-->

في حوار مع لاماب المستقلة مستشار القائمة العراقية: عدم الإيمان بالشراكة الوطنية في العراق يعرقل لكل الحلول


عمان / حوار صلاح الربيعي 09 ابريل2012 (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة)  وصف عضو البرلمان العراقي مستشار القائمة العراقية الدكتور هاني عاشور المشهد السياسي العراقي بالمعقد وعزا ذلك إلى إن جميع الكتل ما زالت أسيرة المحاصصة الطائفية السياسية التي اقرها بريمر خلال توليه الإدارة المدنية للعراق وما زال تصور بعض الكتل السياسية بان وجودهم في السلطة تعويضا لمعاناتهم في معارضة النظام السابق لذلك فهم لم يفكروا جادين في بناء مستقبل العراق وإنما بناء كتلهم وتسلطها على الموقف السياسي خوفا من انهيارها دون أن يدركوا إن البقاء في المشهد السياسي ليس بالقوة وإنما بما يحققوه من انجازات للعراقيين .
وفي حوار شامل أجراه مراسل وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة في عمان مع الدكتور عاشور وقد أفصح الدكتور عن رؤيته وتصوراته للمشهد السياسي العراقي بدأنا بالسؤال التالي :

لاماب المستقلة : مالذي يعرقل سير الأداء الحكومي والبرلماني العراقي ؟
الدكتور هاني عاشور - أن عدم الإيمان بالشراكة الوطنية وتجاوز الاتفاقات التي تم إقرارها في اربيل والتفرد بالقرار لسياسي والأمني والاقتصادي كل ذلك أصبح  معرقلا لنجاح أي جهد حكومي وبرلماني في أي قضية تحتاج إلى الحل ..  بل كان تجاوز الشراكة والاتفاقات هو المنهج السائد في إدارة العملية السياسية في العراق .. ومن الصحيح أن يتم بناء العراق وفق رؤى محددة موحدة للكتل وهذا هو الشيء الوحيد الذي ينقذ العراق ويخرجه من محنته ويدفعه إلى الأمام .
 لاماب المستقلة : وعن  الأخطاء التي يجب تصحيحها في العملية السياسية  ؟
الدكتور هاني عاشور
- إن الدستور الذي ينبغي تعديله وفق المادة 142 التي تضمنها الدستور نفسه لان اغلب الإشكاليات التي نواجهها الآن في العملية السياسية سببها عدم وضوح بعض فقرات الدستور ثم رفض التفرد .. ولا بد من الاستناد إلى الديمقراطية في أي قضية وطنية مصيرية حيث يكون رأي الشعب فوق الجميع والشعب ممثل في الكتل السياسية والبرلمان ولا ينبغي تجاوزهما .
لاماب المستقلة :
ماذا عن إمكانية الأحزاب السياسية في إقناع الشارع العراقي بعد التغيير؟
الدكتور هاني عاشور
- حتى الآن لايوجد برنامج واضح لأي حزب بل ما زالت الظروف السياسية تحكم توجهات الأحزاب  والتفكير بالسلطة ما زال هاجس الجميع .
لاماب المستقلة :
ما هي الحلول المناسبة لتجاوز مخاطر انهيار العملية السياسية في العراق؟
الدكتور هاني عاشور
-اعتماد الشراكة الوطنية والالتزام باتفاقات اربيل وإيمان جميع الكتل السياسية كون العراق لايمكن أن يبنيه حزب واحد أو فرد واحد وإنما تبنيه جهود العراقيين كتلا وعشائر ومثقفين وأفراد وهذا لا يتم إلا من خلال مؤتمر وطني يقر تلك الثوابت.
لاماب المستقلة :
هل هناك أخطاء للقائمة العراقية تسببت بضعف دورها بالقرار الحكومي ؟
الدكتور هاني عاشور
- برأيي ما كان ينبغي للقائمة العراقية أن تتنازل عن حقها الانتخابي في تشكيل الحكومة وما نراه اليوم هو بسبب تنازلها وعدم اعتراف الطرف الآخر بحقيقة النتائج التي حصلت عليها العراقية في الانتخابات الأخيرة وما تسبب ذلك بأن تشكل الحكومة الحالية بهذه الطريقة .. بحيث أصبحت العراقية في موضع مواجهة لايمكن أن  تنتهي إلا باتخاذ قرارات جريئة لتصحيح الوضع السياسي في العراق  حتى لو أجبرت على الانسحاب من العملية السياسية.
لاماب المستقلة : ما هي النصائح لقيادة القائمة العراقية وأعضائها للخروج من أزمتها ؟
الدكتور هاني عاشور
- اعتقد بان القائمة العراقية الآن في وضع مواجهة والصورة واضحة أمامها وأمام قياداتها  وهي تتابع الأمور عن كثب وفي حال لم يتم تحقيق ما تم الاتفاق عليه في اربيل سيكون لها موقف آخر.

لاماب المستقلة : ماهي حاجة السياسيين ليكونوا قادرين على إدارة العراق ؟
الدكتور هاني عاشور - على السياسيين أن يؤمنوا بان العراق للجميع  وليس
لأحد بذاته  وإعلاء دور المواطن وإيمان السياسي بأنه  خادما للمواطن وليس سيدا عليه  والالتزام  بأخلاقيات العمل السياسي  ومحاربة الفساد بكل أشكاله وكل يبدأ من نفسه. نحن نوجه  عاشور رسالة إلى الشارع العراقي أن يرى الشعب العراقي ما يجري حوله ويتعلم منه  لان زمن الصمت مضى  وأصبحنا الآن في زمن المعلومات السريعة ولم يعد خافيا على احد شيء ما.. وإذا ما سكت الشعب عن الفشل فسيكون مساهما فيه .. لذا عليه أن ينقذ نفسه من الفشل والانهيار قبل قوات الأوان وذلك بإصلاح أمره وأمر من يتولاه .
وفي ختام الحوار توقع مستشار القائمة العراقية فشل العملية السياسية إن لم تكن هناك إصلاحات واضحة وسريعة .. كون المنطقة تعيش حاليا تحت تأثير التغيير وان الشعب لن يقف ساكتا إزاء الفساد والانهيار الأمني .. ولن يترك الشعب حقه  وسيأخذه في اقرب فرصة يمكن أن تتاح له .. واعتقد إن العملية السياسية لم تعد تعبر عن طموحات العراقيين وتطلعاتهم لاسيما بعد خروج الاحتلال وإنما أصبحت معبرة عن أجندات ضيقة ومنافع شخصية.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *