أنفق 50 مليون دولار في حفلات بالمالديف، جلب لها فتيات استعراض من البرازيل وروسيا بالقوارب .. وزرع جاسوسًا داخل مقر تويتر.
"الدم والنفط" عنوان كتاب جديد، تأليف جاستين تشيك وبرادلي هوب وهما صحفيان حاصلان على جوائز عديدة يعملان في صحيفة وول ستريت جورنال، وهو عبارة عن عمل تحقيقي رصد تفاصيل تنشر لأول مرة عن قضايا وملفات وقرارات وأفعال قام بها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ونشرت عنها تقارير من قبل، لكن تفاصيل بعض تلك الأفعال والقرارات تظهر لأول مرة بهذا الشكل الصادم.
الكتاب عبارة عن تحقيق صحفي مطول يتناول حياة وقرارات بن سلمان ويصفه بأنه "واحد من قادة العالم الجدد يتميز بأنه بين الأخطر على الإطلاق"، ويلقي تشيك وهوب مزيداً من الضوء على الصعود الصاروخي للشاب الذي يبلغ 35 عاماً والذي تزامن مع تآكل الصفقة الاستراتيجية بين السعودية والولايات المتحدة الأمريكية – النفط مقابل الحماية – وسقوط مجموعة متنوعة من مشاهير المصرفيين في أمريكا ونجوم هوليوود وسياسيين في شبكة الأمير لمساعدته على تحقيق طموحاته الجامحة.
أنفق 50 مليون دولار في حفلات بالمالديف
قبل جلوس والده على العرش في يناير/كانون الثاني 2015، كان محمد بن سلمان معروفاً لدى عدد قليل للغاية خارج السعودية ولم يكن اسماً متداولاً في الإعلام داخلها من الأساس، لكن منذ اللحظة الأولى أصبح وزيراً للدفاع ومتحكماً بشكل مطلق في اقتصاد المملكة وامتلك "كارت بلانش أو شيك على بياض" لإنفاق مليارات الدولارات دون حساب وأصدر قرار الحرب في اليمن، وبذلك أصبح اسمه – عام 2015 – وفي وقت قياسي الأكثر تردداً في الإعلام المحلي والإقليمي والدولي لدرجة أن الصحفيين الغربيين لجأوا إلى اسم مختصر (MBS) للإشارة إليه، وكان ذلك يعني للأمير الشاب الذي كان في أواخر العشرينات وقتها أن الوقت قد حان للاحتفال.
وتم اختيار مكان الاحتفالات الصاخبة في جزر المالديف؛ قارب تلو الآخر يحمل فتيات استعراض من البرازيل وروسيا بدأت في الوصول إلى شواطئ جزيرة Velaa الخاصة، ثم أخيراً وصل محمد بن سلمان وضيوفه. ويستعرض المؤلفان تفاصيل البذخ الذي شهدته تلك الاحتفالات من أنواع النبيذ إلى المأكولات إلى الموسيقى التي أشرف عليها أفروجاك وهو دي جي هولندي شهير بل واحد من الأشهر عالمياً، والضيوف بالطبع يقيمون في فيلات خاصة، والجزيرة نفسها محاطة بسياج كامل من السرية.
أما من يخدمون الأمير الشاب وضيوفه فقد جيء بهم خصيصاً من بلاد غير مسلمة، حتى لا يشعر السعوديون من ضيوف الأمير بالحرج لدى تناولهم الخمور أمام خدم مسلمين – بحسب التفاصيل الدقيقة التي ذكرها المؤلفان بعد مقابلات مع ضيوف كانوا حاضرين ومسؤولين عن الجزيرة وبعض العاملين – وكانت السرية هي الهاجس الأهم لبن سلمان بالطبع، لذلك لم يكن مسموحاً للعاملين بحمل هواتف ذكية معهم وتم فصل اثنين لمخالفة هذا الشرط