-->

وكالة الأنباء المستقلة في حوار مع وزيرة التعليم والتربية الصحراوية


حوار 12ابريل2012 وكالة الأنباء المستقلة في حوار مع عضؤ الامانة الوطنية لجبهة البوليساريو وزيرة التعليم والتربية الصحراوية، السيدة : مريم السالك احمادة، اول إمراة تشغل منصب وزاري في حكومة الجمهورية الصحراوية، شغلت منصب وزيرة للثقافة سابقا، عُينت بعد المؤتمر الثاني عشر لجبهة البوليساريو وزيرة للتعليم والتربية وهي الان تتقلد نفس المنصب، في هذا الحوار تناقش وكالة الانباء المستقلة مع الوزيرة قضايا المشاركة السياسية للمرأة الصحراوية والعقبات التي واجهت النساء الصحراويات خلال المراحل الماضية، كما نبحث معها المشاكل والعراقيل ثم التحديات التي تواجهها المنظومة التربوية وتشغل بال الكثير من الأسر والطلبة الصحراويين من قبيل ضعف التحصيل الدراسي، والمنح الدراسية بالخارج والدراسات العلياء وقضايا اخرى تطالعونها في هذا الحوار:
لاماب المستقلة : مرحبا بكم السيدة مريم السالك وزيرة التعليم والتربية بالجمهورية العربية الصحراوية ضيفة حوار على لاماب المستقلة .
وزيرة التعليم والتربية الصحراوية : اهلا وسهلا
لاماب المستقلة : نبدأ معكم السيدة الوزيرة من حيث انتهى المؤتمر الأخير لجبهة البوليساريو كيف تقيمين المشاركة النسوية في المؤتمر ؟
وزيرة التعليم والتربية الصحراوية : المشاركة النسائية في المؤتمر الثالث عشر للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب مقارنة بالمؤتمرات السابقة كانت مشاركة معتبرة، صحيح انه لم تزد نسبة المشاركة لان هناك من يرى ان عدد النساء المشاركات في المؤتمر الاخير اكثر من النساء المشاركات في المؤتمر الثاني عشر للجبهة، لكن نسبة المشاركة في هذا المؤتمر هي اصلا اكثر بكثير من نسبة المشاركة في المؤتمرات السابقة، وإذا قمنا بتنسيب المشاركة النسائية في المؤتمر الثالث عشر ومقارنتها بنسبة الذكور المشاركين في هذا المؤتمر سنجدها معتبرة، لكن ليس هذا هو المهم لان حقيقة القضية الصحراوية ليست قضية امرأة او رجل، بل القضية الصحراوية في المقام الاول هي قضية تحرير هي معركة النساء، بقدر ما هي معركة الرجال، هي معركة كل الشعب الصحراوي من اجل التحرير والبناء والتنمية ومن اجل التخلص من الكثير من الافكار التي تعيق تنمية المجتمع بشكل عام .
وهناك من يقول إنه إذا اردت ان تقيس تقدم مجتمع معين عليك ان تنظر الى الدور الذي تلعبه المرأة بداخله، فكلما كان الدور الذي تلعبه المرأة دورا مهما في المجتمع وكلما كان حضور المرأة معتبرا كلما كان المجتمع متقدما و متطورا، والتنمية البشرية تسير فيه بشكل متوازي يكفل تحقيق الفرص للجنسين، لكن اريد ان ابرز بهذه المناسبة أن حضور المرأة كان مهما جدا إذا ما نظرنا الى عدد النساء المشاركات في الكتابة وبالنظر ايضا الى ان احدى النساء كانت رئيسة للجنة، ومقررة احدى اللجان كانت امرأة كذلك، والتقدم هنا من حيث المضمون وليس الشكل، لا ينبغي ان نتباهى بحضور مجموعة كبيرة من النساء كقطعة من الديكور داخل قاعات المؤتمر، لان دور المرأة يجب ان يكون بارزا إذا كانت المرأة تحمل افكار وتساهم في النقاش وتشكل هذه المشاركة قيمة مضافة لمحتوى المؤتمر وفي صنع السياسة العامة للدولة خلال الاربع سنوات القادمة، والمشاركة في صياغة القانون الاساسي للجبهة، وعلى هذا المستوى سجلنا تقدما كبيرا لأنه كلما زادت عدد المثقفات والخريجات كلما زاد من فاعلية دور المرأة، وبالمجمل كانت مشاركة المرأة في المستوى المطلوب وكانت مشاركة بالمعنى الحقيقي للكلمة.
والمرأة اليوم أصبحت شريكة فعلية في رسم السياسة العامة للدولة، والمشاركة في سن القوانين لأنه في المؤتمر شاركت مجموعة كبيرة من النساء العاملات من قاضيات، ومحاميات وأستاذات، ومعلمات، والكثير من الخريجات الجامعيات، والنساء حقيقة يتمتعن بمستوى علمي ومهني يخول لهن المشاركة في رسم السياسة العامة للدولة والجبهة خلال الفترة القادمة، إذن بالنسبة لتقييمي للمشاركة النسائية في المؤتمر الاخير ارى انها من حيث النوع تقدمت كثيرا وكانت حقيقة قيمة مضافة على خطى كفاح المرأة الصحراوية الطويل في طريق الحرية والاستقلال.
لاماب المستقلة : هل النساء الصحراويات كن بحاجة لنظام الكوطة حتى يضمن مشاركتهن السياسية ؟
وزيرة التعليم والتربية الصحراوية : لقد أثارت الكوطة جدلا كبيرا ليس فقط في اوساط الرجال، ولكن في اوساط النساء ايضا وهناك خلاف كبير في وجهات النظر النسائية ولكن بخلاصة اجيب بنعم وبكل تجرد، لان كل النساء في العالم مررن بنفس التجربة وليس من السهل التخلص من النظرة الدونية للمرأة التي تكرست منذ آلاف السنين منذ الزمن الذي اتهمت حوا بإخراجها لأدم من الجنة، تراكمات قرون عديدة من النظرة الدونية للمرأة و تهميشها، وحتى في الموروث الثقافي الصحراوي تَحميلها مسؤولية كل بلية والمثل الحساني الشهير يقول :"كل بلية سبتها أولية"، وفي ثقافتنا العربية يقولون انه ما اُنزل بلا من السماء إلا وكان بسبب النساء، هذه النظرة الدونية للنساء والتي تم تكريسها عبر أجيال عديدة وفي كل المجتمعات ليس فقط في المجتمع الصحراوي لا يمكن التخلص منها بسرعة .
صحيح انه هناك ثلاثة عناصر اساسية ساهمت بشكل كبير في هذا الدور القوي للمرأة الصحراوية وجعلتها تحظى بثقة كبيرة داخل المجتمع وهذه الثقة كانت ثمرة حقيقية للمجهود الكبير والعمل الجبار الذي قامت به المرأة الصحراوية خلال مسيرتنا التحريرية ابتداء من انتفاضة الزملة التاريخية سنة 1970 والتي قادها الفقيد سيد إبراهيم بصيري الى يومنا هذا مرورا طبعا بالمساهمة الكبيرة للنساء الصحراويات في احتضان جبهة البوليساريو بداية تأسيسها والمشاركة الفعالة للنساء في المظاهرات وتعرض العديد منهن للضرب بهروات البوليس الاسباني وخراطيم المياه الساخنة مرورا بما تعرضت له النساء من تعذيب على يد جلادي وزبانية النظام المغربي في قلاع السجون الرهيبة في تازمامارت وغيرها من قلاع التعذيب والموت، إذن هذه الثقة كما قلت كانت ثمرة كفاح طويل ولم تأتي من فراغ ولم تعطى هكذا للمرأة وإنما ثمرة كفاح طويل وعمل جبار قامت به النساء الصحراويات بالإضافة الى دورهن في بناء وتنظيم المخيمات سنوات الحرب واضطلاعهن بكل المهام في القواعد الشعبية من إدارة وتسيير وتعليم وصحة الى غير ذلك .
وهناك ثلاث عوامل أساسية ساهمت في ان تصل المرأة الصحراوية الى ما وصلت اليه اليوم
العامل الأول: يتمثل في الطبيعة المنفتحة للشعب الصحراوي وحياة البادية التي كان يعيشها المجتمع الصحراوي القديم، حيث كان الرجال في غياب مستمر بحثا عن الكلأ والماء للماشية او لجب المؤن من اسواق بعيدة خارج المنطقة في قوافل قد تستغرق سنة او اكثر ...
هذا الغياب الدائم للرجل جعل المرأة مجبرة على القيام بإدارة شؤون البيت والسهر على تربية الابناء والاضطلاع باستقبال الضيوف الى غير ذلك من المهام الأخرى.
هذه الطبيعة المنفتحة للشعب الصحراوي ساهمت بشكل كبير في جعل المرأة تحظى بفرص كبيرة داخل المجتمع والمساهمة في إدارة الشأن العام .
العامل الثاني : المبادئ الجديدة التي أتت بها ثورة 20 ماي والقاضية بضرورة تكافؤ الفرص بين الجنسين والتركيز على تأهيل النساء بقدر اكبر ربما مما ركزت به على الرجال لأنه في تلك الظروف ونتيجة للحرب وتوجه كل الرجال القادرين على حمل السلاح إلى ميدان القتال واقتصار تأهيل الرجال على الاختصاصات العسكرية والجانب القتالي، فتحت باقي المجالات أمام المرأة واستفادت بشكل اكبر من حملات محو الأمية التي استفاد منها أيضا المقاتلون في النواحي العسكرية.
قبل الثورة كان هناك بعض النساء اللائي لا يستطعن المشاركة في المجلس ولا يتناولن الشاي إلا من خلف الستار، هذه المبادئ الجديدة والرائعة التي جاءت بها ثورة 20 ماي نقلت المرأة من العورة خلف الستائر المسدلة إلى شريكة فعلية للرجل في الميدان.
العامل الثالث : والأكثر أهمية بالنسبة لي هو الإرادة القوية التي كانت لدى النساء الصحراويات بضرورة المساهمة في المجتمع وفي معركة حرب التحرير والذي كان دور المرأة فيه دور حاسم وأساسي لربح هذه المعركة المصيرية.
إذن إرادة المرأة القوية في التساوي بالرجل في الحظوظ، ونيل ثقة المجتمع، وعندما اقول المجتمع فإنه في المقام الأول ـ ونحن نساء مسلمات وعربيات وثقافتنا ثقافة شرقيةـ الحصول على ثقة الزوج وثقة الأب وثقة الأخ، والمقصود بالثقة هنا ان اكون مصدر فخر لأخي ولأبي ولزوجي وهذه الإرادة القوية التي كانت على الاقل عند جيل من النساء ساهمت فيما وصلت اليه المرأة الصحراوية اليوم .
رغم كل هذا بقيت المشاركة السياسية للمرأة دون المستوى فعندما نذهب الى الانتخابات لا تحظى النساء في اغلب الاحيان بثقة الناخبين، والأدهى من ذلك انه هناك بعض القواعد الانتخابية التي تشكل النساء بها نسبة 90 % كما هو الحال عندما نذهب لانتخاب مسئولي الدوائر او انتخاب أعضاء البرلمان ، فقد يكون من بين المرشحين رجل واحد على قائمة المرشحين ضمن مجموعة من النساء ومع ذلك يفوز الرجل والمصوتات هن نساء، وهذا ليس لان المرأة غير قادرة او تفتقر الى التأهيل للعب هذا الدور او ذاك، بل لأن الأمر يرجع الى التأثر بالعادات والتقاليد، ونتيجة لأن بعض النساء لا يثقن في غيرهن من النساء ويجدن انه من الصعوبة على امرأة مثلهن أن تنجح فيما فشلن هن فيه ، هذه الطبيعة سائدة في بعض المجتمعات الأخرى،ولا تقتصر فقط على المجتمع الصحراوي وهو ما دفع قياداتها ـ وليس قيادة جبهة البوليساريو وحدها ـ إلى اعتماد نظام الكوطة لخلق نوع من التوازن، وعندما نقوم بقياس دقيق ودراسة موضوعية لما قامت به النساء الصحراويات فيما مضى وتقوم به اليوم نجد انه هناك جهد معتبر، لكن عندما نذهب إلى الكفة الأخرى ونرى ما حصلت عليه في الانتخابات لا نجد أي تكافؤ.
فلم يشهد تاريخ الانتخابات الصحراوية وصول نساء الى رئاسة الدائرة ما عدى حالة واحدة هي العزة ببيه في مرحلة معينة ولمرة واحدة وصلت الى منصب رئيس دائرة عبر استحقاق انتخابي، اما بخصوص الانتخابات البرلمانية فلم تصل النساء الى نسبة محترمة إلا بعد المؤتمر الثاني عشر حيث حققن اعلى نسبة كانت 34%، وكان ذلك بفضل اعتماد الكوطة... لا أرى باسا في إعتماد الكوطة كوسيلة لمساعدة النساء للوصول الى مناصب سياسية هن جديرات بها، ومع انني لا احبذ بل انبذ وامقت مقتا شديدا وصول النساء الى مناصب معينة فقط كجزء من الديكور والعرض في الواجهات الزجاجية كما تعرض السلع في المتاجر الكبرى .
الكوطة طريقة انتهجتها كل الشعوب لتجسيد الديمقراطية وترسيخ قيم المساواة بين الجنسين وقد لجأت اليها دول الشمال وحصلت بفضلها على تمثيل نسوي يوازي حضور الرجل (50% في الحكومة والبرلمان)، وما وصلت إليه النساء في اسبانيا وفرنسا وغيرها من بلدان العالم المتقدم وصلت اليه عن طريق الكوطة، إذن لا أرى عيبا في الكوطة بل بالعكس ارى انه إنصاف جاء في وقته والجبهة لم تلجا إليه في سنوات ماضية لان الظروف لم تنضج بعد. أما الآن فالظروف مواتية والمجتمع مُسلِم بدور المرأة وقدراتها ، الجبهة كانت سباقة الى تعيين النساء في مناصب حكومية وفي تمثيليات في الخارج واغلب النساء اللائي وصلن الى تلك المناصب اثبتن جدارتهن وتأكد المجتمع الصحراوي بان النساء يستطعن الاضطلاع بالمهام مثل الرجال، بل وأحيانا بشكل أفضل من الكثير من الرجال ولا أقول هذا من باب التطرف النسوي، ولكن من باب الموضوعية، أنطلاقا مما هو موجود على ارض الواقع... الكوطة كانت شيء طبيعي لجأت إليه المنظمة في وقته لإنصاف شريحة من المجتمع اكتسبت احترامه بفضل ما قدمت من عمل وجهد وعناء وتضحية .
في موضوع الوزارة
لاماب المستقلة : ماهو سبب غياب منهج دراسي صحراوي ؟
وزيرة التعليم والتربية الصحراوية : الحديث عن المنهج الصحراوي يجرنا على الحديث عن تجربة التعليم في الجمهورية الصحراوية الديمقراطية بشكل عام ، وفي مرحلة معينة وخاصة مرحلة الثمانيات التي تمكنا فيها من إعداد منهج صحراوي من المستوى الأول الابتدائي إلى المستوى الثالث متوسط، وهذا المنهاج الصحراوي رغم بساطته وبالرغم من صعوبة الإعداد بالنظر إلى قلة الإمكانيات والكتابة باليد والسحب اليدوي المتعب جدا، والكتاب بالأبيض والأسود إلا إننا تمكنا من إعداد منهج صحراوي متكامل ولكن مع تقدم الزمن برزت هناك إشكاليتان أساسيتان :
الإشكالية الأولى : تمثلت في أن اغلب الطلبة الصحراويين يتوجهون للدراسة بالجزائر وبالتالي لابد ان يكون هناك نوع من الانسجام والتكاملية ما بين المعلومات التي تعطى في المدارس الوطنية الصحراوية وما يقدم في المدارس الجزائرية، لان هناك أسس لإعداد أي منهج لابد من أخذها بعين الاعتبار تتمثل بالأساس في :
ـ معرفة مقدار جرعة المعلومات التي يجب ان يتلقاها التلميذ في سن معينة وفي مستوى دراسي معين.
ـ التسلسل المنطقي للمعلومات بشكل تصاعدي، فلا بد ان يتلقى الطفل نسبة معينة من المعلومات العلمية سواء في اللغة العربية او في مادة الرياضيات او أية مادة أخرى بشكل متسلسل منطقيا، وبجرعات محددة.
قد يقول البعض ان هذا المقرر الصحراوي انتج جيلا من التلاميذ ومن الطلبة ـ ومن الرجال والنساء فيما بعد ـ المتشبعين بالقضية الوطنية والثقافة الصحراوية الاصيلة والمتشبثين بمكونات الشخصية الوطنية الصحراوية، وهو ما لا نراه اليوم مع الاسف، وقد يقول البعض بان التعليم في تلك السنوات كان ممتازا والتحصيل الدراسي كان جيدا والتلميذ الصحراوي الذي يذهب الى الجزائر في السنة الخامسة باستطاعته ان يدرس السنة السابعة او الثامنة وهو الشيء نفسه مع ليبيا او أي مكان اخر للدراسة ...
لكن هذا ليس هو العامل الوحيد في موضوع المنهاج، هناك النفسية العامة وهناك حرص العائلات في ذلك الزمن وعندما اقول العائلات اقصد بالتحديد النساء لان الرجال كانوا بجبهات القتال، ومع ذلك كانت الأسرة بشكل عام مهتمة بمراجعة وتدريس التلاميذ وتمنعهم من الغياب والأمهات يحضرن بشكل منتظم للقاءات الامهات والمحيط مساعد والسلطات المحلية و الجهوية كانت تلعب دورها بشكل جيد، بالإضافة إلي استماتة المعلمين في التدريس وتقديم الأفضل للتلاميذ والجدية المطلقة والمثالية في العمل التي ترقى إلى مصاف الملائكية إن صح التعبير، الضمير المهني حي بشكل لا يصدق، كل هذه العوامل مشتركة جعلت من التعليم في ذلك الزمن زهرة في هذه الغفار.
بعد ذلك وخاصة بعد وقف إطلاق النار بدأ مؤشر الاداء في كل المؤسسات ليس فقط في التعليم بل في كل القطاعات الأخرى بالانحدار بشكل مخيف، وليس في الأداء فقط بل تعدى ذلك إلى تفكك بعض المؤسسات وضياع الكثير من الإمكانيات ، ولا أذيع سرا عندما أتحدث عن هذه الأمور الموجودة على الأرض، وبالتالي بدا التراجع ومع تغير الأوضاع تغيرت العقليات وتحول العمل من واجب وطني الى مصدر للكسب ووسيلة للربح المادي .
وعندما نتكلم عن الربح المادي لابد ان نضع الجهد المقدم وساعات العمل في كفة والمردود المادي في كفة اخرى، وإذا ما قارنا الجهد الذي يبذله المعلم او المعلمة الذين يعملون طيلة اليوم وساعات العمل مع الأجر الذي يتقاضونه، فلن نجد مجالا للمقارنة... الكل يعلم ان المعلم او المعلمة هو العامل الوحيد الذي يعمل داخل الدوام لكن ايضا يعمل خارج الدوام "داخل الخيمة " يحضر الدروس ويصحح التمارين والامتحانات وهذا كله عمل متعب وشاق بالاضافة الى الضغوط الكثيرة، ومادام الربح أستسمحكم على استعمال هذه الكلمة لكن هذا هو الواقع، وهو ما يستدعي القيام بدراسة موضوعية والبحث عن أساليب لتجاوز العقبات المعيقة، إذا ما قارنا راتب المعلم ـ الذي لا يصل إليه قبل ثلاثة اشهر وهو مبلغ زهيد ـ بالجهد المبذول وهو ما ينفر المعلمين من الانتماء الى المنظومة التربوية بالإضافة الى المتابعة اليومية والمراقبة المستمرة للآباء هذه كلها عوامل تنفر المعلم بالإضافة الى المحيط ... فالبعض يعمل في قطاعات اخرى ويجني مبالغ أكثر مما يجنيه المعلم، ويعمل ساعات اقل ... العاملون في المنظومة التربوية إما في سن كبيرة تجاوزت الأربعين مثلا وهم بالتالي ارباب اسر ولديهم واجبات كثيرة في المنزل وخارجه، او شبان طموحون يريدون كذلك تأسيس اسرة وهو ما يتطلب مصاريف جمة لا يستطيع الراتب تغطية ولو جزء بسيط منها ...
هذه العوامل مجتمعة ساهمت في انخفاض او تدني الاداء في المنظومة التربوية الشيء الذي انعكس بشكل سلبي على مستوى التحصيل الدراسي للأطفال.
النقص الذي كان موجود في المقرر الدراسي في الثمانينات كنا نعوضه بالبحث والتحضير الجماعي والتربصات في فصل الصيف.
وهو ما اصبح شبه مستحيل اليوم لعدة اسباب موضوعية وذاتية لا يتسع المجال لذكرها.
الإشكالية الثانية :هي ان الطالب الذي يذهب للدراسة في الجزائر يجد صعوبة في التأقلم مع المقرر الجزائري وبالتالي اتخذ قرار على مستوى وزارة التعليم والتربية بتدريس المقرر الجزائري انطلاقا من ان اغلب الطلبة الصحراويين يتوجهون الى الدراسة بالجزائر، و الآن أصبحت الجزائر هي الوجهة الوحيدة لكل الطلبة والتلاميذ الصحراويين الشيء الذي عزز هذا الموقف، فوزارة التعليم والتربية رأت ضرورة تدريس المقرر الجزائري بالمخيمات والمناطق المحررة انطلاقا من الاعتبارات السالفة الذكر...
من الامور التي جعلت تدريس المقرر القديم غير ممكنة استحالة الحصول على مصادر تمويل لطبع هذا المقرر وعلى مطابع تقوم بطبعه او تمويل طباعته رغم كل هذا وزارة التعليم والتربية رأت بأنه لا يمكن أبدا وبالرغم من القواسم المشتركة التي تجمعنا بالشعب الجزائري والثورة الجزائرية والقيم العربية والإسلامية والثورية المشتركة التي تستقى من المقرر الجزائري إلا انه هناك خصوصية للشعب الصحراوي، هناك سمات فارقة في الشخصية الوطنية الصحراوية تميزها عن اي شخصية اخرى بما فيها الشخصية الجزائرية او الموريتانية وبالتالي لابد من الحفاظ عليها وهو ما دفعنا الى اعداد مقرر وطني صحراوي يراعي الاعتبارين الأساسيين:
ـ جرعة المعلومات التي ينبغي أن تقدم للطفل .
ـ التسلسل المنطقي للمعلومات المقدمة في مادة علمية معينة .
قررت الوزارة أن تبدأ بإعتماد المقرر الجزائري وان تبني ـ بالتوازي ـ المقرر الصحراوي بناء لا يتعارض مع المقرر الجزائري يراعي كمية المعلومات ويراعي التسلسل المنطقي لتلك المعلومات ومقارنة المقررين على ان نبدأ بإعداد كتب التاريخ والجغرافيا على أساس أنهما اهم مادتين تغرس في الطفل حب الوطن والقيم الثورية والنضالية والوطنية التي نهدف الى غرسها في نفوس الأطفال، وبالفعل نحن ندرس اليوم التاريخ والجغرافيا الثالث والرابع وعندما ننهي كتب الخامس في التاريخ والجغرافيا ، سنبدأ بإعداد مقرر كتب القراءة واللغة العربية والنصوص باعتبار ان المواد التي يدرسها التلميذ وحتى المسائل الحسابية مثلا عندما تقول أن سيارة انطلقت في الساعة كذا من مدينة عنابة الى مدينة وهران ووصلت مدينة وهران في الساعة كذا، وقطعت مسافة كذا لمعرفة الوقت او حساب المسافة ، كلمة مدينة "وهران" وكلمة مدينة "عنابة" واستبدالها بمنطقة "تفاريتي" او "أمهيريز" مفيد ويغرس في نفس الطفل أسماء مناطق وطنه مما يساعد على يترسب في لا شعوره الحنين الى مدن ربما لم يعرفها ولم يسمع بها من قبل .
اما بالنسبة للتاريخ والجغرافيا في المرحلة الإعدادية فالمقرر الجزائري يتعرض لاشياء في التاريخ الانساني ينبغي ان يدرسها الطالب الصحراوي وهي امور لاعلاقة لها بالتاريخ الجزائري ولا بالتاريخ الصحراوي، وهي معلومات عامة تتناول العصور التاريخية والحضارات الانسانية القديمة يمكن للتلميذ دراستها من أي مقرر.
لدينا الان مركز امينتو حيدار للبحوث والدراسات البيداغوجية لإصدار الكتب ونبحث عن تمويل للكتب ومدنا بما نحتاجه من الحبر والورق ونحن لدينا الوسائل ولدينا ايضا المختصين الصحراويين وهذا المركز في الحقيقة يعتبر مصدر فخر واعتزاز وادعوكم لزيارته والالتقاء بمديره والإطلاع على مرافقه وما يقوم به من اعمال وهو بجوار المعهد البيداغوجي لتكوين الاساتذة والمعلمين، هذه هي قصة المقرر الدراسي وهذه هي الإكراهات التي فرضت على وزارة التعليم والتربية الصحراوية تدريس المقرر الجزائري انسجاما مع ان الطالب او التلميذ الصحراوي سيكمل الدراسة بالجزائر وبالتالي سيدرس بمقرر جزائري، لكن في نفس الوقت نقوم بإعداد مقرر صحراوي قطعنا شوطا كبيرا في إعداد أهم مادتين فيه هما التاريخ والجغرافيا ، وسنعكف على اعداد كتاب اللغة العربية بعد الانتهاء من كتب التاريخ والجغرافيا على طريق إعداد مقرر وطني شامل.
لاماب المستقلة : كان لكم الفضل في الدفع بالمعهد البيداغوجي الصحراوي الى التطور الحاصل به الان كيف تقييمين عمل هذا المركز ؟
وزيرة التعليم والتربية الصحراوية : للتاريخ المعهد البيداغوجي أنشيء سنة 1980 في مدرسة 27 فبراير الوطنية، وفي ذلك الزمن لم يكن معهد بيداغوجي، بل كان معهدا لتكوين النساء ويحتوي على اربع اختصاصات هي: التعليم، الإدارة ،التمريض، التربية وهناك ورشات للنسيج و الخياطة و التدبير المنزلي لتكوين النساء في مجالات مختلفة.
وكما يعلم الجميع انشئت المدرسة لتكوين النساء في الجانب المهني وتدريبهن عسكريا على حماية أنفسهن وكان احتمال ان يقوم العدو المغربي بإنزال عسكري بالمخيمات او قصفها في اوج سنوات الحرب ...
استمر المعهد في مدرسة 27 فبراير الى حوالي العام 2002 تقريبا ثم تقرر تحويله من المدرسة بعدما تحولت الى دائرة كباقي الدوائر بالولايات .
هذه الظروف الزمت وزارة التعليم والتربية بنقل المعهد الى مدرسة 9 يونيو الوطنية وقد خرج دفعة من المعلمين قبل بداية العهدة الماضية ، ومع بداية العهدة الماضية ونتيجة لعديد العراقيل والتراكمات والصعوبات ، وكان المعهد في وضعية صعبة ماديا وبيداغوجيا من جهة ومن جهة أخرى كان التوظيف المباشر يشكل عقبة حقيقة أمام أي تقدم يمكن أن نطمح إليه مجرد طموح للرفع من مستوى الأداء والتحصيل الدراسي، لذا تقرر إعطاء الأولوية للمعهد البيداغوجي وتأسيس المركز البيداغوجي للدراسات والبحوث، صحيح إنني شاركت مع الزملاء في وزارة التعليم في التأسيس لهذا المركز لأنه في الحقيقة كان ثمرة فكرة تحولت إلى هاجس، فلابد من وجود مركز لإعداد الدراسات البيداغوجية لا يعنى فقط بإصدار وإعداد الكتب وإنما يعنى أيضا بأعداد الدراسات العلمية حول الأسباب التي تعيق التحصيل الدراسي وتحليل الظواهر التي تواجه الأطفال كظاهرة التسرب المدرسي والعديد من الظواهر البيداغوجية والتربوية التي تواجهها المنظومة ودراستها وتشخيصها والبحث عن علاجها امر لامناص منه، وقمنا بالفعل بتأسيس مركز امينتو حيدار للدراسات والبحوث وهو ألان في أبهى حلة والحمد لله ويقوم بعمل ممتاز.
ركزنا على المعهد وأصبح مؤسسة تخرجت بها حتى الآن أربع دفعات من المعلمين والمربيات ودخلت هذا العام أول دفعة للأساتذة، فبالرغم من انتساب العديد من الخريجين الجامعيين للمنظومة والمجهود الكبير الذي قام به بعضهم في مجال التعليم، وتسجيلنا لحالات من الاداء الجيد لدى بعض الخريجين الجامعيين وهنا استشهد بمثال لخريج جامعي يدرس حاليا بمتوسطة 17 يونيو بولاية السمارة هو أبوه لعروسي أستاذ مادة الفيزياء والذي قام بمجهود ممتاز حيث يذهب هذا الأستاذ إلى ولاية تندوف ويلتقي بأساتذة مادة الفيزياء ويستعير بعض الوسائل المخبرية التي لا توجد لدينا ورغم هذا المجهود الذي يقوم به هؤلاء الخريجين وانتسابهم للمنظومة التربوية الذي يزيدها تشريفا إلا أن بعضهم الاخر يعمل بالوزارة فترة معينة ثم يذهب ويترك مكانه شاغرا، لذا رأت وزارة التعليم والتربية بعد دراسة معمقة للموضوع بانه لابد من إيجاد حل جذري لاشكالية النقص الحاصل في الاساتذة ، ومع أننا نفذنا خطة رباعية للتكوين للتخلص من التوظيف المباشر وتخريج العدد الكافي من المعلمين لتغطية كل مناصب الشغل في المدارس الابتدائية وحققنا هذا الهدف .إلا أنه ان الاوان لننتقل إلى المرحلة الثانية والمتمثلة في تكوين الأساتذة بالمعهد، لذا نجري الان دورة تكوينية لفائدة أساتذة اللغة الاسبانية وأساتذة مادة العلوم الطبيعية بالتعاون مع جامعة مدريد، وتكوين أساتذة اللغة العربية ونعتزم العام القادم تحضير دفعة للتكوين بالمعهد لأساتذة الرياضيات والفيزياء.
هذا هدف اساسي بالنسبة لنا لذا قررنا ان العدد الذي يتخرج من المعهد من معلمي المرحلة الابتدائية نقوم بتأهيل معلمين قدماء قادرين على التدريس في الإعدادية من خلال زيارة مفتش للمرشح للتأهيل ويتم اختيار ضعف العدد المطلوب للتكوين وفي الأخير تقوم الوزارة بإجراء مسابقة لاختيار الأساتذة القادرين على تدريس المادة ليتم قبولهم في المعهد ليتخرجوا اساتذة فيما بعد .
المعهد إذن كان موجود منذ الثمانينات والمركز تم تأسيسه في العهدة الماضية .
لاماب المستقلة : لماذا فشلت تجربة جمعيات أولياء التلاميذ ؟
وزيرة التعليم والتربية الصحراوية : السبب الأول والأخير في عدم نجاح جمعيات أولياء أمور التلاميذ هو عدم فهم المجتمع لكنه عمل الجمعيات التي يفترض فيها أن تكون جمعيات مدنية لا علاقة لها بالسلطة، يقوم بتأسيسها مجموعة من اولياء امور التلاميذ لمتابعة الاداء في المنظومة التربوية وأحيانا تقوم هذه الجمعيات في بعض الدول المتقدمة بفرض الاستقالة على الوزير إذا كان الأداء غير جيد، وللأسف الشديد يختلف الحال هنا في المجتمع الصحراوي اختلافا جذريا لان العائلة الصحراوية لا تدرك معنى جمعية أولياء التلاميذ ولا ما دورها ويعتقد البعض أن تأسيس الجمعية هو توفير مناصب شغل لمنتسبيها و بالتالي يطالبون براتب شهري مقابل الانتساب اليها، عكس ما هو عليه الحال في المجتمعات الأخرى، فأولياء التلاميذ يقومون بتأسيس الجمعية ووضع صندوق لها ومن هذا الصندوق تقوم الجمعية بالتنسيق مع المؤسسة التربوية التي تكون في نطاق الحي السكني لهذه المجموعات بتنظيم أحيانا جولات، رحلات، أو القيام بصنع وجبة خفيفة للأطفال أو المساهمة في تشجيع التلاميذ و المعلمين ... الحال عندنا يختلف و العائق الاول و الاخير في عدم نجاح جمعيات أولياء أمور التلاميذ هو عدم فهم المجتمع لدور الجمعية و ما تعنيه و الأهداف التي تتأسس من اجلها وتسعى لتحقيقها، لدينا هنا المرسوم الوزاري الذي أصدره الوزير الاول وهو مرسوم تنفيذي رقم 03/ 07 المتضمن تأسيس وتنظيم جمعيات أولياء التلاميذ ويوضح في المادة الثانية بان جمعية اولياء التلاميذ هي تجمع لمجموعة من أولياء التلاميذ الذين يربطهم نفس الاطار الإداري والإقليمي، غايتها توطيد وترقية العلاقة بين الأسرة و المدرسة لضمان تنشئة سليمة للتلاميذ و تنمية قدراتهم المعرفية وسلوكهم الأخلاقي دون إقصاء أو تمييز، واخذين في هذه العملية بالرصيد الغني الذي تركته سابقا اللجان الشعبية للتربية.
و المادة الرابعة من المرسوم تقول "تقوم السلطة المحلية ممثلة في المجلس الشعبي بالأشراف على تأسيس جمعيات أولياء التلاميذ".
اما المادة الخامسة فتقول: "وزارة الداخلية من خلال امتداداتها الجهوية والمحلية تبقى الجهة الوصية والمطالبة بإنجاح عمل هذه الجمعيات".
المادة السادسة تقول:" تقر الجمعية عن أنشطتها إلى السلطات الرسمية المباشرة التي تقوم بتقويمها و اتخاذ الإجراءات التي تراها ضرورية بما فيها حلها واستبدالها بأخرى في حال فشلها في تحقيق الأهداف المرسومة".
هناك لبس و خلط عند جمهور العامة بان هذه الجمعيات هي من مسؤولية وزارة التعليم ويحملها مسؤولية إنجاحها في وقت أن المرسوم الذي يتكون من 17 مادة لا يأتي على ذكر وزارة التعليم والتربية إلا في المادة السابعة التي توضح بجلاء علاقة الوزارة بهذه الجمعيات و المادة السابعة من هذا المرسوم تقول بان وزارة التعليم و التربية تعمل من خلال المنظومة التعليمية على كافة المستويات الجهوية و المحلية وبالتعاون مع السلطات القائمة على تسهيل ـ وأركز على كلمة تسهيل ـ عمل الجمعيات و تشجيعها و التعاون معها لبلوغ الأهداف المرسومة.
هناك خلط كما قلت لدى العامة في تبعية هذه الجمعيات التي هي تابعة لوزارة الداخلية و من يقوم بتأسيس هذه الجمعيات هو رئيس الدائرة و له الصلاحيات الكاملة لحل هذه الجمعية او تلك بعد تقيمها والتوصل إلى أنها لم تقم بالواجب كما يلزم، ووزارة التعليم المطلوب منها فقط هو تسهيل العملية و لقد قمنا طيلة أربع سنوات بتسهيل العمل لهذه الجمعيات واحتضانها وشرح دورها و ساهمنا في جميع الدوائر على مستوى وطني بتجهيز إدارة خاصة لجمعيات أولياء التلاميذ في كل دائرة بكل تجهيزات الإدارية المطلوبة بالإضافة إلى أنه خلال كل موسم دراسي نكرم في الاختتام رئيسة أفضل جمعية ، أعود بخلاصة وأسجل بأن عدم نجاح جمعيات أولياء التلاميذ ناتج عن عدم فهم الأولياء لدور الجمعية .
والظروف لم تنضج بعد لوجود هذه الجمعيات بالرغم من أن كل النساء اليوم اللائي في سن الإنجاب هن خريجات المدرسة الصحراوية لان الفتاة التي أتت في سنة 1976 وعمرها عشر سنوات هي اليوم تتجاوز سن اليأس ولم يعد بإمكانها الإنجاب وبالتالي النساء الأتي هن اليوم في سن الإنجاب كلهن متعلمات ومررن بالمدرسة الصحراوية ولديهن نوع من الفهم والوعي و النضج الاجتماعي المفترض الذي يخول لهن فهم أهمية ودور جمعية أولياء التلاميذ والعمل على تحقيق أهدافها.
لاماب المستقلة : ما هي أسباب ضعف تدريس اللغات الاجنبية في المدارس الصحراوية وإلغاء اللغة الفرنسية في بعضها ؟
وزيرة التعليم والتربية الصحراوية : سبب ضعف تدريس اللغات و خاصة اللغة الفرنسية هو عدم وجود العدد الكافي من الأساتذة، وما تحدثت عنه سابقا بأن المعلم مطالب بالقيام بالكثير من الأعمال حتى داخل المنزل والراتب لا يتماشى مع المجهود المقدم مقارنة بما يتقاضاه موظف أخر في مؤسسة أخرى، لا أقول هذا من باب ان الجبهة تبخل على المعلم، خاصة في ظل الازمة الاقتصادية التي يعيشها العالم اليوم، ونحن نعلم بان الدعم الإنساني الذي كنا نتلقاه من اسبانيا وتم تقليصه إلى النصف ولكنني أقول ذلك من باب التقييم الموضوعي وتوضيح الاسباب الكامنة وراء عدم وجود العدد الكافي من أساتذة اللغة الفرنسية ، ضف الى ذلك ضعف مستوى الخريجين عموما في اللغة الفرنسية ... لدينا لوائح كل الخريجين ومع انها تحتوي على العدد الكافي من الخريجين في اللغات الحية (الترجمة والأدب الفرنسي والانجليزي) لتغطية النقص الحاصل في كافة المؤسسات التعليمية الصحراوية، إلا انهم يفضلون العمل في جهات أخرى واضرب لكم مثلا: مجموعة من الأساتذة كانوا يُدرسون اللغة الفرنسية بالمتوسطات ذهبوا للعمل في وزارة الأعلام، لان ساعات العمل اقل والراتب أعلى .
إذن هناك سببان رئيسيان في ضعف تدريس اللغة الفرنسية
الأول : الضعف الحاصل على مستوى الخريجين وعزوفهم عن اللغة الفرنسية اثناء الدراسة وعدم إتقانهم لها.
الثاني : رغم وجود العدد الكافي الذي بإمكانه أن يغطي النقص الحاصل ويزيد في اللغة الفرنسية، يبقى مشكل كثرة العمل وعقبة قلة الأجر حاجزا أمام مدرسي اللغة الفرنسية، مع أنه وفي مرحلة معينة لم يكن لدينا مشاكل كبيرة نتيجة أن الكثير من الشبان الذين انطلقوا من موريتانيا و من جاليات الشمال كانوا ملمين باللغة الفرنسية، الآن يختلف الأمر وتظهر الحاجة الملحة لحل مشكل اللغة الفرنسية وهو موضوع جدي جدا لسببين اثنين:السبب الأول هو انه لا ينبغي إلا أن تكون اللغة الفرنسية حاضرة وموجودة في المدرسة الصحراوية.
ولكن السبب الثاني والاكثر اهمية هو أنها مادة أساسية وأي طالب صحراوي لا يعرف اللغة الفرنسية لا يستطيع مواكبة الدراسة في الجزائر و هذا يؤثر سلبا بشكل كبير خاصة على المرشحين لاجتياز امتحان شهادة البكالوريا في الجزائر.
لذا لابد من بحث جدي عن أساتذة اللغة الفرنسية لسد النقص الحاصل .. قامت هذا العام باستدعاء أساتذة من اجل أن نقوم بإجراء تربص لهم و من اجل تقويتهم وإعطائهم دروس في علم النفس التربوي و طرق التدريس الحديثة لأنه في المتوسطة تلاميذ في سن المراهقة و هي سن حرجة، ولابد ان يكون الأستاذ مسلح بالمعلومات حول هذه المرحلة وخصائص نمو الطفل والأمور النفسية و التغيرات و الانفعالات التي تطرأ على التلاميذ بسبب النضج ، فلابد ان يكون الأستاذ مطلع على هذه الأمور، وبالرغم من أهمية هذا التربص إلا ان اغلبهم لم يشارك فيه .
ومن الجيد أننا لا نسجل هذا النقص في تدريس اللغة الانجليزية أو اللغة الاسبانية ، والانشغال المسجل لدى وزارة التعليم والتربية متمثل بالتحديد في تدريس اللغة الفرنسية و نعمل جاهدين على حل هذه المعضلة.
لاماب المستقلة : ماهو وضع المدارس في الاراضي المحررة ؟
وزيرة التعليم والتربية الصحراوية : المدارس في الاراضي المحررة بشكل عام لا نستطيع الحكم عليها، لانها تابعة من الناحية الإدارية للمؤسسة العسكرية وتعيين العاملين بها مخول للنواحي العسكرية انطلاقا من خصوصيتها ، فلازلنا نعيش حالة الحرب وقد يعود القتال في أي لحظة.
الوزارة مسئولة عن توفير الوسائل الضرورية (الكتاب والأدوات والتجهيزات المدرسية، وتقديم الاستشارة البيداغوجية ) ونحن مستعدون للمساعدة في تنظيم ايام دراسية حول المواضيع البيداغوجية المهمة من قبيل إدارة الفصل ، شبكات التقويم، وكيفية بناء الاختبارات وشبكات التصحيح وطرق التدريس الخ .
هناك مدارس حية كمدرسة تفاريتي وبئر لحلو ومهيريز وبيرتيقيسيت ونعمل على فتح مدرسة بمنطقة ميجك، والمهم من الناحية التقنية كل الظروف متاحة للاطفال في المناطق المحررة أن للتمدرس بالقرب من أهلهم.
في موضوع المنح الدراسية
لاماب المستقلة : هل صحيح ان ابناء القيادة الصحراوية يتصدرون دائما قوائم المنح الدراسية بالخارج وماهي المعايير المعتمدة في اختيار الممنوحين؟
وزيرة التعليم والتربية الصحراوية : الحديث عن المنح حقيقة ينبغي أن لا يتأثر بما يشاع ويقال في الشارع، وزارة التعليم والتربية لديها فعلا مقاييس حقيقية لتحديد من يحق له الحصول على المنحة, جبهة البوليساريو والدولة الصحراوية توفر منح لكل الحاصلين على شهادة الباكالوريا ولا يوجد أي طالب صحراوي اليوم لديه شهادة باكالوريا ولم يتمكن من الدراسة في جامعة معينة، ولا اعتقد بان أبناء القيادة الصحراوية هم الممنوحون والمستفيدون من المنح فقط، و ما يتحدث عنه جمهور العامة وما يتحدث عنه الجميع وما أثار الكلام هو موضوع المنح فيما نسميه البلدان ما وراء الجزائر ، هناك ثلاثة بلدان تقدم لنا منح خارج الجزائر و هناك منظمة تقدم منح داخل الجزائر و نبدأ بالتي تمنح داخل الجزائر منظمة دافي وهي منظمة المانية منحت حوالي تسعة عشر طالب صحراويا وبعد التشاورت مع وزارة التعليم والتربية طلبت قوائم الحاصلين على شهادة الباكالوريا وقالت بأنها هي من ستقوم بانتقاء الطلبة وفق معاييرها الخاصة واختيار من هم أكثر حاجة من غيرهم من الناحية المادية، إلا ان الوزارة أوضحت بان المقياس الذي يرضي ويقنع كل الصحراويين هو المعدل الدراسي المحصل عليه كما ان كل الطلبة الصحراويين يعشون نفس الظروف الفقر و اللجوء منذ أكثر من 35 سنة ومستوياتهم المعيشية متقاربة وانها اي الوزارة لا يمكن أن تدخل الموضوع إلا إذا كان يحترم التسلسل التنازلي للمعدلات، قدمنا للمنظمة أسماء كل الحاصلين على شهادة الباكالوريا من الإناث و الذكور، قاموا بزيارة بعض الطلبة عند أهالهم وعينوا تسعة عشر طالب صحراوي للاستفادة من هذه المنحة داخل الجامعات الجزائرية مع احترام التناسب بين الجنسين.
أما خارج الجزائر فهناك المنح التي تقدمها منظمة نرويجية لفائدة أربع طلبة صحراويين من كل سنتين ونقوم بجمع الحاصلين على شهادة الباكالوريا ويجرى لهم امتحان في مركز بولاية السمارة، بحضور أعضاء من الجمعية الأجانب الذين يقومون بإجراء الامتحان وتصحيحه ومن ثم اختيار أربعة طلبة صحراويين يستفيدون من هذه المنح إعتبارا من المعدل المحصل عليه وهذا هو المقياس و المعيار.
المنح الأخرى التي يمنحها الديوان الأميري في قطر يتم تعيين الطلبة من خلال المعدل ويتم انتقاء الطلبة من أعلى معدل تنازليا مع مرعاة تناسب الجنسين (نصف ذكور ونصف إناث) مع أننا نوضح للطلبة بصراحة أن الدراسة بقطر تحتاج
ـ أولا مستوى لا باس به في اللغة الانجليزية .
ـ ثانيا المنح القطرية تقتصر فقط على التخصصات الأدبية، وهنا اضرب لكم مثلا طالبة صحراوية تحصلت على أحسن معدل وكانت مسجلة للدراسة بقطر استدعينا الطالبة ووضحنا لها طبيعة المنح القطرية، لكنها فضلت دراسة الطب في الجزائر على الدراسة بقطر، هناك أيضا عدة منح قدمتها فنزويلا وتم اختيار المستفيدين منها بعد إجراء اختبار اشرف عليه مختصون من وزارة التعليم الفنزولية هنا بوزارة التعليم الصحراوية، بعدما اشعرنا الراغبين في التقدم للاختبار عبر الإذاعة الوطنية ، سواء الحاصلين على شهادة الباكالوريا في الجزائر او اسبانيا او اي بلد اخر بالاضافة الى مشاركة مجموعة من تلاميذ مدرسة 12 اكتوبر الوطنية في الاختبار المذكور وبعض الطلبة الذين كانوا على قائمة الانتظار للدراسة بكوبا، و تم اختيار سبعة طلبة من قبل الفنزوليين الذين أجرو الاختبار، بشكل واضح ولا غبار عليه .
لاماب المستقلة ـ مقاطعا: ماذا عن منح الطب التي اتضح ان اكثر المستفيدين منها ابناء في القيادة الصحراوية وفقا للقائمة التي نشرت على الانترنت ؟
وزيرة التعليم والتربية الصحراوية :المشكل الكبير هو الحديث عن المنح بكوبا وهنا أتساءل لماذا كوبا؟ لسبب واحد أتكلم بشكل صريح لان كوبا هي الدولة الوحيدة التي تمنحنا دراسة الطب، وتمنحنا العدد الذي نطلبه وبهذا الخصوص أريد الإشارة إلى أمر مهم هو أن جميع الطلبة الصحراويين الحاصلين على شهادة الباكالوريا خلال ثلاث سنوات الماضية حصلوا على تخصص طب، أما في السنة الأولى من هذه العهدة قدمت كوبا 47 مقعد لدراسة الطب و قد استفاد منها الناجحين في شهادة الباكالوريا بجزيرة الشباب، مع مراعاة اعلى معدل بشكل تنازلي مع احترام رغبة كل طالب طبعا، لانه تم تسجيل وجود طلبة تسمح لهم معدلاتهم بدراسة الطب لكنهم فضلوا دراسة اختصاصات أخرى، وخلال هذه السنوات الثلاثة كان إقبال الطلبة كبير على تخصص الطب، وهنا أعود واسأل لماذا الطب بالتحديد؟ ولماذا كل هذا الكلام عن الموضوع، ببساطة شديدة لان الطب في حقيقة الامر ورقة رابحة في اسبانيا ، و ذلك لما يتقاضاه الطبيب من اجر كبير، فالطبيب الذي يتخرج من كوبا عادة لا يأتي إلى المخيمات ليعالج العجزة والأطفال فكوبا حتى الآن تخرج منها 245 طبيب صحراوي ومع ذلك حتى اليوم لم نستغني عن البعثة الطبية الكوبية التي تعمل لدينا منذ سنة 1976، بخلاف ما حصل في قطاع التعليم فقد استغنينا عن المعلمين الكوبيين مطلع الثمانينات ، بعدما كونا العدد الكافي من المعلمين الصحراويين ، لكننا لم نتمكن من الاستغناء عن الاطباء الكوبيينوهذا راجع إلى هجرة أطبائنا إلى اسبانيا ورغبة عائلاتهم في ذلك من اجل عائدات مادية ، هذا هو الذي خلق جو من الضجيج وصل حد الهرج والمرج.
عندما استلمت الوزارة وجدت أمامي لائحة تتكون من 150 طالبا في قائمة الانتظار للدراسة بكوبا ، على أساس أنها ستذهب السنة الموالية، وبعد مرور العام الاول دون حصولنا على الموافقة الكوبية المرجوة ، قمنا بتوجيه الطلبة الى مدرسة 12 أكتوبر الوطنية لتقويتهم في اللغة الاسبانية، وبعد مضي السنة الثانية في الانتظار تلقينا الرد الكوبي الرسمي بعدم قدرتهم على استقبال الطلبة الصحراويين نظرا للظروف الاقتصادية الخانقة التي يمر بها هذا البلد الشقيق والحصار الاقتصادي المضروب عليه .
بعدها قمنا باستدعاء جميع الطلبة مع أولياء أمورهم وأبلغناهم بالموضوع وتم إرسال كل الطلبة القادرين على الدراسة في الجزائر لمواصلة دراستهم، و هناك مجموعة تتكون من 25 طالبا كانت تدرس في اسبانيا و لا تعرف العربية تعذر عليها الدراسة في الجزائر او ليبيا ليتم تسجليهم هنا و في هذه الحالة أخذنا بمقياس تاريخ إيداع الملف و ليس المعدل، في الدفعة الأولى تم إعطاء الأولوية لهؤلاء لأنه لا يمكنهم الدراسة إلا في دولة ناطقة بالاسبانية، وإلا سيضيع مستقبلهم، لا يهم إن كانوا من أبناء قيادة أو أبناء غيرهم نحن هنا ندرس جميع أبناء الصحراويين سواء كان ابن شهيد أو قائد أو ما إلى ذالك كلهم صحراويين متساويين ، لكن كونك ابن قيادي ليست جريمة تحرمك من حق لك، لكنها ليست أيضا ميزة تعطيك حقا ليس لك، وما حصل كان محض صدفة كون بعض المسجلين من أبناء القيادة والقائمة ضمت 25 طالبا تم اختيارهم على أساس الأقدمية في إيداع الملفات مع زيادة بنات المحفوظ اعلي بيبا بقرار، ليتم حذف الاثنين الآخرين من القائمة و إضافة البنتين وهو ما نشر على الانترنيت نعم فيها أبناء قيادة لكن اختيارهم على أساس تاريخ إيداع الملف وليس على أي أساس آخر.
بعد ذلك حصلنا على خمس منح أخرى وتم تعيين طالبة متحصلة على اعلى معدل في تلك السنة تكريما لها لكنها رفضت الذهاب إلى كوبا في النهاية ، وقمنا باختيار الذي يليها في القائمة بغض النظر عن من هو ، وهنا لا انفي انه ليس من بين هؤلاء أبناء قادة، لكنني اؤكد أنه لايمكن ان يأتي أي صحراوي ويقول أن ابنه كان في أول القائمة وتم تقديم احد عليه بسبب انه ابن فلان أو علان, ونحن على استعداد لاستقبال وانصاف اي مواطن يظن مجرد ظن انه قد تعرض لاي شكل من اشكال الظلم، أما الحديث العاري من الصحة والكتابة في الانترنت فنحن بوزارة التعليم والتربية كجهة رسمية لن ننزل إلى هذا المستوى و أنا هنا في كل يوم ثلاثاء لاستقبال المواطنين للاستماع لانشغالاتهم وتظلماتهم، إما بخصوص المتبقين من القائمة 25 فمازلت لدينا و نحن في انتظار استكمالها ، لأنها أصبحت بمثابة دين علينا ، سيكون المقياس الوحيد للتعامل مع أي منح جديدة هو المعدل بشكل تنازلي لشهادة الباكالوريا.
ارجع واكرر أن اللغط المثار والضجة ليس من اجل المصلحة الوطنية أو خدمة المواطنين الصحراويين او حرصا على التكوين من اجل علاج الأطفال والنساء بمخيمات اللاجئين، لان التجربة أثبتت عكس ذلك للأسف .
ولابد أن أشير إلى أن بعض الكتابات على الانترنت تسيء للقضية الصحراوية أكثر مما تنفعها ، كما انني أؤكد أن الوزارة تفتح أبوابها أمام أي مواطن صحراوي لديه انشغالات حقيقية او تظلمات او طلبات ، ونحن على استعداد تام للتعاطي معه وإنصافه ..
لاماب المستقلة : ما طبيعة العلاقة بينكم وبين اتحاد الطلبة الصحراويين ؟
وزيرة التعليم والتربية الصحراوية : العلاقة بين اتحاد الطلبة ووزارة التعليم والتربية مهمة جدا في نظرنا على الأقل وهي بنفس الأهمية التي كانت عندنا و مازلت مع اتحاد الشبيبة فالوزارة مسؤولة عن الجانب البيداغوجي و كل ما يتعلق به منذ التعليم التحضيري حتى ما بعد التدرج مسؤولية كاملة وهي على استعداد لتحمل مسؤولياتها بهذا الخصوص.
فاتحاد طلبة الساقية الحمراء ووادي الذهب مسئول عن التأطير السياسي وإبلاغ الرسالة التي ينبغي ان يحملها الطالب الصحراوي و عكس الوجه المشرق لكفاحنا داخل الاوساط الاكاديمية التي تخرج في العادة النخبة السياسية، التي تقود هذا البلد او ذاك مستقبلا ، وخلق شبكة علاقات واسعة في هذه الاوساط مهمة جدا ، ليس من باب التعريف بالقضية الصحراوية فقط بل لان العلاقات الشخصية تفيد دائما وتخدم الصالح العام، وهو الحال بالنسبة للعلاقة مع اتحاد الشبيبة فيما يخص الفروع التلاميذية في المتوسطات والثانويان، نحن مهتمون بتطوير العلاقة مع هاتين المنظمتين وأبوابنا مفتوحة لدعمها حتى وإن كان في الجانب المادي وتوفير بعض وسائل العمل إلى أخره .
كنا دائما نقوم بعقد اجتماعات مشتركة مع قيادة اتحاد الطلبة ولازلنا نفعل ذلك وهي اجتماعات مهمة جدا لتطوير العلاقة ولتنظيم الطلبة لأنه بدون حضور قوي لاتحاد الطلبة يكون هناك نقص في الجانب البيداغوجي لان وزارة التعليم والتربية لا يمكنها أن تعيش في كل جامعة ومن يستطيع ان يضع الوزارة في الصورة الحقيقية لمعاناة الطالب الجامعي هو الطالب نفسه من خلال هذا التنظيم المؤطر للطلبة من الناحية السياسية، فالعلاقة جيدة مع اتحاد الطلبة نتمنى أن تستمر و تنموا وتتطور من اجل الارتقاء بالعمل لإزاحة العراقيل سواء كانت بيداغوجية أو مادية والتخفيف من معاناة الطالب الصحراوي خاصة في الوسط الجامعي.
الآن اتحاد الطلبة في مرحلة مخاض وتحول من جزء من منظمة اتحاد شبيبة الساقية الحمراء ووادي الذهب إلى اتحاد قائم بذاته، ونحن على استعداد للتعاون مع اتحاد الطلبة في كل ما من شانه الرفع من مستوى أداء هذه المنظمة الوليدة ، التي تعتبر علاقتها بالتعليم علاقة تكاملية لمساعدة الطلبة الصحراوين و التخفيف من معاناتهم و توعيتهم بالدور المهم الذي بنبغي أن يلعبوه في جامعاتهم .
فهم مسؤولون عن التأطير السياسي وتنشيط وتحريك الفروع الطلابية ونحن نعنى بكل ما له علاقة بالجانب البيداغوجي والمادي ، والمسؤوليات هنا واضحة ومحددة وهو ما يخدم ويقوي العلاقة بين الشركاء .
لماذا لم تقم الوزارة بالجولة السنوية المقررة للمراكز والفروع الطلابية الجزائرية هذا العام ؟
وزيرة التعليم والتربية الصحراوية :الجامعة تختلف عن المتوسطة او الثانوية لسببين الأول هو ان الطلبة الجامعيون هم شبان ناضجون ويعرفون قنوات الاتصال بالجامعات الجزائرية ويستطيعون الاعتناء بانفسهم، وبناء عليه تقرر ان تكون الزيارة من كل سنتين
السبب الثاني هو ان التعامل مع عمداء الجامعات ليس كالتعامل مع مدراء التربية لان لديهم انشغالاتهم الكثيرة ، فعميد الجامعة احيانا قد يصل الى منصب وزير ، وبالتالي لايمكن تنظيم زيارات بشكل دائم ومستمر إلا إذا كان هناك اشكال يتطلب تدخل مباشر من الوزارة .
صحيح انه كان من المقرر أن يقوم المكلف بالجامعات بزيارة رفقة وفد اتحاد الطلبة، لكننا فضلنا عدم المشاركة في هذه الزيارة للاسباب التي ذكرنا انفا ضف الى ذلك أخذنا بعين الاعتبار التحول الذي تعيشه المنظمة لفتح المجال أمام الطلبة ليلتقوا بأمينهم العام وليناقشوا قضاياهم السياسية وكل ما يتعلق بالتحضير لمؤتمرهم التأسيسي بكل حرية ودون وصاية من احد ، من هذا المنظور فقط اقترحنا ان نترك الزيارة إلى الطلبة الجامعيين إلى ما بعد انتخاب الامين العام الجديد بعد المؤتمر الذي سيعقده اتحاد الطلبة.
لاماب المستقلة : اثيرت مؤخرا قضية طلبة الماجستير بالجزائر الذين اعلنت الوزارة عن قبول ملفاتهم , لكنهم لم يستفيدوا بالفعل من المنح , ما اثار ضجة كبيرة , وكإجراء احتجاجي ناشد الطلبة الرئيس الصحراوي التدخل لحل الاشكال وذلك من خلال رسالة وجهوها اليه ما ردكم؟
وزيرة التعليم والتربية الصحراوية : موضوع ما بعد التدرج هو بالإضافة إلى كونه سياسة انتهجتها الدولة الصحراوية من اجل فتح الباب أمام الحاصلين على شهادات ليسانس للحصول على شهادات عليا وإتمام ما بعد التدرج وعلاوة على كونها سياسة للدولة الصحراوية وجبهة البوليساريو ضمن العناية بالشباب هي قناعة شخصية لذلك قمنا بطلب لقاء مع وزير التعليم العالي الجزائري وفعلا تم ذلك وبعد اللقاء به على منح 05 طلبة صحراويين لما بعد التدرج سنويا ...قمنا بمكاتبته بعد ذلك مطالبين برفع العدد إلى 20 طالبا ووافق مشكورا ، وعلى اثر ذلك قمنا بتحضير 20 ملفا لما بعد التدرج وتم ايداعها لدى وزارة التعليم العالي التي وجهت 09 منهم وتركت 11 ملفا في الانتظار ملتزمة بادراجهم في السنة القادمة ليرتفع العدد من 20 إلى 31 وجدير بالذكر هنا بان الملفات الـ20 لم تضع ولم يتم التهاون بها او إهمالها ـ كما ذكر في رسالة مجموعة الطلبة ـ وجدير بالذكر أيضا بان الطلبة التسعة الذين تم قبولهم لما بعد التدرج لم يواصل منهم الدراسة سوى اثنين هما ـ محفوظة محمد الشيخ ويعقوب المعطي ، وهذا يعكس عدم جدية بعض الطلبة ، وبمناسبة الحديث عن مابعد التدرج لابد أن يكون المعنيون جديون في المقام الأول...
ومع بداية السنة الدراسية رفعنا الى الاخوة الجزائريين الملفات المتعلقة بطلبات الدراسة مابعد التدرج نظام قديم (كلاسيكي) فقمنا بدفع لهم كل الملفات الموجودة لدينا والبالغ عددها 69 ملفا(مع وجود ثلاث ملفات خاصة بالدكتوراه سيتم دفعها الصيف المقبل) ، واخطرنا الجزائريون بانه تم قبول 31 ملفا التزاما بالوعد الذي قطعوه لنا بزيادة 11 ملفا السابقة على 20 ملفا المقررة سنويا ، وكان مقياس الاختيار هو المعدل الاعلى تنازليا حتى بلوغ عدد 31 اسما مع احترام تناسب الجنسين، وفعلا قمنا بنشر هذه اللائحة ، ولكن الاخوة الجزائرين اخبرونا بعد ذلك بتعذر وجود مقاعد دراسية لهذه المجموعة وطلبوا منا الانتظار للسنة القادمة ... طالبناهم بالرد عن طريق رسمي وبرسالة توضح ذلك وقد توصلنا بهذه الرسالة
بعد علم الطلبة بالموضوع اتصلوا بي وكانت لدي انشغالات كثيرة وعمل مع البرلمان وأخبرتهم بتلك الانشغالات لكنهم هددوا بتنظيم اعتصام احتجاجي ، وقلت لهم بان موضوع الدراسات العليا جاء انطلاقا من قناعة سياسة راسخة للجبهة ولم يأتي نتيجة لطلبات قدمها الطلبة أو نتيجة لاعتصام نظموه ، وبالتالي نحن ماضون في الملف سواء طالب به الطلبة أو لم يطالبوا به، وما نشر في الانترنت فيه الكثير من التلفيق والتجني والتحامل وكان الأجدر بالطلبة مكاتبة الوزارة المعنية بدلا من مكاتبة الرئيس بشكل مباشر .
ونحن ليست لدينا جامعة في تفاريتي أو امهيريز او هنا في الرابوني وبالتالي ما يمكن أن نوفره هو ما يأتي بالتعاون مع الجامعات الجزائرية وهي علاقة مع دولة وتحكم هذا التعامل قوانين وبروتوكولات وتقاليد لابد من احترامها سواء مع الأشقاء الجزائريين أو مع أي دولة أخرى من دول العالم .
أعود واكرر أن العناية بدراسة ما بعد التدرج سياسة للدولة الصحراوية في إطار الاهتمام بالشباب وقناعة شخصية لكن على الطلبة معرفة شيئين أساسيين :
أولا أن النظام الدراسي الحديث LMD يسمح للطلبة مواصلة دراسة الماستير والدكتوراه بشروط محكومة بقانون الجامعات الجزائرية
ونحن اعتدنا الطرق السهلة والحصول على الأشياء بشكل مجاني وبدون مشقة وللأسف أن البعض يتصور انه بإمكانه الحصول على هذه الأمور بطرق فوضوية .
الأمر الثاني انه حتى إذا وجدت الإرادة وحصل القرار السياسي يبقى قبول المجالس العلمية لهذه الملفات التي تقدم إلى الجامعات وتنظر فيها المجالس العلمية وفق معايير محددة تقبل على ضوئها الملف أو ترفضه وكلما كان المعدل مرتفع وتاريخ الحصول على الشهادة اقرب كلما كانت حظوظ الطالب كبيرة في الحصول على دراسة الماجستير ، وهذا الموضوع يجب أن يكون معروف لدى العامة لان الجميع بات يتكلم دون معرفة حقيقة ما يجري .
لاماب المستقلة : هل يوجد جديد في ملف طلبة ليبيا ؟
وزيرة التعليم والتربية الصحراوية : في موضوع ليبيا أكد لنا الإخوة الجزائريون جزاهم الله خيرا وكما عاهدناهم دائما إنهم على استعداد لاستقبال جميع الطلبة الصحراويين ، لكن المشكل الحقيقي الذي واجهنا بالنسبة لطلبة ليبيا هو عدم توفرهم على الوثائق اللازمة ، وهنا نتكلم بمنطقية لا يمكن لأي جامعة في العالم أن تقبل جامعي بدون شهادة الباكالوريا وكشف النقاط للمستوى الذي درس ، بدون هذه الوثائق لا يمكن أن يقبل أي طالب واغلب الطلبة العائدين من ليبيا للأسف ليست لديهم هذه الوثائق بسبب الظروف المعروفة التي مروا بها قبل وأثناء عودتهم من ليبيا ، الكل يتعاطف معنا من الناحية الإنسانية ولكن في موضوع القبول في الجامعات شيء آخر وهو مستحيل بدون وجود الوثائق المذكورة أنفا، وهو ما يجب أن يكون واضح للجميع .
ومع قيامنا بكل ما يمكن القيام به من إعداد ملفات تضم كل ما امكن الحصول عليه من وثائق ثبوتية (شهادة جنسية وشهادة ميلاد بالإضافة إلى الوثائق التي يقدمها كل طالب) ودفعنا الملفات إلى الجزائر وبعد دراستها جاء الرد بانه لابد من ان يتضمن الملف شهادة الباكالوريا وكشوف نقاط سنوات الدراسة ، وهذا شيء منطقي ومعقول ولايمكن ان تلام عليه الجامعات الجزائرية وبالرغم من كل ذلك فإنه لازال يحذونا الامل لحل هذا المشكل العويص .
لاماب المستقلة : كان لكم الفضل في اطلاق تجربة التعليم المتوسط والتعليم الثانوي في مخيمات اللاجئين الصحراويين كيف تقيمون التجربة ؟
وزيرة التعليم والتربية الصحراوية : لقد كان فتح متوسطات في مخيمات اللاجئين الصحراويين استجابة لقرار صادر عن المؤتمر الثاني عشر للجبهة والقاضي بتقريب التعليم المتوسط من العائلة، وبعد دراسة معمقة للموضوع بكل جوانبه ونواحيه (هياكل ، مدرسين ، وسائل ، أدوات .. الخ ) تقرر فتح متوسطتين كبداية واحدة في ولاية العيون والأخرى بولاية اوسرد ، وبعد مضي سنة قمنا بإجراء دراسة اخرى لتقييم التجربة فقررنا فتح متوسطتين جديدتين بالولايتين المذكورتين وفتح متوسطة جديدة بولاية السمارة وأخرى بولاية الداخلة ، كنا متخوفين جدا في البداية من عدم نجاح التجربة ولكن الآن وبعد مرور حوالي اربع سنوات فإنه بامكاننا القول بكل تواضع وموضوعية بأنها تجربة ناجحة الى حد معقول وبالرغم من تسجيل بعض العراقيل مثل قلة اساتذة اللغة الفرنسية ، ونقص المقرر الخاص ببعض المواد الدراسية وبُعد المتوسطات بالنسبة لبعض التلاميذ خاصة بولايتي العيون والسمارة، إلا ان التجربة واعدة ويمكننا القول بكل ثقة انها تسير في الطريق الصحيح مع العلم اننا مطالبون ببذل المزيد من الجهد لحل الاشكاليات المذكورة انفا .
اما فيما يتعلق بالتعليم الثانوي فإنه قد تم بالفعل فتح نواة لثانوية بمدرسة 12 اكتوبر الوطنية متمثلة في قسمين للسنة الاولى شعبة ادب عربي ، والان الثانوية اصبحت تضم ايضا المستوى الثاني ثانوي ، وانطلاقا من التقييم الموضوعي دائما نرى انه من الصعب جدا في ظل الظروف الراهنة ( نقص الاساتذة وخاصة اساتذة اللغة الفرنسية ، والنقص الحاصل في المقرر الدراسي .. الخ ) الاستمرار في هذه التجربة لانه من حق الطلبة ان يستفيدوا مما يستفيد منه اقرانهم في هذه المرحلة خاصة وهم مقبلون على امتحانات شهادة الباكالوريا والتي تعتبر مادة اللغة الفرنسية مادة اساسية فيها .
لاماب المستقلة : إذن السيدة الوزيرة هل نامل في تنظيم امتحانات بكالوريا مستقبلا ؟
وزيرة التعليم والتربية الصحراوية : لايمكن الحديث عن إجراء امتحانات شهادة الباكالوريا ما لم نحل المشكل الحاصل في نقص تدريس اللغة الفرنسة فالموضوع لا يتعلق بإرضاء غرور شخصي كوننا ساهمنا في فتح ثانوية بالمخيمات، الامر يتعدى ذلك بكثير لان القضية قضية مسؤولية تاريخية فنحن مسؤولون عن تشكيل مستقبل الدولة الصحراوية من خلال تربية اجيالها المستقبلية ، وانطلاقا من ذلك فإن وجود ثانوية بدون تجاوز كل العقبات والتي ياتي في مقدمتها سد النقص الحاصل في الاساتذة لجميع التخصصات وفي مقدمتها اللغة الفرنسية،
وما لم نحل كل هذه الإشكاليات فنحن مجبرون على توقيف تجربة التعليم الثانوي بالمخيمات حتى تتوافر كل الظروف لنجاحها والى ان يحين ذلك الوقت فإنه لزاما علينا اتاحة نفس الفرصة للتلاميذ التي يتمتع بها التلميذ الذي يدرس بالجزائر حينها سنكون متحمسين لإعادة فتح التعليم الثانوي من جديد وهذا حتى أكون صادقة وواضحة معكم .
لان الهدف الاساسي هو النهوض بالأداء والرفع من مستوى التحصيل الدراسي للتلاميذ لذا لابد من وضع سياسة حقيقة لإيجاد أساتذة ، وإذا كنا نعتبر كل حاصل على شهادة ليسانس أستاذ فإنه بإمكان الطلبة الصحراويين الحاصلين على شهادة الباكالوريا أن يتوجهوا للدراسة في المدرسة العلياء للتربية لأنها جامعة تمنح شهادة ليسانس في علوم التربية تُمكن حاملها من التدريس بالثانوية أو المتوسطة ، وهذا بدون شك سيخدم المنظومة التربوية ويخدم الشعب الصحراوي، لأنه لا يمكن لنا أن نبني دولة من القانونيين والإعلاميين والدولة أول ما تحتاجه هو المعلمون، كما تحتاج الاطباء وباقي الاختصاصات الاخرى ، وهذه دعوة لكل الطلبة بان يتجهوا للمدرسة العلياء للتربية ليتخرجوا أساتذة في الفرنسية وفي العلوم الطبيعية والرياضيات وغيرها من المواد الأخرى ، لكي ننهض بالتعليم والمتوسط ونفتح المجال للتعليم الثانوي.
لاماب المستقلة : يشكو الكثير من موظفي التعليم من غياب الية للدفاع عن حقوقهم مثل نقابة الاساتذة هل فكرت الوزارة في طريقة تحمي حقوق الموظف .؟
وزيرة التعليم والتربية الصحراوية : نحن نعتقد اننا اول المدافعين عن حقوق الموظفين اما بخصوص سن قانون أو إنشاء نقابات فهي مواضيع من اختصاصات جهات اخرى (البرلمان مثلا واتحاد العمال ) مع انه ليست لدينا إشكالية في ذلك، فنحن نرى من حق الموظفين تشكيل مايرونه من جمعيات في ظل ما يسمح به القانون، لكن من المفيد جدا الإطلاع على التشريع المدرسي الذي يحكم المنظومة التربوية ويوضح الحقوق والواجبات، كما يحمي الموظفين من تعسف الإدارة، لان أي موظف يتعرض للتعسف من حقه رفع التماس إلى الإدارة ومن واجب الإدارة الرد عليه وحينما لا يكون الرد مقنعا من حقه رفع الالتماس إلى الجهة الأعلى والجهة الأعلى ملزمة بأخذ الالتماس بعناية والإجابة عليه .
لكن أكثر الموظفين يأتون مباشرة إلى الوزارة ونأخذ دائما هذا الالتماس بعين الاعتبار
وفي العادة أكثر المواضيع التي يكون فيها شكاوى التعسف تتعلق بالأساس بموضوع الترقية وهذا الموضوع محكوم بقانون واضح ولا يمكن لأي موظف تقديم شكوى بحصول تعسف دون أن يكون هناك إخلال من الإدارة بهذا القانون بمعنى إعطاء حق غير موجود أو حرمان من حق يضمنه القانون .
وإذا كان الظرف ملائم لتشكيل مثل هذه التنظيمات النقابية ليس لدينا أي اعتراض ووزارة التعليم لم تقف يوما من الأيام حجر عثرة في وجه الموظفين ، واعتقد أن الجهة المسؤولة عن إنشاء هذه التنظيمات هي اتحاد العمال الصحراويين ومن خلاله بإمكان المعلمين تأسيس اتحاد المعلمين كما هو الحال بالنسبة لاتحاد الصحفيين واتحاد الحقوقيين واتحاد المحامين وهي فضاءات لنقاش أرائهم واهتماماتهم وتظلماتهم.
المشكل الحقيقي الذي نعانيه على مستوى المجتمع بشكل عام هو ان الكل يطالب بتنفيذ القانون مادام في صالحه، ولكن إذا كان ضده او ليس في صالحه فإنه يثور ويلجا الى اساليب تتناقض مع القانون تماما والامثلة على ذلك كثيرة .
وبالرغم من كل شيء فوزارة التعليم دائما تصطف وراء موظفيها وتدعمهم دعما كاملا عملا بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم :"انصر أخاك ظالما أو مظلوما ".
لاماب المستقلة : هل صحيح انكم وضعتم الخريجين في ذيل سلم التوظيف بالوزارة ؟
وزيرة التعليم والتربية الصحراوية : حقيقة يفاجئني هذا القول لانه من اولى اولوياتنا استقطاب الخريجين وبناء على هذا فالسلم الوظيفي وقيمة الشهادات الممنوحة فإن أعلى قيمة هي لشهادة ليسانس التي تضاعف قيمتها قيمة شهادة أستاذ باقدمية تربوا على ثلاثين سنة من التدريس، هذا التفضيل للخريج الذي ينتسب اليوم للتعليم لا أظنه يضع الخريجين في نهاية سلم التوظيف، نحن بحاجة كبيرة للخريجين ونفتح أبوابنا للخريجين الباحثين عن فرص عمل ، وخاصة في اللغات الحية والمواد العلمية ، وللعلم فإن اكبر فرص للتوظيف والعمل بعد قطاع الدفاع هي بوزارة التعليم ونتمنى من الخريجين ان يتوجه الخريجون إلى التعليم باعتبارهم دما جديدا نتمنى ان يسري في عروق هذه المنظومة العتيدة.
لا يمكن ان يعاب على المنظومة التربوية وجود نظام داخلي يحكمها وينظمها (التشريع المدرسي) الذي يضم مواد تحكم الترقية والتكوين والحقوق والواجبات بشكل عام، فقد يرى الوافد الجديد للمؤسسة التربوية بان هذه المواد تعيق ترقيته خاصة ما يتعلق بمعيار الاقدمية وعلاوة المكوث في المنصب والكن القانون هو القانون وما ينبغي ان يعاب هو خرق القانون او عدم تساوي الموظفين امامه .
الباب مفتوح امام كل الخريجين الشباب انطلاقا من قناعتنا الخاصة وتنفيذا لسياسة الدولة الصحراوية المنتهجة في هذا الباب والقاضية بإعطاء الاولوية للخريجين الجامعيين
وليس نتيجة اعتصامات او كلام ينشر في الانترنت لا،لا،لا، بل هو التزام بتنفيذ سياسة الدولة الصحراوية في العناية بالشباب وفتح كل الفرص الممكنة امامه في التوظيف والاندماج داخل مؤسسات الدولة الصحراوية للنهوض بها والرفع من مستوى أدائها فهم ثروة حقيقية وراس مال لايقدر بثمن سنكون اغبياء إن لم نعرف كيف نستثمره بشكل جيد
لاماب المستقلة : اين وصل مشروع جامعة تفاريتي بالمناطق المحررة ؟
وزيرة التعليم والتربية الصحراوية : مشروع جامعة تفاريتي المحررة هو حلم هو فكرة ويجب ان لا ننسى ان الانجازات العظيمة للإنسانية دائما تبدأ من حلم والحلم يتحول الى فكرة والفكرة ترى طريقها الى التنفيذ .
وحينما نريد الوصول الى جامعة تفاريتي في السياق العام ننطلق من الاشياء الموجودة ونستفيد من تجربة جامعة سالامنكا احدى اعرق الجامعات في اسبانيا والتي بدأت بقسم لتدريس تعاليم الدين المسيحي ومن هذا القسم الصغير في منطقة نائية "بكاستيا لامنتشا" انبثقت اعرق الجامعات في اوروبا ...
يمكننا الانطلاق من الأشياء الموجودة لدينا واعتبارها بمثابة أساس لجامعة تفاريتي كالمعهد البيداغوجي ومدرسة شبه الطبي مثلا، فيمكن ترقيتهما إلى مستوى مراكز جامعية ليصبح لدينا كلية للتربية وأخرى للطب ولتحقيق ذلك لابد من توفر شرطين أساسيين :
ـ تكوين الأطر الكفأة، القادرة على أن تكون أساتذة في جامعة تفاريتي.
ـ إيجاد المرافق الاساسية وتزويدها بالتقنيات الحديثة الخاصة بالحث العلمي والاتصال كالانترنت لنتمكن في المرحلة الاولى من حل اشكالية الاساتذة مع المتعاونين الاجانب باعتماد اسلوب التدريس عن بعد في بعض التخصصات ... هذه هي الفكرة الاساسية .
لدينا شركاء من جامعة مدريد المستقلة، كما ان وزارة الثقافة هي الاخرى شريك له علاقات وثيقة ببعض الجامعات الاخرى ويتم استدعاءها للمشاركة في اللقاء السنوي الذي تنظمه الجامعات التي تتبنى فكرة جامعة تفاريتي .
في نظرنا المركز البيداغوجي ومدرسة الشبه الطبي ينبغي ان يشكلا النواة الاولى لجامعة تفاريتي في نظرنا ، فلا يجب ان ننطلق من فراغ وإنما يجب ان ندعم وننهض بما هو قائم مع الاستمرار في تكوين الاساتذة و تشجيع الحاصلين على شهادة الدكتوراه والماجستير لتبني الفكرة والمساهمة في تجسيدها على ارض الواقع.
لكن ان يتصور احد اننا سنقوم ببناء جامعة في تفاريتي "كهيكل" في هذا الظرف الذي تطبعه حالة اللا سلم واللا حرب وما يلزم ذلك من مرافق للايواء ، المدرجات والقاعات ، المخابر ، مكتبة ..الخ) فهو أمر صعب من الناحية العملية والتطبيقية ، والحل الاقرب للواقعية الارتقاء بهذين المركزين والوصول بهما الى مستوى كلية للطب وكلية للتربية .
لاماب المستقلة : كيف تنظر وزيرة التعليم والتربية الى مستقبل النزاع في الصحراء الغربية؟
وزيرة التعليم والتربية الصحراوية : النزاع في الصحراء الغربية من اكثر النزعات تعقيدا واطولها أمدا ـ منذ اواخر القرن العشرين ـ نحن الان في العقد الثاني من الالفية الثانية والنزاع لا يزال مستمرا ، وما يعقد النزاع في الصحراء الغربية اكثر هو تشابك مصالح الدول النافذة في العالم في هذه المنطقة، واغلب الجهات النفاذة والدول المسيطرة في مجلس الأمن لا ترى فيما يحصل في الصحراء الغربة ما يهدد مصالحها بشكل مباشر للحد الذي يلزمها بالتدخل لفض النزاع ، بل بالعكس فأغلب هذه الدول النافذة ترى ان بقاء الحال على ما هو عليه يشكل نوعا من التوازن والاستقرار يضمن مصالحها بعكس حالة الحرب وبالتالي الاستمرار في الحرص على نوع من التهدئة والابتعاد عن كل ما من شأنه ان يؤدي الى الاحتقان ـ وهو ما تراه فرنسا وأمريكا ـ ما لم يقع تغير في موازين السياسة الدولية يفرض على القوى المتنفذة التدخل المباشر لحسم النزاع في الصحراء الغربية يبقى الوضع منوط بالصحراويين أنفسهم.
التغيرات الحاصلة الان وما يجرى فيما يسمى بالربيع العربي أكد شيء مهم جدا في مصلحة القضية الصحراوية ودعم حجة الصحراويين بانه فلا يمكن أبدا وجود استقرار دائم في أي منطقة من العالم بدون المرور باستشارة شعبية يعبر فيها الشعب المعني بالقضية عن رايه فالذي جرى في تونس و في ليبيا وفي مصر هو ناتج عن تجاهل لإرادة هذه الشعوب على مدى سنوات طويلة .
ما حدث ويحدث في الصحراء الغربية هو تجاهل النظام المغربي لإرادة الصحراويين الذين يحتل جزء كبير من اراضيهم بالقوة وخرق صارخ لحقهم في بناء دولتهم المستقلة، إذن ف"الربيع العربي" يدعم موقف جبهة البوليساريو في المطالبة بالاستفتاء وتقرير مصير الشعب الصحراوي وهذا هو الحل الامثل الذي سيجلب الاستقرار النهائي للمنطقة .
ارجع واقو لان الامر منوط بالصحراويين فلا بد لهم من ربح التحدي الكبير الماثل أمامهم على المستوى الداخلي والمتمثل في تقوية الوحدة الوطنية ومحاربة الارهاب والمخدرات والابتعاد عن كل ما يزرع الفتنة والبلبلة وما يمس تماسك الصحراويين ، وتقوية جبهتهم الداخلية .
الأمر الثاني دعم وتقوية الانتفاضة وتأجيجها في الأرض المحتلة وفي جنوب المغرب والمواقع الجامعية التي يتواجد بها الطلبة الصحراويين، لان المجال اليوم المتاح هو النضال السلمي والنظام المغربي لم يعد قادرا على المقاربة الامنية وسجن كل من يرفع العلم الصحراوي او يكتب شعارا مناهضا للاحتلال المغربي اوقمع أي تظاهرة تخرج مطالبة برحيله.
على المستوى الخارجي لابد من تسويق مشروع الدولة الصحراوية والدور الذي تلعبه المرأة العربية المسلمة التي تشارك في صنع القرار و الديمقراطية والحكم الراشد والمساواة وعدم التمييز على أي اعتبار والعمل الذي تقوم به جبهة البوليساريو في مواجهة الارهاب والمخدرات خاصة بعد العملية النوعية التي قام بها الجيش الشعبي الصحراوي في إلقاء القبض على المطلوبين للعدالة في شمال مالي، لابد من إقناع العالم باسره وخاصة امريكيا بأنه لا يمكن بتاتا مواجهة الارهاب في دول الساحل والصحراء بدون اشراك المقاتل الصحراوي المتمرس والخبير في حرب العصابات والعالم بتضاريس هذه المنطقة ، وهذا يمكن تسويقه وسيساعد الدبلوماسية الصحراوية في إقناع الدول النافذة واستمالتها للضغط على النظام المغربي للانصياع للشرعية الدولية .
لكن يبقى القرار الأخير بيد الشعب الصحراوي في صموده واستماتته لانه انطلق اليوم الاول على اساس انه سيخوض حربا شعبية طويلة الأمد والثورة الصحراوية انطلقت من اشياء حتمية الوجود وليست من اشياء موجودة كما قال الشهيد الولي رحمة الله عليه.
لاماب المستقلة : شكرا جزيلا السيدة الوزيرة باسم هيئة تحرير وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة وباسم القراء الكرام على سعة صدركم الأسئلة كانت بالتأكيد تشغل رأى الكثير من المواطنين الصحراويين و نأمل ان تكون هذه المقابلة قد أزالت الغموض لدى الكثير من متتبعي شان المؤسسة التربوية في الجمهورية العربية الصحراوية .
شكرا السيدة الوزيرة مرة أخرى .
وزيرة التعليم والتربية الصحراوية : أتمنى فقط أن يقراء الصحراويون كل ما يكتب لان هذه الانشغالات طرحت علينا اكثر من مرة وخاصة في جلسات البرلمان، لكنها لا تصل الي المواطنين بشكل كبير وبشكل يزيل اللبس وان تكون وكالة الغرب العربي للانباء المستقلة فضاء يقصده الكثير من الصحراويين لاستقاء المعلومة الصحيحة من مصادر موثوقة ذات مصداقية وليس ما ينشر على بعض الصفحات الاخرى التي تنشر لكل من هب ودب .
نتمنى لكم التوفيق .

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *