام للأمم المتحدة في نزاع الصحراء الغربية دون استشارة الأطراف المعنية، جبهة البوليزاريو والمغرب. ويحمل التعيين رسالةً واضحة وهي الاعتماد على تصوّر تقني مبني على قوانين الأمم المتحدة لحل النزاع.
ومنذ تقديم المبعوث الخاص السابق الرئيس الألماني هورست كوهلر استقالته خلال منتصف السنة الماضية، لم تُحرز الأمم المتحدة تقدّمًا في اختيار شخصية ذات وزن كبير في العلاقات الدولية لكي يُشرف على الوساطة في نزاع ملف الصحراء الغربية.
وتُواجه الأمم المتحدة تحدّيات في التعيين، فمن جهة، يرفض سياسيون كبار القيام بدور الوساطة بعدما انتهت وساطة أسماء قوية بالفشل مثل وزير الخارجية الأمريكي السابق جيمس بيكر، ومن جهة أخرى، لا يحظى بعض المختارين برضى المغرب أو البوليساريو.
ويبدو أن عدم استشارة الأمين العام للأمم المتحدة للمغرب هو محاولة تجاوز الشرط الذي ترغب سلطات الرباط وجبهة البوليزايو فرضه على المبعوث الخاص، وهو في حالة المغرب عدم مناقشة استفتاء تقرير المصير مقابل البحث على صيغة لتطوير مقترح الحكم الذاتي للصحراويين تحت السيادة المغربية. وفي حالة البوليزاريو الاقتصار على استفتاء تقرير المصير.
ويُحاول الأمين العام الإسراع في التعيين ليتجنّب استئناف البوليزاريو الحرب. فقد خسرت الجبهة مواقع دولية في أمريكا اللاتينية، وأقدمت دول إفريقية على فتح قنصليات لها في مدينتيّ العيون أو الداخلة بالجزء المحتل من الصحراء الغربيّة. وجرّاء هذا التقدّم الذي أحرزه المغرب، تضغط قواعد البوليزاريو على القيادة العودة الى الحرب. ويعتبر الأمين العام للجبهة إبراهيم غالي من دعاة الحرب.
ويعد المبعوث المقترح ميروسلاف لايتشاك خبيرًا بنزاع الصحراء الغربية الذي عايشه في الأمم المتحدة وخاصة بعدما كان رئيسًا للجمعية العامة لهذه المنظمة العالمية، ويتبنّى مقاربة النزاعات تصورات تقنية تعتمد على القانون الدولي ودستور الأمم المتحدة.