ممثل جبهة البوليساريو يسلط الضوء على دور أفريقيا وأمريكا الجنوبية في ترسيخ حق تقرير مصير الشعوب
شارك أمس الدكتور سيدي محمد عمار، عضو الأمانة الوطنية، ممثل جبهة البوليساريو بالأمم المتحدة والمنسق مع المينورسو، بمحاضرة في إطار الندوة الرقمية الثانية لدبلوم الدراسات حول إفريقيا والشرق الأوسط وآسيا بعنوان "إفريقيا وأمريكا الجنوبية: نحو أجندة أولويات مشتركة" الذي تشرف على تنظيمه جامعة لا تييرا بالإكوادور وجامعة التفاريتي وسفارة الجمهورية الصحراوية في الإكوادور والجمعية الأكوادورية للصداقة مع الشعب الصحراوي.
وبعد لفت الانتباه إلى أن الموضوع المطروح للنقاش هو موضوع واسع ومركب ليس فقط لأنه متصل بقارتين كبيرتين ومتنوعتين جغرافيا وثقافيا واقتصاديا وسياسيا، ولكن أيضا بسبب تعقيد التحديات التي تواجهها القارتان في الوقت الحاضر، أشار الدكتور سيدي محمد عمار إلى أن الاستعمار الغربي يعتبر من أول العوامل التي ربطت أفريقيا وأمريكا الجنوبية فضلا عن تمسك شعوب القارتين بمناهضة الاستعمار كنهج وممارسة تحررية لتمكين الشعوب المستعمَرة من ممارسة حقها في تقرير المصير والاستقلال.
وفي هذا السياق نوه ممثل الجبهة بالأمم المتحدة والمنسق مع المينورسو بالدور الكبير الذي لعبته بلدان من أفريقيا وأمريكا الجنوبية في ترسيخ حق تقرير المصير كحق أساسي في منظومة الأمم المتحدة خلال المناقشات في مؤتمر سان فرانسيسكو في كاليفورنيا بالولايات المتحدة في عام 1945، مشدداً بشكل خاص على مشاركة تلك البلدان في إثراء صياغة الفصل الحادي عشر من ميثاق الأمم المتحدة بشأن "الإعلان المتعلق بالأقاليم غير المحكومة ذاتياً" أمام معارضة القوى الاستعمارية في ذلك الوقت التي لم تكن ترغب في تحمل أي مسؤولية ذات طابع دولي بخصوص "مستعمراتها" باعتبارها قضايا تدخل في نطاق شؤونها الداخلية.
كما سلط الضوء على الدور الأساسي الذي لعبته بلدان من أمريكا اللاتينية وأفريقيا وآسيا في تبني الجمعية العامة، في 14 ديسمبر 1960، للقرار 1514 (د-15) المعروف باسم "إعلان منح الاستقلال للبلدان والشعوب المستعمَرة"، الذي يعد حجر الزاوية في حركة إنهاء الاستعمار عبر العالم، مذكراً بنحو خاص أن القرار 1514 (د-15) لا يعترف بحق تقرير المصير كمبدأ فحسب، كما هو الحال في ميثاق الأمم المتحدة، بل أيضا كحق لجميع الشعوب تحدد بموجبه بحرية مركزها السياسي وتسعى بحرية إلى تحقيق تنميتها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية.
من ناحية أخرى، أشار الدكتور سيدي محمد عمار إلى أن النظام العالمي الحالي ليس مجرد عالم متعدد الأقطاب فحسب، بل هو عالم متعدد التركيب بسبب علاقات الترابط والاعتماد المتبادل القائمة حيث تتعايش وتتنافس فيه مجموعة أنظمة متداخلة. وفي هذا السياق، أشار إلى أهمية التضامن بين دول وشعوب ما يُطلق عليه "بلدان الجنوب" في إطار التعاون الواسع النطاق جنوب - جنوب في المجالات السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والبيئية، والتقنية.
وفي هذا الإطار أكد على ضرورة أن يكون التضامن أساس العلاقات الدولية، وخاصة العلاقات السياسية والاقتصادية الدولية، ويجب ترجمته إلى إجراءات وممارسات للتصدي للتحديات المشتركة التي تواجه دول الجنوب مثل الفقر وعدم المساواة والصراعات والاستعمار الجديد وتغير المناخ وغيرها.
وفي الختام، شدد ممثل الجبهة بالأمم المتحدة والمنسق مع المينورسو على أن الاستعمار، الذي قد يبدو وكأنه ظاهرة من الماضي بالنسبة للبعض، لا يزال قائما في أفريقيا مع كون الصحراء الغربية آخر مستعمرة في القارة الأفريقية، مما يعني أن عملية إنهاء الاستعمار لم تنتهِ بعد، الأمر الذي يتطلب مرافقة الشعب الصحراوي ومده بالدعم والتضامن المتعدد الأوجه لكي يتمكن من ممارسة حقه غير القابل للتصرف وغير القابل للتقادم في تقرير المصير والاستقلال.