ناشط صحراوي: المتغيرات الحالية تستوجب توظيف خطاب ثوري لمواجهة الحصار المغربي
أكد سجين الرأي الصحراوي السابق علي سالم التامك انه في ظل الحصار الاعلامي والبوليسي المغربي المفروض على الشعب الصحراوي لإبادته, فقد بات من الضروري توظيف خطاب ثوري ببعد كفاحي توحده الرؤية والفعل.
و أوضح علي سالم التامك في مداخلة قدمها في ندوة دولية لوكالة الانباء المستقلة بمناسبة يوم الشهداء و استشهاد مفجر الثورة الصحراوية, الشهيد الولي مصطفى السيد, أن المغرب "انتهج حصارا مركبا ومتداخلا ضد الشعب الصحراوي, من خلال فرض تعتيم إعلامي وتضييق بوليسي عسكري و اقتصادي وحتى ثقافي ونفسي على الشعب الصحراوي, وهو ما يؤكد ما يخفيه الاحتلال المغربي من بشاعة وفظاعة الجرائم التي يرتكبها ضد الفرد الصحراوي والانسانية".
وعليه -يقول المتحدث- فإن الجانب الصحراوي مدعو اليوم "في ظل الحرب الاعلامية, لتوظيف خطاب ثوري ببعد كفاحي توحده نفس الرؤية والفعل, لأن القضية الصحراوية تمر اليوم بديناميكيات جديدة في ظل الثورة الرقمية والتكنولوجيا الهائلة والتي غيرت المشهد الإعلامي".
وعاد السجين الصحراوي السباق ليؤكد على ان "الحصار ما هو الا آلية ثابتة من آليات النظام المغربي المحتل الذي يصنفه القانون الدولي الإنساني كجريمة ضد الانسانية والغاية منه هو القضاء و ابادة الشعب الصحراوي وطمس حقيقة جرائمه".
وعدد التامك في هذا السياق مظاهر هذا الحصار المغربي في "طرد البعثات والمدافعين عن حقوق الإنسان والبرلمانيين والإعلاميين والمتضامنين مع القضية, مع توظيف خطاب اعلامي عنصري وشوفيني ومحاولة تدنيس النضال الصحراوي العادل بظاهرة الإرهاب الى جانب توظيف ترسانة اعلامية ضخمة للتشويش والتضليل والتغليط من خلال الذباب الالكتروني".
كما شكل اعتقال الاعلاميين والمدونين الصحراويين وتعذيبهم ومنعهم من ممارسة حقهم في نقل وتوثيق المعلومة, منهم الصابي يحظيه والحسان الداه والبشير خدا والشيخ بنكا وهدي محمد لمين, الى جانب قرصنة المواقع والصفحات في التواصل الاجتماعي وحجبها ومراقبتها والتجسس على الخصوصيات للإعلاميين والمدافعين الصحراويين عن حقوق الانسان والناشطين بشكل عام, "شكلا آخر من أشكال الحصار", يضيف المتحدث.
وشدد التامك على أنه على المجتمع الدولي أن يستوعب بأن الحصار المغربي يهدف من جهة أخرى "للتغطية على مقومات التجسيد الفعلي للإحتلال العسكري المغربي على غرار حقيقة وجود جدار التقسيم العسكري وتعزيز البنية العسكرية والاستخباراتية والبوليسية ومواصلة الاختطاف والاعتقال والتعذيب والاغتصاب الى جانب تعزيز الاستيطان ومواصلة نهب الثروات وتدمير وتجفيف المصادر الاستراتيجية لثروة الشعب الصحراوي و تدمير الثقافة الصحراوية وطمس الهوية وفرض نمط اخر للعيش للصحراويين اضافة الى التجويع و ابادة الثروة الحيوانية والمرافق المائية".
وتأسف الناشط الصحراوي كون مواصلة الحصار البوليسي المغربي على الشعب الصحراوي راجع بالدرجة الاولى الى عدم تطبيق مبادئ وقرارات الامم المتحدة لإنهاء تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية المحتلة وغياب آلية دولية لحماية المدنيين الصحراويين بالجزء المحتل من الصحراء الغربية, اضافة الى غياب بعثة اللجنة الدولية للصليب الاحمر بالصحراء الغربية, الى جانب دعم المغرب من قبل بعض القوى الدولية كالرئيس الامريكي السابق دونالد ترامب ورئيس الحكومة الاسباني الحالي بيدرو سانشيز.
"ولأننا نعيش في مجتمع المعلومة والمعرفة والتكنولوجيا والثورة الرقمية", شدد السيد التامك على ضرورة "استغلال هذه المعلومات إلى أبعد الحدود للتعريف بالقضية الوطنية الى جانب تجديد آليات العمل للاستجابة العلمية لمتغيرات الواقع ومواكبة الابتكارات والتطور التكنولوجي في العمل الاعلامي".