-->

حديث الإفطار : نظرة على الواقع الديني في الصحراء الغربية ...


تركزت جل الكتابات المعاصرة حول الصحراء الغربية على الوضع السياسي والقانوني إنطلاقا من حالة الاحتلال المستمرة للمنطقة والتي اضحت اخر مستعمرة في افريقيا.
وانطلاقا من اهمية دراسة الجوانب الثقافية والدينية ومميزات الهوية الوطنية وتاريخ المنطقة نحاول تسليط الضوء على الواقع الديني والإحاطة قدر المستطاع بالتحولات التي شهدها منذ الاستعمار الاسباني مرورا بحالة التقسيم والتشريد التي تعرض لها الشعب الصحراوي على يد المستعمر الجديد وعقود ما بعد اتفاق وقف اطلاق النار المبرم بين جبهة البوليساريو والاحتلال المغربي تحت رعاية الامم المتحدة، في نظرة الى مراحل مواجهة الشعب الصحراوي لحملات استهداف مميزات الهوية الثقافية والدينية للمجتمع الصحراوي، خلال مسيرة كفاحه المظفرة ضد الاستعمار الاجنبي الذي عمد الى التأثير على الهوية الصحراوية باعتماد التدريس الاجنبي في محاولة لزعزة مكانة اللغة العربية والهوية الدينية المرتبطة بها، وغيرها من الاساليب التي استهدفت الهوية الصحراوية حتى لا تنهض من جديد
ومن خلال هذه الاسطر نحاول تقديم نظرة عن اوضاع الصحراء الغربية تحت الإدارة الاستعمارية الاسبانية والواقع الديني في تلك الحقبة ودور المحاضر المتنقلة والتدريس القرآني في مواجهة حملات التبشير الوافدة والدور الذي لعبه القضاة في الحياة العامة وحفاظهم على مكانتهم الريادية، كمرجعية دينية واجتماعية يتم الاحتكام اليها في فض المنازعات وتقديم الافتاء في مختلف القضايا التي تمر بالمجتمع والحفاظ على هويته الاسلامية.
كما نتناول اتجاهات الخطاب الديني بعد وقف اطلاق النار وتاثره بالمتغيرات الدولية وبروز التيارات الاسلامية متعددة المشارب والمرجعيات، معرجين على قضية التطرف كظاهرة كونية تطرق الابواب ونحذر قد المستطاع من خطرها المحدق على الفرد والمجتمع استنادا الى نصوص الشريعة الاسلامية الغراء.
وبالرغم من صعوبة الموضوع وما يتطلب من دقة وحذر في تقديم نظرة شاملة بإمكانها الالمام بجوانب ظلت غائبة عن الكتابات المعاصرة، وتجلت في ندرة المراجع والمصادر في المجال، ما حتم الاقتصار على اعتماد شهادات شفهية لمن عايشوا تلك الحقب ووضعوا بصماتهم في تاريخ القضاء الصحراوي لعل المساهمة تفتح الباب امام الباحثين والكتاب لاستنطاق التاريخ الديني والثقافي للمجتمع الصحراوي وسبر اغوار هذا المورد العذب الزلال الزاخر بالعلم والمعرفة والاصالة.... يتبع
بقلم: حمة المهدي

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *