-->

27 شهيدا في «جمعة الأسرى».. والشارع السوري يواصل انتفاضته في وجه النظام

سوريا ـ وكالة المغرب العربي للانباء ـ وكالات ـ بينما تظاهر أكثر من مليون شخص أمس ضد النظام السوري في البلد التي تشهد منذ أربعة أشهر حركة احتجاج لا سابق لها، واصلت قوات الأمن قمعها ما أدى إلى مقتل 27 متظاهرا أمس كما قال ناشطون. من جانبها، قالت صحيفة فرنسية أمس نقلا عن تقرير لمركز أبحاث إيراني مرتبط بالقيادة الإيرانية إن الزعيم علي خامنئي يؤيد تقديم مساعدة قيمتها 5.8 مليار دولار لسورية لدعم اقتصادها. ودمشق حليف رئيسي لطهران منذ فترة طويلة خلافا لمعظم الدول العربية. وبعد أربعة أشهر من الاحتجاجات الشعبية أصبح الاقتصاد السوري يترنح تحت وطأة الإضرابات وتراجع الصادرات النفطية والتجارة والعقوبات الدولية.
وقالت صحيفة ليزيكو الفرنسية الاقتصادية إن الصعوبات التي تواجهها سورية دفعت القيادة الإيرانية إلى دراسة تقديم مساعدة مالية بقيمة 5.8 مليار دولار تشمل قرضا لأجل ثلاثة أشهر بقيمة 1.5 مليار دولار يتم توفيره فورا. وأضافت الصحيفة أن خامنئي وافق على فكرة المساعدة التي عرضت في تقرير سري لمركز الأبحاث الاستراتيجية المرتبط بالقيادة الإيرانية. وقالت ليزيكو إن إيران قد ترسل أيضا 290 ألف برميل من النفط يوميا إلى سورية خلال الشهر المقبل، وتساعد على تعزيز إجراءات مراقبة الحدود لمنع السوريين من الفرار إلى لبنان وبحوزتهم أموال. وأعلن رامي عبد الرحمن من المرصد السوري لحقوق الإنسان أن أكثر من مليون سوري تظاهروا أمس ضد نظام الرئيس بشار الأسد في مدينتي حماة (شمال) ودير الزور (شرق) وحدهما، معتبرا ذلك ''رسالة واضحة إلى السلطات أن التظاهرات في تصاعد وليست في أفول''. إلى ذلك، يشارك معارضون سوريون، وناشطون يدعمون الحركة الاحتجاجية في ''مؤتمر الإنقاذ الوطني'' الذي سيعقد اليوم في وقت واحد في كل من دمشق وإسطنبول للبحث في سبل الإطاحة بنظام بشار الأسد. وحول عدد المتظاهرين أوضح عبد الرحمن أن ''عدد المتظاهرين بلغ أكثر من نصف مليون في حماه وقراها، في حين بلغ في دير الزور ما بين 450 و550 ألفا''. وهذا الرقم يعتبر الأعلى الذي يتحدث عنه المعارضون خلال يوم واحد من التظاهرات ضد النظام في سوريا منذ 15 آذار (مارس) عندما بدأت حركة الاحتجاج. وأضاف عبد الرحمن أن قوات الأمن فتحت النار في دمشق وإدلب (شمال غرب) ودرعا (جنوب) في محاولة لتفريق التظاهرات. من جهته، قال عبد الكريم ريحاوي من الرابطة السورية لحقوق الإنسان، إن هذه النيران أوقعت تسعة قتلى في دمشق (ستة في حي القابون، وثلاثة في حي ركن الدين)، وثلاثة في دوما التي تبعد 15 كيلومترا عن العاصمة، وثلاثة في إدلب، واثنين في درعا التي انطلقت منها حركة الاحتجاج ضد النظام (وذلك حتى إعداد هذا التقرير). وقال عبد الرحمن إن قوات الأمن اطلقت النار في حي القابون حيث نزل 20 ألف شخص إلى الشوارع كما جرت تظاهرة في حي ركن الدين. من جهتها، قالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) ''استشهد مدني برصاص مسلحين في إدلب، وأصيب عنصران من قوات حفظ النظام بإطلاق النار عليهما من قبل مسلحين في جوبر''. وأضافت ''كما أطلق مسلحون النار على قوات حفظ النظام والمواطنين في القابون وركن الدين، ما أدى إلى استشهاد مدني وجرح اثنين من قوات حفظ النظام''. وبحسب المعارضين، فإن مئات آلاف الأشخاص الذين نزلوا إلى الشوارع بعد الظهر في سورية، كانوا يطالبون بالإفراج عن المعتقلين وسقوط النظام بدعوة من الناشطين المطالبين بالديموقراطية. وإلى جانب التظاهرات الضخمة في حماه، التي سبق أن شهدت تجمعات كبرى في الأسابيع الماضية، وفي دير الزور، سار أكثر من سبعة آلاف شخص في تظاهرة أمام جامع الحسن في حي الميدان، الذي أصبح نقطة تجمع المتظاهرين في العاصمة السورية، كما أفاد ناشطون في المكان. وجرت أيضا تظاهرات في العديد من أحياء حمص في وسط سورية، والرقة (شمال)، وحلب (شمال)، كما أوضح الناشطون. وسار أيضا متظاهرون في عامودا في محافظة الحسكة (شمال)، وتجمع الآلاف في عين العرب (شمال)، حيث اعتقل العديد من المتظاهرين كما أكد ريحاوي. وأشار إلى أن أكثر من 35 ألف شخص تظاهروا في دوما قرب دمشق. ومثل كل نهار جمعة منذ بدء حركة الاحتجاج ضد نظام الرئيس السوري، دعا الناشطون المطالبون بالديموقراطية على صفحتهم على موقع فيسبوك إلى التظاهر من أجل الإفراج عن آلاف السجناء السياسيين والمتظاهرين المعتقلين في سورية. وبسبب القيود على حركة الصحافة الأجنبية، من الصعب جدا الحصول على تأكيد من مصدر مستقل لحجم التظاهرات، أو حصيلة القتلى، أو الاعتقالات في البلاد. من جانب آخر، يشارك معارضون سوريون وناشطون يدعمون الحركة الاحتجاجية في ''مؤتمر الإنقاذ الوطني'' الذي سيعقد بالتزامن اليوم في كل من دمشق وإسطنبول للبحث في وسائل إطاحة نظام بشار الأسد، كما أعلن المنظمون. وجاء في بيان المنظمين ''سيعقد مؤتمر الإنقاذ الوطني يوم السبت 16 تموز (يوليو) بالتزامن في دمشق وإسطنبول لتقرير ملامح خريطة الطريق للخروج بالبلاد من حالة الاستبداد إلى الديموقراطية، وتحديد آليات الاستجابة للمطالب الواضحة للشارع السوري بإسقاط النظام''. وفي إسطنبول أكد مصدر دبلوماسي تركي لوكالة فرانس برس عقد هذا الاجتماع اليوم في هذه المدينة من دون تقديم تفاصيل. ويعقد هذا المؤتمر بدعوة من ''الشخصيات الوطنية السورية من داخل البلاد وخارجها''. وأكد أكثر من 500 شخص حضورهم هذا المؤتمر في العاصمة السورية وفي إسطنبول في تركيا. وأكد البيان أن ''هيئة تأسيسية للإنقاذ الوطني'' ستتشكل خلال المؤتمر من أجل ''وضع خريطة طريق للتحول الديموقراطي ومعالجة القضايا التي من أجلها انتفض الشارع السوري''. وستتشكل الهيئة من ''مندوبين عن المعارضة ومن شباب الثورة''. وعقد اجتماع غير مسبوق لمعارضين ومفكرين في 27 حزيران (يونيو) في دمشق. ودعا المشاركون فيه الذين اجتمعوا في أحد فنادق قلب العاصمة، إلى مواصلة ''الانتفاضة السلمية'' حتى بسط الديموقراطية في سورية التي يحكمها حزب البعث منذ نحو نصف قرن. وفي 26 نيسان(أبريل) اجتمع معارضون سوريون في إسطنبول، ثم عقد في مطلع حزيران (يونيو) مؤتمر للمعارضة السورية في مدينة أنطاليا التركية دعا إلى الرحيل الفوري للرئيس السوري.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *