-->

قضية الصحراء الغربية تتصدر أجندة زيارة وزير الخارجية الجزائري إلى جنوب إفريقيا



توجه وزير الخارجية الجزائري صبري بوقادوم إلى جنوب إفريقيا في زيارة تدوم يومين ستتناول تقييم التعاون الثنائي والتشاور حول مسائل الأمن والسلم في إفريقيا والعالم، وفق ما أكده بيان دائرته الوزارية، وتتزامن الزيارة مع تطورات ملفتة على الساحة الإفريقية خاصة في ملف الصحراء الغربية. وجدد مسؤولون ومعلقون جزائريون التأكيد على أن “الجزائر وجنوب إفريقيا من أكبر الداعمين، في القارة السمراء، للشعب الصحراوي في تقرير مصيره”.
وجاء في بيان وزارة الخارجية الجزائرية عشية زيارة بوقادوم إلى بريتوريا، أنه سيجري، خلال هذه الزيارة، “لقاءات مع نظيرته الجنوب أفريقية، السيدة ناليدي باندور، كما سيُستقبل من قبل السلطات العليا لهذا البلد الصديق، بهدف إجراء تقييم معمق للتعاون الثنائي في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية”.
وأشار البيان إلى أن الزيارة ستشكل فرصة “لتبادل الآراء والتحليلات في إطار تقاليد التشاور القائمة بين البلدين حول مختلف المسائل المتعلقة بالسلم والأمن في إفريقيا والعالم”، وأيضا يقول البيان إنها “ستسمح بتعزيز التنسيق حول المسائل الهامة المرتبطة بالمواضيع السياسية والأمنية داخل المنظمات الإقليمية والدولية”.
جدد مسؤولون ومعلقون جزائريون التأكيد على أن “الجزائر وجنوب إفريقيا من أكبر الداعمين، في القارة السمراء، للشعب الصحراوي في تقرير مصيره”

وقال الكاتب الصحفي ورئيس تحرير جريدة “الوطن” الناطقة بالفرنسية زين شرفاوي إنه “لا يمكن فصل هذه الزيارة عن السياق الذي تجري فيه”، وحسبه فإن الملفات التي سيتم معالجتها والتنسيق حولها ستخص بالأساس “الأزمات الرئيسية التي تهز القارة، بدءا من الصراع في الصحراء الغربية”، والتي ستسمح حسبه بـ”تنسيق أفضل لمواقف البلدين”.
واعتبر زين شرفاوي المتابع للملفات الإفريقية في تصريح لـ”القدس العربي” أن زيارة بوقدوم إلى بريتوريا “ليست مفاجئة لأن الجزائر وجنوب إفريقيا حليفان كبيران. والمشاورات هي منتظمة بين البلدين”.
وأشار المتحدث إلى كون رئيس جنوب إفريقيا هو الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، ما يضع بين أيديها “الوسائل لجعل صوت أفريقيا مسموعا بشكل أفضل بشأن بعض القضايا الحساسة”.
 من جانبه يرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة الجزائر الدكتور مصطفى خواص أن زيارة رئيس الدبلوماسية الجزائرية إلى جنوب أفريقيا هي “سياسية بامتياز، حتى وإن تم الحديث عن بعض القضايا الاقتصادية”، وحسبه فإن “جنوب إفريقيا من بين الدول الإفريقية المحورية التي تراهن عليها الجزائر إلى جانب نيجيريا”.
أما بخصوص الملفات التي سيتم التشاور حولها فيقول المتحدث في تصريح لـ”القدس العربي”، إن “أهم قضية للتنسيق حاليا هي قضية إسكات الأسلحة، ودعم السوق الإفريقية المشتركة التي تستند إلى أجندة إفريقيا 2063، إلى جانب القضية المحورية للجزائر وهي دعم قضية الصحراء الغربية”.
ويرى من جهته أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية الدكتور محمد حسن دواجي أن الزيارة تأتي “بعد التطورات الأخيرة فيما يتعلق بالصحراء الغربية والاعتراف الرئاسي الأمريكي بمغربية الأراضي الصحراوية المحتلة والتطبيع المغربي الصهيوني إضافة لأزمات الساحل”، إلى جانب كونها تأتي “عشية تنصيب الرئيس الأمريكي الجديد جوزيف بايدن خلفا للرئيس ترامب الذي كانت له سياسة ونظرة جد سلبية نحو إفريقيا ومشاكلها ولم يقم بأي زيارة للقارة، واتسمت تصريحاته بالاحتقار ضد القارة وشعوبها”.
ولم يستبعد الدكتور محمد حسن جوادي في تصريحاته لـ”القدس العربي” أن يدرس “الطرفان إمكانية إحياء التنسيق الإفريقي من جديد في إطار استعادة الدور الذي كانت تلعبه الدولتان في مبادرة النيباد سابقا، وكذلك العمل للبحث عن إطار جديد للتعاون والتنمية الإفريقيين في ظل التطورات الاقتصادية التي شهدها العالم بعد أزمة كورونا”.
كما ستكون أزمات المنطقة في الساحل وبقية مناطق القارة من بين أهم نقاط الزيارة، خاصة يقول المتحدث في ظل “غياب الدور الإفريقي في ليبيا والساحل والسودان وتغول الأطراف الجانبية وهيمنتها على هذه الملفات مما جعل العديد من الدول تشعر بتفاقم خطر هذا الدور من بينهم الجزائر”.
ويرى الدكتور دواجي أن “للدولتين تاريخا وقوة ناعمة كبيرة داخل إفريقيا شهدت تراجعا في المرحلة السابقة مما ساعد أطرافا أخرى تستغل الوضع وتحاول التموقع بالتحالف مع قوى أجنبية وهو الأمر الذي أدركته الدولتان وستحاول إرجاع الأمور لطبيعتها”، ولم يستبعد في معرض قراءته لخلفيات الزيارة، مناقشة دور الدولتين “داخل الأمم المتحدة بإحياء مطلب مقعد دائم لإفريقيا داخل مجلس الأمن”.
المصدر: القدس العربي

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *