بمناسبة اليوم العالمي للصحة وكالة الأنباء المستقلة في حوار مع وزير الصحة الصحراوي
بمناسبة اليوم العالمي للصحة التي يعتبر توفرها من اهم ركائز قيام أي دولة مستقلة، و لما لهذه الخصلة الاجتماعية من ابعاد تضامنية و انسانية في حياة البشر، تستضيف وكالة الأنباء المستقلة وزير الصحة العمومية في حكومة الجمهورية الصحراوية السيد محمد لمين ددي، في حوار خاص لتستفسره عن واقع المنظومة الصحية، وتطورها، افاق عملها لتلبية الحاجة المستمرة، و اهم الانشغالات المعبر عنها في مخيمات اللاجئين.
الوزير الذي شغل عدة مناصب في الحكومة الصحراوية كان اخرها واليا لولاية العيون قبل ان يعين وزيرا للصحة العمومية بعد المؤتمر الاخير لجبهة البوليساريو، معه ابرز القضايا ذات العلاقة بموضوع الصحة في مخيمات اللاجئين الصحراويين ، اسباب هجرة الاطباء والاخصائين الصحراويين الى الخارج، ومجمل المشاكل التي يواجهها القطاع الصحي في ظل الازمة العالمية ، وقضايا اخرى تطالعونها في الحوار التالي :
الوزير الذي شغل عدة مناصب في الحكومة الصحراوية كان اخرها واليا لولاية العيون قبل ان يعين وزيرا للصحة العمومية بعد المؤتمر الاخير لجبهة البوليساريو، معه ابرز القضايا ذات العلاقة بموضوع الصحة في مخيمات اللاجئين الصحراويين ، اسباب هجرة الاطباء والاخصائين الصحراويين الى الخارج، ومجمل المشاكل التي يواجهها القطاع الصحي في ظل الازمة العالمية ، وقضايا اخرى تطالعونها في الحوار التالي :
وكالة الأنباء المستقلة : مرحبا بكم السيد محمد لمين ددي وزير الصحة بالجمهورية العربية الصحراوية ضيف حوار على وكالة الانباء المستقلة .
وزير الصحة الصحراوي : اهلا ومرحبا
وكالة الأنباء المستقلة : عُيينتم بعد المؤتمر الاخير لجبهة البوليساريو وزيرا للصحة العمومية كيف وجدتم الوزارة ؟
وزير الصحة الصحراوي : كما تعلمون ان وزارة الصحة من القطاعات الوزارية العريقة التي تختص في الميدان الاجتماعي، فمنذ تعيينا على راس الجهاز الصحي منذ حوالي ثلاثة اشهر، كانت الوزارة في وضعية مختلفة نوعا ما في ظل تظافر جهود جيلين، شباب جديد على الميدان ويحمل شهادات علمية وقدامى لهم تجربة كبيرة وهو ما يشكل في جوهره تكامل و بناء بين التجربة والعلم.
و في حقيقة الامر وجدنا وزارة الصحة العمومية هيكل قائم بذاته رغم المشاكل والصعوبات التي يواجهها القطاع في ظل نقص في الأطباء والمختصين و ضعف في التكوين وغياب اهم الإمكانيات والمعدات الطبية، مع تمام بنية تحتية لاباس بها وهيكلة راسية عبر امتداداتها الطبيعية بولايات الوطن و مؤسساته و في الأراضي المحررة أيضا.
وزارة الصحة - كما ذكرت- بعراقة تاريخها كأول الوزارات التي شكلت في أول حكومة صحراوية إبان إعلانها، ما زالت تقدم نفس الخدمات الصحية و تبذل مجهودات كبيرة بما فيها أطباء و معدات متواضعة بالرغم من غياب التأهيل و الكثير المعدات الطبية الضرورية و تفضيل المواطن الاستطباب في الخارج بسبب ضعف الوعي الوقائي و النقص الحاد في الأدوية التي توصف لمعظم الأمراض المنتشرة في محيطنا.
هناك إمكانيات بشرية ومادية لا باس بها يجب ان تستغل بشكل معقول و واضح من اجل ضمان المزيد من الفعالية، ونحن نسير في هذا الاتجاه نحو العمل بجدية وإخلاص كون ان العمل في مجال الصحة قبل ان يكون وظيفة فهو تكوين ومدرسة كبيرة في الميدان الإنساني يستلزم التحلي بالشيم الأخلاقية و خصال ديننا السمح لان العامل في الميدان لا يطلب الأجر المادي فقط بل الأجر الجزيل في الآخرة .
وكالة الأنباء المستقلة : كيف تواجه الوزارة النقص الحاد في الأدوية والمعدات الطبية في ظل الأزمة المالية العالمية وما تداعيات هذه الأزمة على القطاع؟
وزير الصحة الصحراوي : أكيد انه يوجد نقص و لكن ليس الى درجة الفقر من الأدوية، ففي برنامج الوزارة لهذه السنة وضعنا في أولويات عملنا التركيز على الجانب الوقائي والتقيد بمبدأ "الوقاية خير من العلاج" في كل ميادين اختصاصنا في الوقاية البيئية مثلا وفي التحسيس بمخاطر التغذية وأسباب الأمراض، كون أن الجانب التحسيسي من أهم محاور برنامج القطاع الصحي لتجاوز النقص الحاصل في الأدوية والأطباء .
ويعتبر السبب الوحيد في النقص القائم على مستوى الأدوية راجع إلى هذه الأزمة الاقتصادية التي تشهدها دول أوروبية نتعامل مع منظمات إنسانية فيها لتوفير إمكانيات و معدات طبية لهذا نحن في صدد البحث عن مصادر أجنبية لتوفير او الحفاظ على ما كان قائما خاصة في مجال الأدوية.
وكالة الأنباء المستقلة: يشكوا عدد من موظفي الميدان الصحي من تدني الرواتب، ما سبب ذلك؟
وزير الصحة الصحراوي : صحيح أن الرواتب متدنية وقليلة جدا مقارنة مع صعوبة العمل في الميدان ومدى حساسيته كونه التزام أخلاقي قبل كل شيء، ففي واقعنا كان العامل يتطوع مقابل خدمة الجماهير كواجب وطني، غير انه في السنوات الأخيرة أصبحنا نتعامل مع منظمات عالمية تشرف على دفع الرواتب للأطباء مثل منظمة "ايثيب" والوكالة الاسبانية للتعاون التي اشترطت دعما للقطاع بتقليص رواتب الموظفين، و ذلك راجع بطبيعة الحال الى تأثيرات الأزمة المالية العالمية، وبررت المنظمة الداعمة هذا الإجراء بضرورة ان يشعر العاملون بالقطاع الصحي بوجود الأزمة.
أكيد انه انشغال قائم ما زال يؤرق تفكير أطبائنا، بالرغم من انه أمر لا يعيق سير البرامج الصحية عبر المستوصفات والمستشفيات الوطنية، مع العلم أننا لا زلنا في تفاوض مع المنظمة المشرفة على تقديم الدعم المالي والذي تصرف منه رواتب عمال القطاع، من اجل زيادتها او الرفع منها لتلافي التقطيع من الأجور الذي يحدث في دول أخرى تنشط بها المنظمة.
وكالة الأنباء المستقلة: في اعتقادكم هل يلعب الإعلام الدور اللازم في التحسيس بالجانب الصحي والتوعية بخطر الأمراض والأوبئة ؟
وزير الصحة الصحراوي : طبعا نحن في برنامجنا نركز على مبدأ الوقاية الذي يعتبر الإعلام محور نجاحه و فعالية بلوغ أهدافه ومراميه، عن طريق الاعتماد على البرامج التحسيسة التي توظف التوجيه الصحي كنقطة بداية من اجل التوعية والتربية.
فاستغلال وسائل الإعلام الوطنية عبر مختلف الوسائط، ومن خلال المهرجانات المحلية و الجهوية و إصدار النشرة الصحية هي أولى المطايا التي يجب استغلالها حتى نضمن فعالية و نجاعة أهداف مشاريعنا و برامجنا، فإننا لا يمكن إن نتقدم و لو بخطوة واحدة في ظل غياب الاعلام الوطني عن مرافقة برامجنا والتحسيس بها.
وكالة الأنباء المستقلة: إذا أين هي الخطة الإعلامية للتحسيس بعمل الوزارة والتحذير من مخاطر الأمراض و الأوبئة المنتشرة في المحيط؟
وزير الصحة الصحراوي : في هذا الموضوع تم الاجتماع مع وزير الإعلام الصحراوي بحضور المدير المركزي للوقاية، ومسؤول مكتب الوزير وبعض الأطر الأخرى في ميدان الصحة العمومية في إطار التشاور و النقاش لأجل وضع خطط وبرامج أسبوعية وشهرية للتحسيس بالوقاية الصحية في وسائل الإعلام الصحراوية.
استطعنا عبر مقترحاتنا و آرائنا ان نحسم موضوع الجانب الإعلامي في محاولة بث طاولات مستديرة ولقاءات مع أطباء مختصين في مجالات صحية مختلفة، ولدينا كامل الثقة في قدرة وسائطنا الإعلامية على إيصال رسائل الوزارة نحو المواطنين .
وكالة الأنباء المستقلة: في الوقت الذي يشرع في تعبيد الطرق لربط الولايات فيما بينها، لماذا لم تقم الوزارة بتعبيد الطريق المؤدي الى الوحدة الجراحية بالشهيد الحافظ كونها مسافة قصيرة قد تتسبب في وفاة الكثير من الحالات الخطيرة ؟
وزير الصحة الصحراوي : الانشغال حقيقي ومهم جدا في وقتنا الراهن سنحاول مناقشته مع الأصدقاء والشركاء لكن لا يشكل الموضوع أولوية قبل حل الإشكالات المطروحة على مستوى النقص في الأدوية والأطباء وسنعمل على حله في وقت لاحق بإذن الله، وبالرغم من أن المسافة قصيرة جدا كما أسلفتم إلا أنها مكلفة ماديا والوزارة تحمل على عاتقها أولويات أهم بكثير من تعبيد الطرق كضرورة توفير الأدوية و الأطباء الأكفاء و ضمان توفر اكبر عدد ممكن من المعدات الطبية.
وكالة الأنباء المستقلة: موضوع الإجلاء إلى الخارج يكتنفه الكثير من الغموض، هل توجد معايير لذلك و ما سبب تاخره في بعض الحالات الحرجة ؟
وزير الصحة الصحراوي : في الحقيقة الكثير من الناس لا يفهمون حقيقة موضوع إجلاء المريض إلى الخارج، ويظن انه بسيط ، لكن حقيقة الأمر ان الوزارة ترسل ملفات المرضى إلى مستشفيات أجنبية ويتم البحث عن مكان إيواء وطبيب يعالج وبتوفر هذه الضمانات يأتي الاستدعاء بعد مروره بالقنصلية التي تتولى إجلائه.
وزارة الصحة وضعت إجراءات جديدة لضبط الإجلاء وفق معايير وفي الأفق نطرح شروطا ملزمة في موضوع الإجلاء إلى الخارج ان يكون البت في الملفات وتحديد الأولوية لهؤلاء الأطباء بالترتيب ويكون الإجلاء الذي لا يتم إلا بالتنسيق مع مراكز استشفائية بالخارج، مع العلم انه في بعض الأحيان مجد مكان علاج لنوع من الأمراض ويكون المريض من الدرجة الرابعة ويسبق في الإجلاء على الحالة الخطيرة التي لم نتوفر لصاحبها على سرير وطبيب وحالات لها الأولوية كالكسر مثلا يسبق على حالات مريض الكلاء، و موضوع الاجلاء هذا ليس من اختصاص الوزير وحده بل بالتعاون مع أطباء في الخراج الذين يحددون الأولوية في ذلك.
لهذا فان الكثير من الناس يعتقد أن الأجلاء مجرد تاشيرة وجواز سفر وعبور الى اوروبا بينما الموضوع حساس ومعقد يتطلب الكثير من التفهم في ما يخص الحالات الطبية الحرجة و الاستعجالية .
وكالة الأنباء المستقلة: ما تعليقكم على الاتهامات التي وجهت إلى الوزارة حول إهمال معداتها الطبية واختلاسها في بعض الأحيان من قبل بعض إطارات الميدان ؟
وزير الصحة الصحراوي : لست مع هذا الاتهام للوزارة كونها ما زالت قائمة بهياكلها و إمكانياتها، ولا أشاطرهم بتاتا هذا الاتهام، ولا أتحدث عن تصرفات معزولة لأشخاص معينين لان الوزارة وضعت في اجراءاتها الجديدة ضبط اداري قوي وشفافية متينة في التسيير والتحكم في الامكانيات بمتابعة ورقابة الاطر القائمة على الميدان.
فالمؤتمر الاخير شدد فيه على موضوع الرقابة، التي بدانا في تطبيقها على ميدان الصحة العمومية، و منها مثلا إن سيارات الاسعاف مخصصة للاسعاف وفقط ، وبنفس الشي منع بيع المعدات الطبية و محاربة الاهمال لكن هذا لا يبرر وجود بعض الاخطاء التي قد تحصل بين الفينة و الاخرى، لذلك يجب إن نقتنع إن الامكانيات الطبية ملك للدولة وليست امكانيات اشخاص لهذا من الضروري جدا الحفاظ عليها.
وكالة الأنباء المستقلة: يلاحظ بعض المواطنين الانتشار الواسع الأوساخ والجيف في داخل المحيط الداخلي لبعض الدوائر، هل توجد سياسة للحد من هذه الظاهرة ؟
وزير الصحة الصحراوي : يوجد تنسيق مع الوزارة المعنية بالبيئة و المحيط حول هذا الموضوع، ولابد ايضا من اجتماعات تكاملية اخرى مع وزارة التجارة والمياه والبئية حول تلوث المياه واول ما قمنا به هو انطلاق الاسبوع الصحي الذي سيبدا مطلع هذا الاسبوع بحيث سيشمل كل الولايات وسيكون حافلا بمجموعة من الانشطة الوقائية كحملات للنظافة بالتعاون مع السلطات المحلية و الحهوية في كل ولاية من اجل نشر و تلقين المواطن الصحراوي مفهوم الوقاية.
وكالة الأنباء المستقلة: اللجنة الاجتماعية في البرلمان الصحراوي أثناء زيارتها لمستشفى ولاية السمارة وقفت عليه فارغا من المرضى، ليس بسبب خبرة الأطباء ونجاعة الأدوية وإنما حسبهم بسبب يأس المواطنين من الخدمات الصحية المقدمة، لماذا في نظركم ؟
وزير الصحة الصحراوي : في الحقيقة احترم رأي اللجنة واقدر اهتمامها ولكن أقول انه ليس كل المواطنين متشائمين من النزول في المستشفى عند مرضهم ،لكن شح الإمكانيات وقلة الأطباء قد تؤثر، وفي الحقيقة ظاهرة العزوف عن المستشفيات عامة لازلنا نتصدى لها بسبب ضعف الوعي بأهمية المستشفى و دور الطبيب و هذا ما يعكس الفراغ الذي تشهده المؤسسات الاستشفائية من النزلاء.
وكالة الأنباء المستقلة: ما سبب غياب الوزارة عن مواجهة وباء طاعون المجترات الصغيرة الذي هدد الثروة الحيوانية والذي انتشر مؤخرا بمخيمات اللاجئين الصحراويين والأراضي المحررة ؟
وزير الصحة الصحراوي : لا توجد معلومات دقيقة عن موضوع الطاعون مع علمي انه كان هناك وباء منتشرا في المنطقة في فترة ماضية ولم يعد موجودا في الفترة الاخيرة ، واعتقد ان سببه الجفاف الذي يشهده الريف الوطني في الأراضي الصحراوية المحررة، وانعدام الكلاء وفي المخيمات نجد امراض اخرى تصيب الحيوانات التي تأكل الأوساخ والبلاستيك وبقايا البطارايات وهو أمر مضر أيضا للإنسان الذي يستهلك لحم و لبن هذه الحيوانات.
وكالة الأنباء المستقلة: لماذا يلاخظ غياب العناية بالصحة المدرسية خاصة الفحوصات الدورية للأطفال ؟
وزير الصحة الصحراوي : الصحة المدرسية من الأولويات التي سطر عليها برنامجنا السنوي، بضرورة تفعيلها والتحسيس بأهميتها في الوسط المدرسي، و هو شان يهم بالخصوص مصلحة العينين والأسنان في وزارة الصحة اللتان تعملان فحوصات دورية على الأطفال و هو امر حاصل لان البعثات التي تجري الفحوصات عبروا لنا في مناسبات عدة عن قلقلهم تجاه الاطفال المهددين بتسوس الأسنان لعدم وعي الأسرة بمخاطر هذا الفيروس و ذالك ما يجعلنا نبحث عن الية لتوفير ورشات متنقلة لعمل فحوصات بالرغم من إن ذلك يتطلب امكانيات ضخمة ومختصين في المجال إلا انه انشغال تمت مناقشته مع وزيرة التعليم التي تفهمت الموضوع بدورها وابدت استعدادها الكامل للتعاون معنا.
وكالة الأنباء المستقلة: تعمل جبهة البوليساريو على اعمار الاراضي المحررة في استراتيجية جديدة، الا إن تلك الشعارات بقيت حبرا على ورق ولم تجسد بشكل واقعي، ماذا بشان قطاع الصحة في تلك المناطق ؟
وزير الصحة الصحراوي : قطاع الصحة في المناطق المحررة يحمل الثقل الكبير منه قطاع الصحة العسكرية التي تقوم بدور فعال على مستوى النواحي العسكرية، لقد قمنا بزيارة ميدانية إلى القطاع الشمالي ووقفنا على حالة المستشفيات، وفي المرحلة القادمة سنجري زيارة ثانية الى القطاعات الاخرى، من اجل تعزيز دور الصحة هناك والاستجابة لانشغالات المواطنيين خاصة المدنيين بالريف الوطني، كما قررنا ببعث بعثة طبية وطبيب مختص في التشخيص واطباء اخرين مؤهلين لتشخيص امراض العيون والاسنان وختان الاطفال، و ستنطلق هذه البعثة في عملها ابتداءا من السداسي القادم باذن الله.
وكالة الأنباء المستقلة: يعاني نزلاء دار الطب بالجزائر من مشاكل كثيرة، من بينها صعوبة التنقل من والى المستشفى بسبب عدم وجود الية نقل و مشاكل أخرى مزرية؟ هل من إجراءات متخذة في هذا الموضوع ؟
وزير الصحة الصحراوي : إن من أولوياتنا تحسين أوضاع المرضى في كل مواقع تواجدهم ولكن الوضع في دار الصحة بالجزائر يختلف حيث ان عدد المرضى يفوق الحجم المخصص لاستقبال النزلاء ويفوق الجهد الذي يمكن إن نبذله هناك، لهذا من الضروري جدا دراسة حالة هؤلاء النزلاء من اجل توفير ظروف أكثر أريحية وتوفير آليات نقل و غيرها من الامكانيات كتحسين التغذية و توفير ما يكفي من الأغطية مع وجود إجراءات صارمة تضبط عملية الايواء في الدار الصحية بالجزائر.
و لهذا الاعتبار قررنا العمل على فتح دار صحية في مدينة وهران للتخفيف من الضغط الموجود في الجزائر العاصمة وستكون لنا زيارة ميدانية لمراجعة تلك الأوضاع عما قريب.
وكالة الأنباء المستقلة : في نظركم ماهي أسباب هجرة الأطباء إلى الخارج؟
وزير الصحة الصحراوي : إن من الأسباب الظاهر لهجرة الاطباء تتمثل أساسا في فرق الراتب بين ما يتقاضاه الطبيب في المخيمات وما يتقاضاه في عمل اخر بالخارج، و من المعروف ان ظاهرة هجرة الأدمغة نحو العالم المتطور ليست محصورة فقط في الصحراء الغربية، بل هي ظاهرة يشهدها العالم باسره، و هي ضرورة فرضتها ظروف اللا حرب واللا سلم التي دفعت بالبعض الى البحث عن المادة لتحسين ظروفه بالرغم من استمرار العلاقة العائلية و الوطنية الراسخة و التي نعول عليها كثيرا .
وكالة الأنباء المستقلة : هل وضعت الوزارة خطة للحد من هجرة الاخصائين الصحراويين الى الخارج ؟
وزير الصحة الصحراوي : إلى حد الساعة لم نضع تدابير معينة، لكن الظاهرة قيد الدراسة باعتبار اننا جدد على الميدان، لهذا يبقى اكبر انشغال يؤرقنا يتمثل بالأساس في النقص الحاصل على مستوى الأطباء الذين أشيد بعملهم الجبار و تجشمهم عناء السهر على خدمة المواطنين، كما سيكون لنا اجتماع في شهر ماي القادم مع الاطباء الصحراويين المقيمون في الخارج من اجل ضمان مساعدتهم بخصوص علاج الصحراويين بمخيمات اللاجئين، و لدينا قناعة تامة بان الكثير منهم وطنيون ولهم استعداد تام للتعاطي الايجابي والتعاون معنا.
وكالة الأنباء المستقلة: كلمة أخيرة الاخ الوزير
وزير الصحة الصحراوي : في الأخير نؤكد على ضرورة الوقاية خير من العلاج واخذ الاحتياط من الإصابة من مرض السكر والضغط والسرطان وهي امراض خطيرة وضرورة الابتعاد عن أسباب الإصابة بهذه الأمراض، لذا لابد من الوقاية والعلاج للحد من هذه الأمراض كما انصح الجميع بضرورة التقليل من شرب الشاي وتناول السكر بشكل كبير وشرب الدخان ، كما انصح بضرورة المشي لمسافات طويلة وشرب كميات كبيرة من الماء ، والعناية بالنظافة وهي أسباب للحماية من الأمراض ، والحفاظ على الفحوصات لان الامراض يمكن علاجها في وقت مبكر قبل ان تتفاقم ويصعب معالجتها
وهذا كله يتطلب جهد كبير وانا أشيد بدوركم كإعلاميين في التوعية وتحسيس الناس بمخاطر الأمراض .
وأجدد الشكر لكم ونتمنى ان تستمر جهودكم في خدمة المجتمع .
وكالة الأنباء المستقلة : شكرا لكم الاخ وزير الصحة العمومية الاخ محمد لمين ددي على رحابة الصدر وعلى اتاحة هذه الفرصة لتنوير الرأي العام الوطني بكل الحيثيات والرد على كل الاستفسارات والانشغالات ونتمنى لكم التوفيق والسداد في مهامكم النبيلة.