-->

الحرب في الصحراء الغربية تضرب شريان الاقتصاد المغربي


في مؤشرات اقتصادية حديثة كشفت حجم الضرر الكبير الذي لحق الوجهات والمرافق السياحية في المغرب مع عودة الحرب الى الصحراء الغربية والتهديد الامني الخطير الذي بات يهدد المناطق الحيوية، ويتوقع المراقبون أن يكون الأثر أشد على هذا القطاع، وعلى مئات الالاف من العاملين فيه، إذا استمر الى جانب الحرب، فيروس كورونا في إسقاط مزيد من الضحايا.
فقد تكبد القطاع السياحي في المغرب ملايير الدولارات من الخسائر مع تراجع دخل القطاع بأكثر من 50  في المئة خلال العام 2020 بسبب الإجراءات التي فرضها تفشي فيروس كورونا ووباء كوفيد-19 الناجم عنه وزادتها حالة الحرب التي دخلها المغرب في الصحراء الغربية.
ويخشى أصحاب المنشآت السياحية في المغرب من اتخاذ قرارات بتسريح العمالة للحد من خسائرهم، مطالبين الحكومة بوضع خطة لمساعدتهم على تجاوز هذه الازمات التي تعصف باحد شرايين الاقتصاد المغربي.
ويمتد تأثير الفيروس والإغلاق والحجر وما رافقه من إجراءات لكبح الفيروس إلى واحد من أبرز مكونات قطاع السياحة، أي الفنادق.
فقبل وصول فيروس كورونا الجديد، الذي ظهر أول مرة في الصين في ديسمبر 2019، إلى المغرب، كانت المطاعم تعج بالزبائن، وطلبات حجز الغرف الفندقية لم تكن تتوقف.
وبعد تفشي الفيروس المسبب لوباء كوفيد-19، تغير كل شيء، فأصبحت المطاعم خالية من الزبائن، والحجوزات الفندقية احتفت مع توقف قطاع النقل الجوي والسفر.
كما انه ومع عودة الحرب توقفت حركة التنقل من خارج المغرب الى المناطق السياحية خاصة بالاراضي الصحراوية المحتلة وتوقفت الانشطة الرياضية التي كانت تعبر الاراضي الصحراوية.
وفي النصف الأول من هذا عام 2020، تراجعت مداخيل قطاع السياحة في المغرب بأكثر من 33 في المئة، حسب تقرير حديث لوزارة الاقتصاد المغربية، لكن مع عودة الحرب الى الصحراء الغربية قفز الرقم الى 60 بالمئة كخسائر للقطاع السياحي ما يعني خسارة اكثر من 2 مليار دولار أميركي.
وحول ذلك، يقول مدير المركز المغربي للحكامة والتسيير، يوسف كراوي فيلالي: "تراجع الأنشطة السياحية يقدر بستين في المئة، وهذا ينعكس على المداخيل السياحية التي تراجعت وبالتالي سيصيب الضرر ميزانية الدولة".
ويقول مشرف على تسيير أحد الفنادق في المغرب، نبيل بورايسي: "نحن بحاجة إلى استراتيجية عمل لنقوم من خلالها بجذب السائح المغربي الذي مثل 33 في المئة السنة الماضية من عدد السياح، حتى نتغلب على هذه الأزمة".
غير أنه يمكن القول إن تداعيات الحرب في الصحراء الغربية وفيروس كورونا كانت أكثر قسوة على العاملين البسطاء، إذ أصبحت فئة عريضة منهم عاطلة عن العمل نتيجة توقف الأنشطة السياحية.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *