-->

مختصون يؤكدون أن مكافحة الإرهاب تبدأ من تجفيف منابع التطرف


الجزائر، 26 أبريل 2012 (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة)- أضحت الوقاية من مخاطر الارهاب أمرا لا مناص من أن يكون من اولويات البرامج الوطنية لدول الساحل خاصة مع التنامي المتزايد لظاهرة الإرهاب والتطرف في المنطقة، ومع ما يؤكده المختصون والمتتبعون من أن محاربة التطرف لا بد أن تبدأ من منبعه الاصلي المتمثل في الأفكار الراديكالية الهدامة التي تغذيه وتجفيف منابع تلك الافكار.
ويركز أغلب المتتبعين لتطور ظاهرة الإرهاب في الشمال الإفريقي، على أن أسبابا كثيرة تقف وراء استفحال الأعمال الإرهابية والتطرف، ليس فقط البطالة والفقر وغياب التنمية وإنما وجود أرضية خصبة لانتشار الإيديولوجيات التي تتخذ من العنف والإرهاب منهاجا لعملها
.
ويدعو هؤلاء إلى ضرورة تتبع منابع هذا الفكر الهدام ومعرفة اسبابه ومصدره للحد من انتشاره بين ساكنة المناطق التي تعرف انتشارا للجماعات الإرهابية، مؤكدين في نفس الوقت على أهمية اشراك كل الفاعلين في المجتمع المدني والأوساط الجمعوية والدينية في العمل التحسيسي ضد الخطاب الراديكالي المتطرف لتلك الجماعات وكذا ضرورة تبادل المعلومات بين دول المنطقة للتصدي للظاهرة
.
مقاربة فكرية للقضاء على الأفكار الراديكالية
..
وفي هذا الشأن، يوضح ولد الزين ولد الإمام أستاذ الفقه ومقاصد الشريعة بجامعة نواكشوط، على أهمية تبني مقاربة فكرية لمحاربة ظاهرة الإرهاب والتطرف والقضاء على الافكار الراديكالية التي تهدم المجتمعات والأوطان
.
وأضاف ولد الزين أن تلك المقاربة يجب أن تستند على مقارعة الحجة بالحجة والدليل بالدليل، لأن تلك الجماعات المتطرفة تأخذ الإسلام كمطية لأفعالها، والإسلام منهم براء، لذلك وجب –كما قال- محاربتهم بالإسلام والبيان و"إذا كان قصدهم طيبا فسيعودون إلى جادة الصواب
".
أفكار وأيديولوجيات وراء تنامي الإرهاب
..
ويرى الخبير في الشؤون الأمنية إلياس بوكراع، أن الأعمال الإرهابية التي تقوم بها تلك الجماعات تقف وراءها أفكار وأيديولوجيات ما يعني أن الإرهاب له مستوى أيديولوجي أساسي، لذلك وجب التساؤل عن مصدر تلك الافكار التي يتغذى بها الإرهاب، وكيف تصبح سائدة في مجتمع أو أوساط اجتماعية معينة. وكيف يمكن لهذه الأفكار أن تؤدي إلى التطرف والعنف.  مشيرا إلى أن التطرف الذي نعاني منه حاليا هو تطرف الحركات الإسلاماوية
.

وأكد الياس بوكراع على هامش الملتقى حول "مكافحة الراديكالية في منطقة الساحل" بالمركز الإفريقي للدراسات والأبحاث حول الإرهاب، أنه بدون تلك الأيدولوجيات لا يمكن لأي حركة أن تكون لها هيمنة أو سيطرة على أي مجتمع أو فوج اجتماعي، وأشار في هذا الخصوص إلى أن الإرهابي منفذ تلك العمليات الإجرامية ما هو إلا آلة أو ذراع فقط أما العقل المفكر والمدبر فهو تلك الأفكار والأيديولوجيات الهدامة.
القضاء على الأفكار الإرهابية رهان أساسي
..
وشدد بوكراع،على أن القضاء على تلك الأفكار التي تؤدي إلى التطرف والإرهاب هو رهان أساسي ويكون في بعض الاحيان أكبر أهمية من الجانب العسكري، وأضاف ان تلك الأفكار لها أرضية خصبة تولد فيها، مشيرا إلى انه لا توجد علاقة ميكانيكية بين الفقر والبطالة مع ظاهرة الإرهاب، إلا ان هذه العوامل تساعد على تبني الأفكار المتطرفة
.
وفي السياق ذاته، أوضح الياس بوكراع أنه بعد مرحلة معينة من تطور الإرهاب، فإن تلك الافكار تستقل عن قاعدتها المادية لتنتج فيما بعد واقعا معينا، لذلك توجب ان لا تكون معالجة هذه الافكار بطرقة بسيطة وميكانيكية
.
المقاربة الأمنية غير كافية لوحدها
..
ومن جانبه، أكد الموريتاني احمد سالم مختار سالم الصحفي بخلية وحدة التنسيق والاتصال  التي تم تأسيسها في أفريل 2010 من طرف دول الميدان، أن المقاربة الامنية لم تكن كافية لمكافحة الإرهاب، لذلك كان لا بد من القيام بنظرة تكون أكثر شمولية حتى تدرج آليات ومقاربات أخرى للتمكين من محاربة جذرية للظاهرة
.
وفي هذا الخصوص أكد أحمد سالم على اهمية التنمية في القضاء على الإرهاب والتي اعتبرها غير منفصلة عن استتباب الأمن، لذلك تم اسناد مهمة القيام بأعمال تنموية لوحدة التنسيق والاتصال  فضلا عن مهمتها الاصلية، مشيرا إلى ان غياب التمنية في منطقة الساحل كانت من العوامل الاساسية التي ساعدت الجماعات  الإرهابية على تمرير أفكارها وجذب بعض السكان المتضررين إليها
.
كما اشار أحمد سالم إلى أهمية دور التحسيس والتوعية أيضا للقضاء على تلك الافكار ومحاربة الإرهاب، لذلك قامت وحدة الاتصال بإعداد استراتيجية إعلامية في هذا الجانب تم عرضها على وزراء خارجية دول الميدان  المجتمعين بنواكشط بداية السنة الجارية، وتم المصادقة عليها.
المصدر : الاذاعة الجزائرية

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *