في حوار مع وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة اديب عراقي يتحدث عن نهضة ثقافية في العراق
حوار / صلاح الربيعي (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة) طه الزرباطي أحد الكتاب والأدباء والشعراء والمثقفين الذين ولدوا بمدينة زرباطية التابعة لمحافظة واسط في شباط عام 1963 تلك المدينة الدائرية التي تآخى فيها السهل والجبل والمحاطة ببساتين النخيل والحمضيات التي يخيم عليها عبق الماضي بكل جمالياته وبساطته المفرطة ولطالما تفاعل أهلها مع السياسيين من كل الطوائف والقوميات المنفيين إليها قسرا أو طوعا من كل أطياف إذ شكلت تلك المدينة جزءا من ذكرياتهم التاريخية بحلوها ومرها حيث تغنى الملا عبود الكرخي بكرم أهلها وطبيعتها الخلابة.. وقد وجدت السياسة دروبا معبدة في عقول وضمائر المنفيين الى تلك المدينة الهادئة التي تمخض عنها مواقفا وطنية شجاعة وصادقة لايزال يدفع السكان ثمنها باهضا حتى هذا اليوم .. ولأجل تسليط الضوء على المزيد من التفاصيل كان لمراسل وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة في العراق هذا الحوار مع الاديب طه الزرباطي الذي تركنا له حرية الحديث عن تلك المدينة وأثرها البيئي على نشأته وخصوصيته في مجالات صنع الإبداع الثقافي طوال السنين الماضية فأجابنا قائلا .. إن ثنائية النخل والجبل وثنائيات الوطن على ارض تلك المدينة التي شكلت لدى جمالا غير عادي وصفته بإناء الذهب الذي يضم في حضنه مجموعة كبيرة من المثقفين والأدباء والسياسيين الذين ضاع بريقهم بسبب الاضطهاد والتهميش والتخوين والنسيان لا شيء سوى أنهم قالوا الحقيقة ونقلوا المشهد المرير الذي يعيشه العراقيون كما هو عن طريق مقال أو أبيات من الشعر أو رأي تم طرحه في محفل ما كان ذلك في وقت طغى فيه التزييف والربت على الأكتاف والمحاباة وإغماض العيون عن الظلم والظالمين .. كانت الولادة تحت يافطة الجغرافيا الغبية التي رسمتها عنجهية من تجاوزوا قيم الإنسانية مثلما تجاوزوا قيم الإسلام والوطنية التي يدفع الإنسان ثمنها حتى قبل أن يولد كما دفعت النخيل والأنهار والبيوت أثمان وقوعها في تلك الجغرافيا الغبية كل ذلك ترك أثرا واضحا على حياتي لاخلق من تلك المعاناة إبداعا أوثق فيه لتلك الأيام التي لايزال صدى وقعها في الذاكرة والتي لم تزيدني إلا إصرارا وعزما لمواصلة البحث والكتابة في الثقافة والأدب والشعر لعلي اترك بصمة على بقعة ما في تلك الأرض التي حملتني وغيري من أهلها بكل حنان ومحبة وتبعدنا عن الحقد والحسد والضغينة التي يحملها البعض في نفوسهم التي لاتعرف السلام والجمال والنقاء ومقابل كل مقطوعة موسيقية عذبة في الحياة هنالك موسيقى جنائزية ترثي بعض يومياتنا في تلك المدينة المتواضعة حيث كانت زرباطية بالأمس مدينة منفى وملاذا لنفوس وعقول رفضت الزيف والتلميع لذلك حرمتها كل الحكومات من جميع الخدمات الإنسانية ورغم ذلك فانها لازالت تنبض بالحياة .. ومن المسلم به بأن البيئة والمحيط الذي يعيش فيه الإنسان يرسم الخطوط العريضة لحياته وقد جاءت النشأة في ربيع الرفض السياسي وان كان بأضعف الإيمان بعد أن لمسنا من عدونا فصال مقاسات الوطن والوطنية وفقا لمقاساته .. لقد كانت ولادتي بتلك المدينة الحدودية ونشأتي فيها جعلت مني شاهدا على مذبحة نخيلها وردم مسارات الأنهار فيها وكنت شاهدا على فصل الزوجة عن زوجها وأطفالها لذلك توزعت قبورنا على المعمورة هذا ماجعلني سياسيا دون انتماء أو ايدولوجية أناقش وأعارض وأتفاعل ومرة يقتلني اليأس والإحباط لأعود مرة أخرى ليقين ثابت لاشك فيه بان هنالك وطن لايخذل أبنائه وقد هيأ أبواي كل وسائل الحياة لوحيدهم المدلل الذي حمل هموم مدينته مع طيات الدلال وأتاح لي أبواي حيزا من الحرية الممزوجة الحرص والمراقبة وتهيأت لي أجواء القراءة التي سنحت لي بان أخوض مضمار الشعر مبكرا والذي كان خليطا من العامية والفصحى والكوردية أيضا إلا أن القراءات المتنوعة والتي جاءت بالصدفة وحسب ما يتوفر من مصدر لذلك بدأت من دارون وأصل الأنواع ثم مترجمات الأدب الروسي والفرنسي والإنكليزي فضلا عن الأدب العربي ولاحقا أدب أمريكا اللاتينية كما تنوعت قراءاتي لتتشكل من مؤلفات السيد الشهيد محمد باقر الصدر وكارل ماركس حيث حملتهما فكريا متجاوزا الحدود الذاتية والرومانسية وبانت إرهاصاته وعوالمه الفريدة أخيلته وجنوحه والتحسس المفرط المؤلم والجميل في وقت واحد وفي حضن طبيعة زرباطية وبين بساتين النخيل والرمان والحمضيات وبين أجمات العليق والبرتقال والنهر الرائع الذي يمشط جدائل المدينة ويقسمها إلى صوبين تلقيت التشجيع والدعم المعنوي من اساتذتي بمتوسطة زرباطية وثانوية بدرة أصحاب الفضل الكبير على توجهي الثقافي لاسيما الروائي هشام توفيق الركابي الذي كان يؤشر على قصصي بأنها صالحة للنشر لو رغبت ! وكان يعرض نتاجي بين المدرسين حتى تعاملوا معي كزميل و ليس كطالب كانت حيث كتبت القصة الأولى عن الحرب العراقية الإيرانية التي أصفها وصمة العار في التاريخ الحديث كونها لم تنتهي بنتيجة توازي حجم مأساتها وتضحياتها وكنت في تماس يومي مع الحرب بعد أن ذبحت مدينتنا من الوريد إلى الوريد إذ ذبحوا النخيل والأشجار وردموا الأنهار وأخفوا معالمها باسم الدفاع عن البوابة الشرقية التي لم تخن الوطن ولم تمنحه لأحد وتاريخ زرباطية الحدودية وموقف أهلها يبقيان وثيقة تاريخية تثبت حفاظهم على اسم وسمعة وكرامة العراق بكل مناطقه لهذا سكنت المعارك قصصي وكذلك السجون والتعذيب والإلغاء والتهميش والعنصرية البغيضة فالقصة الأولى كانت رفضا مبكرا لكل الحروب وفضحا للدمار الذي خلفته المغامرات العسكرية على مدى العقود الماضية وقد اشترطوا لنشرها في صحيفة الجمهورية آنذاك تغيير نهايتها التي لم تثني على الحرب فرفضت وكان الصمت طويلا ومؤلما حتى سقوط النظام ليتم نشر القصة ذاتها في عام 2004 بإحدى الصحف العراقية وهكذا توالت القصص والقصائد في معظم صحفنا الرئيسة ..
وعن مساحة العمل وخصوصيتها في الموضوع الإبداعي قال الزرباطي إن المخاض الذي عشت أيامه بلور شخصيتي التي تبحث وبشكل لايتوقف عن كل زاوية يمكن أن أسجل فيها بصمة إبداع يمكن ان يشير لها المتلقي والمعني بالثقافة والمبدعين وان سنوات الصمت والألم بكل ماتحمله من مشاعر وطنية صادقة تجلت بحصولي على شهادة البكالوريوس في اللغة العربية دون تعيين للأسباب المعروفة وكذلك انجاز رواية من المؤمل نشرها قريبا تحت عنوان الحصاد ورواية تحت عنوان مخطوطة الأمل ومجموعتين في القصة القصيرة الأولى عودة الدمى وهي تحت الطبع ومجموعة العابر الليلي ومجموعة شعرية تغطي ثلاثين عاما ومسرحيتين من فصل واحد ودراستين في علم الجمال والفلسفة الفيثاغورسية ودراستين في الأدب العربي كانت الأولى فكرة دراسة ماجستير لم أنلها لنفس الأسباب وقمت بنشر أكثر من أربعين نصا بين الشعر والقصة القصيرة ة والمقالة الأدبية في الصحف العراقية ولكن بعد تغيير النظام السياسي في العراق وقد طرقت كل أبواب العمل ولم تستطع الحكومة الجديدة بكل جلالة قدرها أن توفر لي ولغيري من الأدباء مصدرا للعيش يمكن أن يسهم بفتح بيت بسيط تطغى عليه الخصوصية العراقية التي ميزت تاريخ العراق وهي تنوع وثراء حضارة شعب الرافدين كما تناولت الهم العراقي لكافة مكوناته العريقة كمصدر للإبداع والفكر الثر ضد الذين يصنفوننا شيعة وسنة كوردا وعربا ومندائيين وكلدوآشوريين ومسيحيين و...و....و... الآ أن همنا عراقي واحد واننا امة متنوعة وحدها العراق الواحد صاحب التأريخ فالخصوصية عراقية قبل كل شيء ثم تندرج الخصوصيات القومية والتراثية واللغوية ..
وعن مرحلة الجيل الادبي الذي يمكن أن اضع نفسي فيه فاني أرى المثقف والأديب يمكن أن ينتمي الى كل المراحل لانها لاتختلف الواحدة عن الأخرى ولكل مرحلة همومها ومعاناتها ومن يحمل تلك الهموم ويتعايش معها لاتختلف عنده المراحل التي يعيش فيها والى أي جيل ينتمي لان كل مايحمله لايتعلق بمرحلة ما أو زمن ما وإنما يتعلق بما يطمح له من تصحيح للمسارات الخاطئة في الحياة العامة من خلال ما يتفاعل معه من نتاج فكري أو ثقافي أو ادبي يخدم به المجتمع الذي يعيش فيه لذلك لو كنت مع أي جيل من الأجيال لكان لي نفس الدور الذي أتبناه الآن حيث كنت أملك نصوصا في الشعر والنثر كانت صالحة للنشر لو تآخت مع السلطة آنذاك بينما جعلها موقفي أدبا معارضا حتى قبل العرض وأقوال هل كنت أستطيع أن أوقع باسمي الزرباطي ؟ وهل كنت أستطيع أن أرفض الحرب ؟ وكيف أتخلص من مديح السلطة المعضلة الأكبر ؟ لذلك أقدم فكرة الالتزام الإنساني والفكري للأديب في تقييمي للنص خاصة في البيئة العراقية السابقة كما كتبت بعض النصوص الصالحة ومنذ المرحلة المتوسطة لكنني نشرتها بعد سقوط النظام ويقال إن الأدب تناص مستمر بمعنى أن الأديب لا يستطيع إلغاء خزينه القرائي ولأن خزيني متنوع لذلك تأثرت بكل ما مر علي حتى أذا أخذ التأثر شكلا سلبيا أي الاختلاف جزئيا أو كليا مع النص المقروء أو التوافق معه في الشعر مثلا أنا أميل كثيرا ألي أبي العلاء والمتنبي ومحمود درويش وشيركوبيكس وحافظ شيرازي وبابلونيرودا ولوركا وعن قصيدة النثر أراها ظاهرة أوجدتها الحاجة أو تطور القيم الشعرية والفكرية مثلما أوجدت الحاجة الإنسانية المسرح والشعر والرواية والقصة القصيرة وعولمة النظام ألمعلوماتي الالكتروني الآن وهذه حاجة نمط التطور الذهني الذي يفترض أولوياته التي قد تواجه بعض الرفض للذين تعودوا نمطية معينة ليس من السهل الانقلاب عليها كما حصل مع الأنبياء والرسل ومع العلماء لذلك ومع تعلقي وكتابتي بالعروض العربية أميل للنثر باعتباره الوعاء الأكثر سعة لاحتواء الأفكار والإرهاصات والقيم الفكرية وأجد أن الأدب يتوجه إلى تمازج الأنواع الأدبية وتداخلها شريطة نضوج النص واحتواء مكنونات السبق الأدبي والريادة وأنا أؤكد على وظيفة القيم والرموز الأخلاقية للأديب لذلك اخترت الصمت لخمسة وعشرين عاما والنص المطروح شرط إبداعه بالتزام صاحبه بقيم أخلاقية وأعني عدم خضوع الأدب للبيع حسب قياسات وأهواء الآخرين ولا أعني أن يكون الأدب وعظيا ومملا وباعتقادي أن الأدب صورة للحياة لذلك لابأس أن يتناول المراحل المتدنية من المجتمعات معتمدا الجرأة والصدق كما أؤكد على مسألة عدم إنصاف الضحايا في العراق حتى من قبل الضحايا أنفسهم مع مرور كل هذا الوقت الطويل من الانتظار حيث تعامل البعض مع الموضوع كسلعة ومتمم للياقة السياسية ومجاملاتها لذلك ضاعت حقوق الأغلبية المسحوقة وأخذ السارق الحقوق من جديد مبدلا لباسه على مقاس الوضع الجديد وهنا يجب أن لا نخدع مرتين وأتمنى صادقا
أن نتجاوز هذه المحن وأن لاينصب اهتمامنا على القضايا الجانبية التي يخطط لها البعض خلف الكواليس وأن نتعامل مع قضايانا بتجرد ووطنية صادقة لأننا جميعا لا نملك حلا آخر وأتمنى نهضة ثقافية ذات طابع عراقي شامل يخص الجميع لاسيما من همشناهم طوعا وكرها كما علينا أن نعتذر منهم لأنهم أهلنا الذين لم ننصفهم من قبل بل كنا نستخف أحيانا بجروحهم فلا غرابة أن تجد مادحي الأمس هم ضحايا اليوم وهم في الصف الأول وكأننا لانحترم حتى صبر الآخرين وجروحهم التي بقيت تنزف لسنوات دون توقف.
وعن مساحة العمل وخصوصيتها في الموضوع الإبداعي قال الزرباطي إن المخاض الذي عشت أيامه بلور شخصيتي التي تبحث وبشكل لايتوقف عن كل زاوية يمكن أن أسجل فيها بصمة إبداع يمكن ان يشير لها المتلقي والمعني بالثقافة والمبدعين وان سنوات الصمت والألم بكل ماتحمله من مشاعر وطنية صادقة تجلت بحصولي على شهادة البكالوريوس في اللغة العربية دون تعيين للأسباب المعروفة وكذلك انجاز رواية من المؤمل نشرها قريبا تحت عنوان الحصاد ورواية تحت عنوان مخطوطة الأمل ومجموعتين في القصة القصيرة الأولى عودة الدمى وهي تحت الطبع ومجموعة العابر الليلي ومجموعة شعرية تغطي ثلاثين عاما ومسرحيتين من فصل واحد ودراستين في علم الجمال والفلسفة الفيثاغورسية ودراستين في الأدب العربي كانت الأولى فكرة دراسة ماجستير لم أنلها لنفس الأسباب وقمت بنشر أكثر من أربعين نصا بين الشعر والقصة القصيرة ة والمقالة الأدبية في الصحف العراقية ولكن بعد تغيير النظام السياسي في العراق وقد طرقت كل أبواب العمل ولم تستطع الحكومة الجديدة بكل جلالة قدرها أن توفر لي ولغيري من الأدباء مصدرا للعيش يمكن أن يسهم بفتح بيت بسيط تطغى عليه الخصوصية العراقية التي ميزت تاريخ العراق وهي تنوع وثراء حضارة شعب الرافدين كما تناولت الهم العراقي لكافة مكوناته العريقة كمصدر للإبداع والفكر الثر ضد الذين يصنفوننا شيعة وسنة كوردا وعربا ومندائيين وكلدوآشوريين ومسيحيين و...و....و... الآ أن همنا عراقي واحد واننا امة متنوعة وحدها العراق الواحد صاحب التأريخ فالخصوصية عراقية قبل كل شيء ثم تندرج الخصوصيات القومية والتراثية واللغوية ..
وعن مرحلة الجيل الادبي الذي يمكن أن اضع نفسي فيه فاني أرى المثقف والأديب يمكن أن ينتمي الى كل المراحل لانها لاتختلف الواحدة عن الأخرى ولكل مرحلة همومها ومعاناتها ومن يحمل تلك الهموم ويتعايش معها لاتختلف عنده المراحل التي يعيش فيها والى أي جيل ينتمي لان كل مايحمله لايتعلق بمرحلة ما أو زمن ما وإنما يتعلق بما يطمح له من تصحيح للمسارات الخاطئة في الحياة العامة من خلال ما يتفاعل معه من نتاج فكري أو ثقافي أو ادبي يخدم به المجتمع الذي يعيش فيه لذلك لو كنت مع أي جيل من الأجيال لكان لي نفس الدور الذي أتبناه الآن حيث كنت أملك نصوصا في الشعر والنثر كانت صالحة للنشر لو تآخت مع السلطة آنذاك بينما جعلها موقفي أدبا معارضا حتى قبل العرض وأقوال هل كنت أستطيع أن أوقع باسمي الزرباطي ؟ وهل كنت أستطيع أن أرفض الحرب ؟ وكيف أتخلص من مديح السلطة المعضلة الأكبر ؟ لذلك أقدم فكرة الالتزام الإنساني والفكري للأديب في تقييمي للنص خاصة في البيئة العراقية السابقة كما كتبت بعض النصوص الصالحة ومنذ المرحلة المتوسطة لكنني نشرتها بعد سقوط النظام ويقال إن الأدب تناص مستمر بمعنى أن الأديب لا يستطيع إلغاء خزينه القرائي ولأن خزيني متنوع لذلك تأثرت بكل ما مر علي حتى أذا أخذ التأثر شكلا سلبيا أي الاختلاف جزئيا أو كليا مع النص المقروء أو التوافق معه في الشعر مثلا أنا أميل كثيرا ألي أبي العلاء والمتنبي ومحمود درويش وشيركوبيكس وحافظ شيرازي وبابلونيرودا ولوركا وعن قصيدة النثر أراها ظاهرة أوجدتها الحاجة أو تطور القيم الشعرية والفكرية مثلما أوجدت الحاجة الإنسانية المسرح والشعر والرواية والقصة القصيرة وعولمة النظام ألمعلوماتي الالكتروني الآن وهذه حاجة نمط التطور الذهني الذي يفترض أولوياته التي قد تواجه بعض الرفض للذين تعودوا نمطية معينة ليس من السهل الانقلاب عليها كما حصل مع الأنبياء والرسل ومع العلماء لذلك ومع تعلقي وكتابتي بالعروض العربية أميل للنثر باعتباره الوعاء الأكثر سعة لاحتواء الأفكار والإرهاصات والقيم الفكرية وأجد أن الأدب يتوجه إلى تمازج الأنواع الأدبية وتداخلها شريطة نضوج النص واحتواء مكنونات السبق الأدبي والريادة وأنا أؤكد على وظيفة القيم والرموز الأخلاقية للأديب لذلك اخترت الصمت لخمسة وعشرين عاما والنص المطروح شرط إبداعه بالتزام صاحبه بقيم أخلاقية وأعني عدم خضوع الأدب للبيع حسب قياسات وأهواء الآخرين ولا أعني أن يكون الأدب وعظيا ومملا وباعتقادي أن الأدب صورة للحياة لذلك لابأس أن يتناول المراحل المتدنية من المجتمعات معتمدا الجرأة والصدق كما أؤكد على مسألة عدم إنصاف الضحايا في العراق حتى من قبل الضحايا أنفسهم مع مرور كل هذا الوقت الطويل من الانتظار حيث تعامل البعض مع الموضوع كسلعة ومتمم للياقة السياسية ومجاملاتها لذلك ضاعت حقوق الأغلبية المسحوقة وأخذ السارق الحقوق من جديد مبدلا لباسه على مقاس الوضع الجديد وهنا يجب أن لا نخدع مرتين وأتمنى صادقا
أن نتجاوز هذه المحن وأن لاينصب اهتمامنا على القضايا الجانبية التي يخطط لها البعض خلف الكواليس وأن نتعامل مع قضايانا بتجرد ووطنية صادقة لأننا جميعا لا نملك حلا آخر وأتمنى نهضة ثقافية ذات طابع عراقي شامل يخص الجميع لاسيما من همشناهم طوعا وكرها كما علينا أن نعتذر منهم لأنهم أهلنا الذين لم ننصفهم من قبل بل كنا نستخف أحيانا بجروحهم فلا غرابة أن تجد مادحي الأمس هم ضحايا اليوم وهم في الصف الأول وكأننا لانحترم حتى صبر الآخرين وجروحهم التي بقيت تنزف لسنوات دون توقف.