في حوار لوكالة المغرب العربي للانباء المستقلة البرلماني العراقي الدكتور شاكر كتاب : انعقاد القمة في بغداد مكسب سياسي كبير للعراقيين والعرب

عمان / حوار / صلاح الربيعي (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة) قال عضو البرلمان العراقي الدكتور شاكر كتاب إن القمة العربية التي أختتمت أعمالها في بغداد كانت ناجحة وإن مجرد انعقادها في العراق هو مكسب سياسي كبير لنا نحن العراقيين كما هو مكسب لكل العرب ,و ذلك خلال حوار مع لاماب المستقلة ، وقال النائب البرلماني العراقي انه يتعين على القيادة العراقية أن تتحلى بالحكمة والمقدرة على تحويل هذا المكسب إلى نجاحات سياسية أخرى متتالية، وبشأن المشهد السياسي العراقي فقد وصفه كتاب بأنه لايزال متأزما ويتصف بتوتر العلاقات بين الأطراف الأساسية للعملية السياسية العراقية ويمتاز بانعدام الثقة بينها بل أكثر من هذا أن المراقب الدقيق يشم روائح مزعجة وان روح المؤامرة والتربص بالآخر إلا واحدة من أسبابها.. ينعكس كل هذا مباشرة على أداء الدولة العراقية بكافة مؤسساتها وعلى الأخص الأمنية منها مما يفتح الثغرات الواسعة في عملها ويتيح الفرصة للعمليات الإرهابية التي تحدث في العراق بشكل غير مطمئن للشارع العراقي .. ومما لا شك فيه أن المشهد السياسي العراقي الحالي ينبئ باحتمالية أن يسوء أكثر في أيام قادمة ويجعل آفاق تجاوز الإشكاليات القائمة اليوم أقل الاحتمالات .. ولغرض تسليط المزيد من الأضواء على واقع الأحداث الجارية على الساحة العراقية كان لمراسل وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة في عمان الحوار التالي مع عضو البرلمان العراقي الدكتور شاكر كتاب لتكون البداية بالسؤال التالي ...

لاماب المستقلة : ماهي معرقلات سير الأداء الحكومي والبرلماني في العراق ؟

إن ما يعرقل سير الأداء الحكومي والبرلماني في العراق اليوم هو العلاقات بين ما يمكن تسميتهم بالأخوة الأعداء.. فالشركاء الذين يساهمون في حكومة واحدة هم متخاصمون بشدة وبكراهية مؤسفة جدا حتى أن تصل إلى الحد الذي لا تليق معه بالسياسيين فكيف بنا ونحن بصدد الحديث عمن يسمون أنفسهم بقادة!!. ثم أن الوضع الأمني المتوتر ينعكس بشكل مباشر على أداء كل مؤسسات الدولة التي تضع الكثير من الجهد الإداري والعسكري والمالي لمكافحة الإرهاب.. والبرلمان هو الآخر لا يؤدي ما أقسم عليه النواب بسبب البون الشاسع بين حاجات البلاد ككل من جهة وتطلعات الكثير من السادة النواب الشخصية والذاتية فالبلاد بحاجة إلى قوانين استثمار وبناء وإعمار ومكافحة البطالة والفقر وحلول للأزمات الخانقة في حين ينصب جهد الكثير من النواب نحو الحصول على الامتيازات والمنافع الشخصية.

لاماب المستقلة : ماهي الأخطاء التي يجب تصحيحها في العملية السياسية  ؟

الخطأ الأساس هو أن الكثير من رجالات الصدفة الذين تبوأوا مكانات الصدارة هم ليسوا أهلا لها .. لا بل هم أنفسهم متفاجئون بها .. والخطأ الثاني هو الخلل في طبيعة الزعامات التي تتراوح بين طائفية وعنصرية وأخرى أنانية والنادر منها وطني لكنه محاصر ويضيق عليه الخناق باستمرار.. الخطأ الآخر هو ارتهان الكثير من القوى السياسية وقادتها بأجندة دول خارجية إقليمية أو أبعد منها.. ونصبوا أنفسهم بصفة سفراء لهذه الدول مما جعلهم يمثلون مصالحها أكثر من مصالح  العراق .. والخطأ الآخر هو طبيعة العلاقات بين أطراف العملية السياسية التي أشرت إليها في الجواب السابق ..

لاماب المستقلة : هل نجحت الأحزاب السياسية في إقناع الشارع العراقي بعد التغيير ؟

نعم استطاعت الأحزاب السياسية أن تقنع الشارع العراقي لكن هذا الإقناع كان مؤقتا إذ سرعان ما تشكفت الكثير من الحقائق السلبية عنها وبدأت تصاب بالعزلة إضافة إلى إن الأحزاب قد فشلت بالاستمرار بنجاحها بهذا الإقناع  للشارع العراقي كما كان في السابق .

لاماب المستقلة : ماهي الحلول المناسبة لتجاوز مخاطر انهيار العملية السياسية في العراق ؟

أولا أن يصار إلى تطهير العملية السياسية من المرتبطين بأجندة الدول الأجنبية.. ثانيا يجب فتح آفاق عمل جديدة للعملية السياسية بتحويلها إلى عملية وطنية وديمقراطية تساهم فيها كل قوى الشعب ومكوناته لكن بترجيح مبدأ المواطنة أولا.. ثالثا يجب مكافحة الطائفية على غرار مكافحة الإرهاب وتوزيع الأدوار على المواطنين دون النظر إلى إنحداراتهم الإثنية أو القومية أو المذهبية.. رابعا يجب اعتماد القانون والدستور فعلا في إدارة شؤون الدولة وفي العلاقات بين الأطراف السياسية وبين المواطن والدولة..

لاماب المستقلة : ماهي أخطاء القائمة العراقية التي تسببت بضعف دورها بالقرار الحكومي ؟

القائمة العراقية بدأت مشوارها بمشروع وطني كبير وواعد لكن التطلعات الشخصية لدى البعض من قادتها وارتباط بعضهم بعلاقات خارجية وإنشغال الآخر بصراعات شخصية وإهمالهم مطالب وحاجات الناخبين الأساسية كما أن التفريط بالاستحقاقات الانتخابية والوطنية وعدم القدرة على الدفاع عنها ورفض فكرة التحالف مع دولة القانون ويجب أن نضيف هنا عدم الانسجام الحقيقي بين بعض قادتها كل هذا أدى إلى إضعاف موقف القائمة مما سهل عملية محاصرتها واستنزاف قواها.. والمهم أن نذكر هنا أن القائمة العراقية هي أصلا تحالف انتخابي بين قوى كانت مختلفة فيما بينها وغير منسجمة وبالرغم من أن البعض من قادتها والكثير من كوادرها حاولت دمجها كلها بكيان سياسي واحد ولم تتهيأ الفرص المناسبة لذلك ولأسباب عديدة منها أن البعض منهم كان يخشى على نجاحاته التي حققها في إطار كيانه السياسي ونتيجة قيادته له فلم يشأ التفريط بأرضية نجاحاته القادمة.. وفي ظني أن من غير الصحيح إهمال سبب غياب التنظيم في العمل والاعتماد على ردود الأفعال في الاستجابة للمتغيرات والأحداث كواحد من الأسباب التي عرقلت عمل القائمة ولا يفوتني هنا ذكر الحساسية الشديدة التي كانت تصيب قادة القوى الأخرى جراء لجوء بعض قادة العراقية إلى دول خارجية للاستعانة بها كطريقة للضغط على الخصوم العراقيين ..

لاماب المستقلة :  هل لديكم نصائح لقيادة القائمة العراقية وأعضائها ؟

أتمنى أن تقطع القائمة العراقية أية صلة بأي طرف خارجي وأن تباشر الآن في إعادة هيكلة عملها وتنظيمها ومراجعة الأخطاء والاستفادة منها والاقتراب فعلا من دولة القانون لوجود مشتركات كثيرة يمكن التأسيس عليها لبناء حكومة قوية وبرلمان مستقر وبالتالي دولة مدنية ديمقراطية حديثة مع استمرا التحالف أو التفاهم مع الأخوة في التحالف الكردستاني والوطني وعلى نفس الأرضية.

لاماب المستقلة : ما مدى تصوركم لقضية اتهام الهاشمي وكيف ستتعاملون معها ؟

مهما تكن الأرضية التي كانت وراء قضية الأستاذ الهاشمي فإنها اليوم قضائية صرفة ولا يمكن تسييسها بأي شكل من الأشكال لذلك كنت منذ البداية أرى أن يلجا الأستاذ الهاشمي للقضاء نفسه لتبرئة نفسه ورفض الحجج والأدلة التي وجهت إليه أو أن يتحمل مسؤولية ما يمكن للقضاء إثباته.

لاماب المستقلة : برأيكم ماذا ينقص السياسيين ليكونوا قادرين على إدارة العراق ؟

ينقصهم أن يكونوا سياسيين وليسوا أنانيين.. وأن يكونوا وطنيين أكثر من كونهم طائفيين.. وأن يكونوا نزيهين أكثر مما هم عليه الآن.. وأن يكونوا من ذوي رؤى إستراتيجية شاملة أبعد من النظر إلى أرنبة الأنف .. وأن يكونوا قريبين من الشعب العراقي بدلا من مكاتبهم العاجية.. وأن يكونوا متواضعين بدلا من استعلائهم المقيت هذا .. وأن يكونوا صريحين أكثر من لغة المجاملة حد الخداع .. وأن يقطعوا كل صلة بالخارج .

لاماب المستقلة :  ماهي توقعاتكم لمستقبل العملية السياسية في العراق ؟

أتمنى لها أن تتحول إلى عملية وطنية ديمقراطية وأن تكف من أن تكون الوجه الثاني للعملية الحربية التي أحتلت بها أمريكا بلدي العراق .

لاماب المستقلة : أخيرا  ماهي رسالتكم للشارع العراقي ؟

لا سبيل لنا غير التنظيم .. تنظيم الجهد الوطني على رؤى إستراتيجية ذات بعد وطني شامل وسليم عابر للطوائف وللإثنيات والإصرار على نيل كامل حقوقنا كشعب واستحقاقنا كمواطنين.