أوهام وجنون عظمة بوريطة
في كل مرة تتضح صورة السياسة الخارجية المغربية وكيف تدار ؟ بحيث انها ترتكز في مجملها على أوهام وجنون عظمة المغرب ... الذي اصبح ساسته يصورونه احيانا كقوة كبيرة ضامنة للتوازن في العالم .
⭕ ومع مرور الوقت تشهد السياسة الخارجية لدولة الاحتلال المغربي تخبّطاً وارتجالية، إذ يرتكز طاقم "بوريطة' على أوهام يعتقد من خلالها انه قادر على حسم الصراع في الصحراء الغربية ، محاولاً إحياء عقيدة الهيمنة والتوسع التي اسسها الحسن الثاني في اعتداءه على كافة جيرانه ، متناسياً التغيّرات العالمية، يرافقه في كل ذلك جنون عظمة يذهب به إلى حد الوصاية على الدول، فبعد رفضه زيارة وزير الخارجية الموريتاني التي كانت مقررة للمغرب ، بعد ان استقبل الرئيس الغزاواني وفدا عن الجمهورية الصحراوية الديمقراطية ،وتاجيل اللقاء مع رئيس الحكومة الاسبانية عدة مرات بسبب رفض اسبانيا اعتراف "ترامب بمغربية الصحراء "ها هو اليوم يستدعي السفير الاسباني بالرباط دون حياء للاحتجاج عليه على زيارة الرئيس الصحراوي لاسبانيا قصد العلاج .
⭕ فشل جهود المغرب في اشراك العديد من الدول في شرعنة الاحتلال ,وفرض الامر الواقع وهذا لا
يعدّ سوى القمّة الظاهرة لجبل جليد تخبّط طاقم بوريطة، ومنهم من وراءه ، الذي اختطّ لنفسه وإدارته منهجاً جديداً يُريد إحياء عقيدة الحسن الثاني التوسعية بشكل كاريكاتوري، متجاهلاً مُعطيات الحاضر المتغيّرة.
⭕ منذ سنوات اتضح جليا فشل السياسة الخارجية المغربية ، وشكّلت قائمة طويلة من الإخفاقات على صُعد مختلفة، إفريقيا ودوليا ، سواء بالاتحاد الافريقي والرهان على الوعود والاغراءات الاقتصادية والدور الفرنسي مع البلدان الفرنكفونية من اجل طرد الجمهورية الصحراوية من الاتحاد، او تجميد عضويتها ، وفشل المقايضة بين الاعتراف باسرئيل و اعتراف الولايات المتحدة الامريكية بمغربية الصحراء والقضاء على حلم فتح قنصلية لها لكي تكون بوابة لسلسلة من فتح قنصليات لدول وازنة تحذو حذوها .
⭕ كل ذلك الفشل لم يثنِ بوريطة وطاقمه عن المحاولة، عائداً في كل مرّة إلى اسلوب البلطجة الديبلوماسية ، التي لا تعرف حدودا للاعراف الديبلوماسية بذهابها في اتجاه الوصاية الفجّة والمباشرة، طاقم مهووس بالتاريخ وإنه "في إطار جنون العظمة الذي تَملَّكهم يريد البرهنة على امتلاكه القدرة على الابداع في الابتزاز والانتهازية .
⭕ان تمركز بوريطة حول ذاته، يدفعانه إلى حركات قد تبدو استعراضية ومتهورة في السياسة الخارجية، فهو يميل إلى نوع من الدبلوماسية التي تعتمد على افتعال الوقائع وفبركتها من اجل انجاح اتقان اللعب على اللتناقضات لاستمالة مواقف بعض الدول ،كما فعل مع ايران بعد عودة العلاقة بينهما لم تدم سوى اقل سنة سارع الى اتهامها بدعم البوليساريو عن طريق حزب الله وذلك في التوازي مع تحرك على مستوى الولايات المتحدة الامريكية لم يجد له اذانا صاغية كان يرمي الى تصنيف جبهة البوليساريو كحركة ارهابية .
⭕الديبلوماسية البوريطية تقوم على عقيدة الابتزاز، لا على مبدأ "احترام التحالفات، ويبدو ذلك جلياً اليوم في عدم قدرة الديبلوماسية البوريطية على إقناع قادة العالم لدعم مشروع الحكم الذاتي على الرغم من التواطؤ المفضوح من فرنسا ومن داخل الامم المتحدة .
كما يظهر في استغلال المغرب لبعض الملفات كالارهاب والمخدرات والهجرة وبعض الجوانب التجارية والاقتصادية مع بعض دول افريقيا ليحرّك التأثير الخارجي ، تارة في افتعال الخصومات مع بعض الدول ومهاجمتها كما قام مع المانيا بعد اعتراضها على موقف ترامب ، وتارة في التدخُّل الفجّ في السياسة الداخلية كما قام مع موريتانيا واسبانيا اليوم .
⭕إن المغرب يرغب في رؤية نفسه على انه إمبراطورية ،ولا يريد تقبُّل حقيقة أنه دولة عادية من كباقي الدول الضعيفة اقتصاديا وعسكريا مقارنة حتى مع بعض من دول الجوار .
⭕"الديبلوماسية البوريطية" مدعومة من فرنسا تعمل على تقويض عمل الاتحاد الافريقي ،كما عملت على ذلك بعمل بعثة الامم المتحدة ، ومن مؤشرات الغرور الذي غلب على اداءه، اصبح يرى انه لن يسمح حتى بالحياد في قضية الصحراء الغربية باتباع سياسة "أنا المسؤول الوحيد الذي يحدد مواقف الدول "وبهذا يؤكد ان بسلوكاتها الصبيانية انها تسير على حافة الهاوية، بافتقادها الى مقومات القوة وانها مبعثرة وغير متماسكة .
حمادي محمدلمين الجيد (الناصري)