-->

مخبر كندي متخصص يكشف فضائح المخابرات المغربية في عالم التجسس

 


فضيحة تجسس مدوية جديدة تهز أركان نظام الإحتلال المغربي، تمثلت في شرائه برمجية جديدة للتجسس من الكيان الصهيوني، على غرار “بيغاسوس”، التي طورتها شركة صهيونية أخرى تعرف باسم ( NSO)، وتجسست بواسطتها المخابرات المغربية على مسؤولين وصحفيين جزائريين وأوروبيين.
الفضيحة الجديدة كشف عنها، الثلاثاء، مخبر كندي متخصص يدعى “سيتيزن لاب”، وذلك استنادا إلى قاعدة تحليل عينات تقاسمها معه مركز “مايكروسوف ثريت إنتلجنس”، قادت إلى تطوير مؤشرات مكنت من تحديد ما لا يقل عن خمسة ضحايا من المجتمع المدني لبرامج التجسس والاستغلال الخاصة ببرمجية تجسس مطورة من قبل ” QuaDream” في أمريكا الشمالية وآسيا الوسطى وجنوب شرق آسيا وأوروبا والشرق الأوسط.
ويؤكد المخبر أن برمجية التجسس الجديدة صممته شركة إسرائيلية غير معروفة تحمل اسم “كوادريم ليمتد”، وقد أنشأها مسؤول عسكري إسرائيلي سابق وموظفون سابقون في شركة (NSO) التي طورت برمجية التجسس الشهيرة “بيغاسوس”، والتي هي اليوم ترزح تحت نظام عقوبات أمريكي.
هل طالت عمليات التجسس الجزائريين كما في حالة بيغاسوس؟
ووفق المعطيات التي كشفها المخبر الكندي، فإن “من بين ضحايا برمجية التجسس المطورة والمكتشفة حديثا، صحفيون وشخصيات سياسية معارضة وعامل بمنظمة غير حكومية”، غير أن الدراسة تحاشت الإشارة إلى ذكر أسماء ضحايا هذه البرمجية في الوقت الراهن.
ووفق ما جاء في تقرير المخبر الكندي فإن “كوادريم” وهي الشركة الصهيونية التي طورت برمجية التجسس، باعت منتجاتها لمجموعة من العملاء الحكوميين في مقدمتهم نظام الإحتلال المغربي.
واستنادا إلى المخبر الكندي، فإن فحصًا أجري للإنترنت لتحديد خوادم برمجية التجسس “كوادريم”، قاد إلى تحديد مواقع الناقل لأنظمة هذه البرمجية، التي تعمل من كل من بلغاريا وجمهورية التشيك والمجر وغانا وإسرائيل والمكسيك ورومانيا وسنغافورة والإمارات العربية المتحدة وأوزبكستان.
وأوضح التقرير أيضا أن الشركة دخلت في شراكة مع أخرى قبرصية تدعى “إينريتش”، وهي مطلوبة حاليًا من قبل العدالة، لدى العديد من الأشخاص الرئيسيين المرتبطين بكلتا الشركتين المرتبطين بعلاقات سابقة مع برمجية مراقبة أخرى تدعى “فيرونت”، وكذلك مع وكالة استخبارات صهيوينة.
وتشتهر شركة “كوادريم” بتطوير برامج التجسس الخاصة بها التي يتم تسويقها باسم “راين”، والتي تستخدم أنظمة متطورة، على غرار برمجية التجسس بيغاسوس، التي تعمل من دون نقرة لاختراق الأجهزة المستهدفة.
وتؤكد دراسة المخبر الكندي، أن مؤسسة “كوادريم” تعمل بحد أدنى وبدون موقع ويب، أو تغطية إعلامية واسعة، وغير موجودة على وسائل التواصل الاجتماعي، كما أن موظفيها تلقوا تعليمات بالامتناع عن ذكر صاحب العمل على وسائل التواصل الاجتماعي. ومع ذلك، يقول المخبر الكندي، تمكنا من تحديد العديد من الشخصيات الرئيسية المرتبطة بالشركة، بما في ذلك مؤسسوها الثلاثة (إيلان دابيلشتاين، وجاي جيفا ونيمرود رينسكي)، من خلال مراجعة وثائق الشركة ومقالات الصحف وقواعد البيانات.
أما انكشاف أمر هذه الشركة ، فجاء إثر النزاع الذي وقع بينها وبين شركة أخرى مسجلة في قبرص باسم “إينريتش” حول اقتسام عوائد المنتجات، التي حددت بـ92 بالمائة للشركة الصهيونية و08 بالمائة فقط للشركة القبرصية، الأمر الذي قاد إلى الكشف عن تفاصيل مثيرة للاهتمام حول أنشطة الشركات. فقد كانت الشركة الصهيونية تسوق منتجاتها باسم الشركة القبرصية.
وتكمن خطورة البرمجية الجديدة التي سقطت بين أيدي المخابرات المغربية، في كونها تعمل على التقاط الصور والمكالمات والأصوات الخارجية والبحث في ملفات الأجهزة دون علم صاحبها، بعد وضعه في الهاتف أو الحاسوب. كما تستطيع هذه البرمجية إنشاء كلمة السر والشيفرة، لتأمين الوصول المستمر إلى الحسابات السحابية لصاحب الجهاز المخترق.
والأخطر أيضا هو أن برمجية التجسس هذه تقوم “بتدمير ذاتي” لإخفاء وجودها السابق بمجرد عدم استخدامها، فقد جاء في التقرير “وجدنا أن برامج التجسس تحتوي أيضًا على ميزة التدمير الذاتي التي تنظف الآثار المختلفة التي خلفها برنامج التجسس نفسه”.
وينتظر أن يقود الكشف عن هذه الفضيحة إلى مسارعة الدول المتضررة من برمجية “بيغاسوس”، إلى التحقق من عدم تعرض هواتف مسؤوليها إلى الاختراق من قبل المخابرات المغربية، التي ثبت أنها اعتادت على ممارسة مثل هذه الأفعال التي تتعارض والأعراف الدولية، علما أنها سببت للنظام المغربي فضائح انجرت عنها مقاطعة من قبل حلفائها السابقين وعلى رأسهم فرنسا.
محمد مسلم. الشروق اون لاين

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *