عاش بسيطا ورحل عظيما
ببالغ الحزن والاسى تلقيت قبل قليل نبأ وفاة الاب الجليل و الانسان الطيب، البشوش والمجاهد الكبير مصطفى ددي سيدي مولود الذي برحيله نفقد قامة تاريخية ومدرسة ثورية باذخة في التواضع والبساطة والهيبة والوقار.وصفاء السريرة، والزهد في ملذات الحياة الدنيا.
غرس في ابنائه قيم المجتمع الاصيلة وظل حريصا على ان يرى فيهم التواصل المطلوب والاستعداد الدائم لحمل المشعل والسير على الدرب، فتح قلبه للجميع وكان عظيما في كل شيء، بتواضعه وبساطته وبكبريائه وأنفته، عظيما في جهاده وتضحيته ونكرانه للذات.
كرّس حياته لخدمة قضيته، وكان أحد السباقين لامتشاق البندقية، مقاتلا، باسلا، ضمن الطلائع الاولى لجيش التحرير، قبل ان يقع في الاسر مع مجموعة من المقاتلين ورغم ظروف السجون المريرة وما عانوه من تعذيب و بطش وتنكيل، زرع الامل في الرفاق وكان بمثابة الشمعة التي تحترق لتضيء للآخرين، مبشرا بنصر قريب ونور يضيء في نهاية النفق ليرسم معالم الطريق على درب الحرية التي تقتضي التضحية بكل شيء من اجل حياة كريمة في كنف الاستقلال واستكمال السيادة الوطنية.
حمل الشهيد مصطفى ددي المشعل وعينه على الهدف الاسمى الذي نذر له عمره، وسخر حياته ثمناً لقناعاته الراسخة بالثورة ومبادئ الكفاح، وكله امل في غد مشرق.
وقد رحل كما عاش رافعا للهامة ومقدما النموذج الامثل للمناضل المخلص والحكيم الناصح والمرافع الصادق عن شعبه وقضيته العادلة وقد تشكلت ملامح شخصيته من كل الصفات الحميدة وهو يقدم الدرس النصوح لمن يأتي بعده.
يا رب في القلب غصة وفي العين دمعة ويبقى اليقين بان رحمتك وسعت كل شيء فاللهم ارحم عبد مصطفى ددي سيدي مولود واكرم نزله ووسع مدخله ورزقه الفردوس الاعلى، اللهم اغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الابيض من الدنس.
إنا لله وانا اليه راجعون.
حمة المهدي 11 ابريل 2022