المغرب.. عجز المياه يسيطر على خطاب الملك المبحوح
سيطرت موجة العطش على خطاب ملك المغرب محمد السادس الذي ظهر مبحوحا في تسجيل جديد بمناسبة ما يسمى الذكرى 25 لاعتلاء العرش.
حيث ركز خطابه على أزمة المياه التي تعيشها المملكة وتنامي السخط الشعبي على ندرة المياه، ودعا ملك المغرب إلى مزيد من "الجهد واليقظة، وإبداع الحلول" لمواجهة العجز المتزايد في المياه بالمملكة المغربية، بسبب توالي سنوات الجفاف، وتأثيرات التغيرات المناخية.
وقال الملك المغربي محمد السادس، الاثنين، إن توالي ست سنوات من الجفاف، أثر بشكل عميق على الاحتياطات المائية، والمياه الباطنية، وجعل الوضعية المائية أكثر هشاشة وتعقيداً"
ودعا إلى سرعة تنفيذ آليات السياسة الوطنية للماء، وتحديد هدف استراتيجي "في كل الظروف، والأحوال"، لضمان وصول الماء لجميع المواطنين، وتوفير 80% على الأقل، من احتياجات الري، على مستوى المغرب الذي يعيش في ظل أزمة عطش متفاقمة منذ عدة أشهر، حيث شهدت عديد المدن المغربية، تتنامى الاحتجاجات الناقمة على النقص الحاد في مياه الشرب، ومطالبة السلطات المغربية بتحمل مسؤولياتها في توفير ابسط شروط الحياه من المياه الصالحة للشرب والاستجابة لمطالب الشعب المغربي.
وبدلا من الانصات لهذه المطالب المشروعة، استعملت قوات الامن المغربية القوة المفرطة لتفريق مسيرة احتجاجية نظمها سكان منطقة الفايجة بمدينة زاكورة (جنوب-شرق البلاد)، بسبب شح المياه الصالحة للشرب في ظل أزمة الجفاف التي يعرفها المغرب، لعدة اسباب أهمها سرقة الثروة المائية من طرف المستثمرين الصهاينة، لسقي الفواكه المستنزفة للمياه مثل الافوكادو.
كما خرج سكان مدينة المعازيز بإقليم الخميسات (حوالي 80 كم من العاصمة الرباط) في مسيرة احتجاجية بسبب الانقطاعات المتكررة للماء الصالح للشرب دون سابق انذار، وذلك للأعطاب المتتالية للشبكة المائية المهترئة، والتي لم تشهد تجديدا منذ سنوات، اضافة لشح المياه بآبار المنطقة، بسبب تنامي الطلب على هذه المادة الحيوية وتوالي سنوات الجفاف والتغلغل الصهيوني الذي استنزف المياه.
وتداول رواد موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" مقطع فيديو لسيدة مغربية تحمل دلاء فارغة، وتستغيث لإنقاذ السكان من العطش، مستنكرة تمادي النظام المغربي في حرمان المغاربة من أبسط شروط العيش الكريم.
وفي السياق، أكد حزب النهج الديمقراطي العمالي المغربي، في بيان له تحت عنوان "أزمة العطش تضاف الى أزمة الغذاء لتعمق معاناة الشعب المغربي"، أن هذه الازمة تتفاقم بشكل متزايد في العديد من الاحياء و امتدت خلال الأسابيع الاخيرة إلى العديد من القرى والمدن، بسبب التراجع الكبير عن تزويدها بالماء الصالح للشرب.
التطبيع مع الكيان الصهيوني فاقم أزمة العطش في المغرب
واستدل في هذا الاطار بما يحدث في مدينة زاكورة و وجدة ونواحيها، مرورا بمناطق الحوز والرحامنة والأطلس، و أقاليم ودواوير جهة الوسط، كإقليم الخميسات ونواحيه، حيث تتوسع دائرة العطش وتدفع بالعديد من المتضررين إلى تنظيم احتجاجات.
وأشار الحزب الى أن المخزن كعادته، "يحاول تبرير أزمة العطش وخطورتها على الجماهير الشعبية، كتحصيل حاصل للتغيرات المناخية المتسمة بظاهرة الجفاف، فيما ان السبب الرئيسي يعود إلى الاختيارات السياسية المتبعة".
بالإضافة إلى هذه الأوضاع المقلقة، نبه الحزب المغربي الى ان المستثمرين الصهاينة الذين منح لهم النظام المخزني ضيعات شاسعة لزراعة الافوكادو والفراولة، في إطار اتفاقيته التطبيعية مع الكيان الصهيوني الغاصب، فاقموا ازمة العطش، معتبرا الإجراءات "الصورية" التي اعلن عنها المخزن للحد من تبذير المياه مجردة من الواقع.