-->

ندوة فكرية : حل النزاع في الصحراء الغربية مرتبط بتوفر إرادة سياسية وسط بيئة ديمقراطية


ندوة فكرية (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة) تناقش الندوة الفكرية "مشكل الصحراء الغربية سيناريوهات الحل في ظل التجاهل العربي والتواطؤ الدولي" التي ينظمها مركز وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة للدراسات السياسية والإستراتيجية في يومها الثاني السيناريوهات الممكنة لحل المشكل القائم في الصحراء الغربية وذلك بعد التعقيدات الاخيرة لملف النزاع القائم منذ قرابة الاربعة عقود وفي ظل سحب المغرب الثقة من الوسيط الاممي كرستوفر روس  رغم اتفاق الاطراف ـ البوليساريو والمغرب ـ على مواصلة المفاوضات التمهيدية لدراسة قضايا جوهرية منها الجسم الناخب، اليات لاتنظيم الاستفتاء، الثروات الطبيعية، تطهير المنطقة من الالغام .. قبل  عقد الجولة الخامسة  من تلك المفاوضات حيث تعود القضية الصحراوية لواجهة الأحداث  في ظل الحراك  الدولي (الانتخابات الفرنسية والاسبانية، الربيع العربي، تصريح الامين العام لجامعة الدول العربية..) من حول الأطروحات المتضاربة بين  استفتاء  بخيارات متعددة منها الاستقلال والاندماج(بالنسبة لجبهة البوليساريو) وأخرى منها الحكم الذاتي (بالنسبة للمغرب)  وربما يحمل الوسيط الدولي إذا تمسكت الامم المتحدة به في ظل المباركة الامريكية،وعقب 13 جولة من المفاوضات،مقترحات جديدة من قبيل  إجراء انتخابات تحت إشراف الأمم المتحدة في الإقليم بهيئة ناخبة يتفق عليها الطرفان ضمن مقاربة جديدة، على شاكلة ما وقع  في كوسوفو وقبلها في جنوب إفريقيا وناميبيا، او العودة للمربع الاول ..!!
وفي هذا الاطار يقول الكاتب والصحفي السالك مفتاح رئيس تحرير وكالة الانباء الصحراوية اثناء مداخلته "هنا لا بد من وضع النقاط  على الحروف لكل من هذه الصيغ والمخارج الممكنة، خاصة وان  مسار المفاوضات بين الطرفين، يبدأ هذه المرة وسط ظروف دولية جديدة في مقدمتها ما اوضحه الامين العام للامم المتحدة في تقريره الى مجلس الامن ابريل الماضي وما حملته توصية مجلس الامن،والظروف الجهوية والدولية التي  تكرس حق الشعوب في تقرير المصير وخيار الديمقراطية  في ظل هاجس مواجهة الارهاب والجريمة العابرة  ودخول اطراف جديدة على الخط  في ظل التغيرات التي عرفها العالم "
ويضف الكاتب "هنا  لابد من التذكير بإن حق تقرير المصير  مرتبط عضويا بحرية الاختيار.. وهذه حقيقة يدركها المبعوث الدولي وكرسها في تقاريره  وتلك حقيقة اقرها الامين العام لجامعة الدول العربية اخيرا في ظل موجة التغيرات التي عرفتها بعض الدول العربية (تونس، مصر، اليمن، ليبيا، سوريا) وبات الجميع  يهضم دروسها وممارساتها التي وضحها القانون الدولي وتبنتها  الأمم المتحدة  ومارستها  على الأرض في أكثر من منطقة  من  العالم ،  والتي منها   استفتاء بالاقتراع  العام المباشر والسري  كما حدث في عديد مناطق العالم بدء من الجزائر وانتهاء بتيمور الشرقية وجنوب السودان .. او من خلال قرار تتخذه الهيئات المنتخبة  كما  كان الحال في السودان  إبان الانتداب البريطاني والذي  كانت نتيجته  استقلال البلد وقطع  التبعية  عن مصر، او في  انتخابات تشرف عليها الامم المتحدة بين الفرقاء  بالإقليم  محل النزاع  مثل ما وقع في  ناميبيا،وجنوب افريقيا، وكوسوفو وغرا ندين  التابعة للدينمارك  أخيرا.."
وكان ملك المغرب الحسن الثاني قد  قبل الاستفتاء لتقرير المصير سنة 1981 وبخيارين فقط هما الاستقلال او الاندماج .. و كان الحسن الثاني واضحا مع كاتب الدولة الامريكي السيد جيمس بيكر عندما ساله هل تريدون حقا الذهاب نحو الحسم الدولي عبر الاستفتاء ، فقال له" نعم ولا شئ  غير ذلك  يمكن المغرب من بسط سيادته على الصحراء " . وأضاف جيمس بيكر في عهد محمد السادس خيار الحكم الذاتي لسلة خيارات امام الناخب في الصحراء الغربية..
ومنذ سنة  1991 مع وقف اطلاق النار، جرت مياه كثيرة ومفاوضات "عسيرة" حول الهئية الناخبة  واليات تنفيذ الاستفتاء  ووقع الجانبان اتفاقيات ابرزها اتفاقيات هيوستن التي ابرمتها المملكة المغربية وجبهة البوليساريو تحت اشراف الامم المتحدة وبواسطة من كاتب الدولة الامريكي الاسبق جيمس بيكر(هيوستن 1987).. وجرت تطورات لاحقة كان ابرز معالمها اعلان الهئية الناخبة  ثم تنصل المغرب من التزاماته الدولية بمباركة من شركائه في فرنسا والويات المتحدة الامريكية واسبانيا 2000  بعد ما تاكد ان اجراء استفتاء بهئية ناخبة سيؤدي حتما لاستقلال الصحراء الغربية  تحت هاجس وقتها الحفاظ على عرش  المغرب  قبل ان يتقدم بيكر بمقاربته الشهيرة  القائمة على مرحلة انتقالية (حكم ذاتي) ثم  اجراء استفتاء لتحديد الوضع النهائي بهئية ناخبة موسعة، و قبلتها  جبهة البوليساريو، ورغم  ان تلك المقاربة تعطي للمغرب  فرصة كبيرة  وهامش لعبة اوسع  من خصمها جبهة البوليساريو كون خط الرجعة مختل بنسبة 60% لحاسب المغرب ، الا ان هذه الاخيرة لم تقبلها ، بل انها اعلنت  سنة 2004 رفضها وبالمطلق  لأية مقاربة تتضمن خيار الاستقلال في اية استشارة معلنة مبادرتها (الحكم الذاتي) كخيار وحيد ..اليوم يتكرر نفس اسلوب العرقلة والمراوغة مع روس بعد 9 جولات من المفاوضات التمهيدية التي جرت خلف ابواب مغلقة وتحت اشراف الامم المتحدة  مباركة المغرب لتقرير الامين العام للامم المتحدة ولائحة مجلس الامن الاخيرة، يقوم بحسب الثقة دون سابق انذار..
هنا يطرح السؤال على شئ تراهن المغرب سواء في رفضه لخطة بيكر او تملصها  من تركة مخطط التسوية واتفاقيات هيوستن، او في سحب ثقته من الموفد الدولي، يتساءل الكاتب في مداختله

ويذكر في هذا المضمار  بان الامين العام للامم المتحدة، سبق وان اقترح جملة من الخيارات  منها تقسيم الاقليم  وانسحاب بعثة المينورسو(بعثة الامم المتحدة لتنظيم استفتاء لتقرير المصير في الصحراء الغربية)  ووضع خيار جديد يقوم على فرض مقاربة على الطرفين من لدن الامم المتحدة.. ونتيجة  وجود القضية تحت البند المرن(البند السادس في ميثاق الامم المتحدة) ، لم تفلح الامم المتحدة في ذلك ..!!
و مع  انطلاق المفاوضات  في جولتها الجديدة منذ 2006 بمنهاست ، بدأت الامم المتحدة  ارادة في تقريب وجهات نظر الطرفين ، لكن ظل المغرب متمسكا برفض  خيار الاستقلال ، بينما  اعلنت  جبهة البوليساريو ،  قبول الاستفتاء  عبر طرح خيارات بين الاستقلال ، الحكم الذاتي او الاندماج في المغرب وقدمت ضمانات للمغرب في مقدمتها الاستعداد لتقاسم  فاتورة تكاليف النزاع  والاستغلال المشترك للثروات  وحق المستوطنين في التملك واكتساب الجنسية الصحراوية ... واكثر من هذا الحكم الذاتي  تحت السيادة المغربية لمدة محددة (حسب خطة بيكر) وربما تقبل المزيد ، لكن لايمكنها التنازل عن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير كونها غير مخولة  بذلك بالنظر  لخطها التحريري، في نظر المحلل !؟
ويمكن إن تفضي  المفاوضات والمقاربات المقبلة في نظره  إلى اضافة خيار اخر مثل الشراكة(الكونفدرالية) ، او اللجؤ الى  الاحتكام للانتخابات باجندة سياسية تتموقع  خلف عربة المناصرين لجبهة البوليساريو والمنضوين  تحت لواء الكوركاس المغربي او اي مسمى اخر، ان توفرت إرادة سياسية لحسم القضية..!؟

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *