دور المراة الصحراوية في النضال السياسي موضوع حوار وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة مع الامينة العامة لولاية السمارة

فاطمة بلا مناضلة صحراوية في صفوف الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب قضت اكثر من 37 سنة من البذل والعطاء داخل التنظيم السياسي لجبهة البوليساريو، مارست خلالها الكثير من الأدوار السياسية كان اخرها مديرة لمدرسة 27 فبرائر الوطنية ثم امينة عامة لولاية السمارة، نبحث معها واقع المرأة الصحراوية والمشاركة السياسية.
حاورها : حمة المهدي

لاماب المستقلة ـ مرحبا بكم السيدة فاطمة بلة ضيف حوار على وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة
فاطمة بلا ـ اهلا وسهلا

لاماب المستقلة ـ تبحث المرأة عن ذاتها في الكثير من الأقطار العربية هل تعيش المراة الصحراوية نفس المشكلة؟

فاطمة بلا ـ بالعكس نساء العالم يبحثون عن موقع قدم لهن بين الرجال لان اغلبهم لا يتمتعون بحقوقهم بالشكل الكافي، وهو ما يدفعهم الى النضال من اجل تلك الحقوق التي يستحوذ عليها الرجال في تلك البلاد، بخلاف المرأة الصحراوية التي منحتها جبهة البوليساريو منذ تأسيسها كل الحقوق وجعلتها في المقدمة الطلائعية للثورة فظلت تناضل إلى جانب الرجل وتتمتع بنفس الحقوق من حق الترشح والانتخاب وحقها في تولي كافة المناصب داخل التنظيم السياسي للجبهة والحكومة الصحراوية.
بل ان الجبهة تدفع  المرأة للمشاركة بشكل اكبر في كل المواقع والمناصب وما رافق ذلك من تكوين وتأطير وإتاحة كافة الفرص أمامها للتتبواء مكانتها المرموقة داخل المجتمع.

لاماب المستقلة ـ إذن هذا الجواب يجرنا إلى السؤال عن موضوع المشاركة السياسية للمرأة الذي يشكل نقطة جوهرية في تحديد مدى تطور الدول والمجتمعات كيف تقيمين المشاركة النسوية في الشأن السياسي الصحراوي؟

فاطمة بلا ـ حضور المرأة في الأمانة الوطنية للجبهة والبرلمان والحكومة ورئيسات دوائر وبلديات ومديرات موسسات وطنية وأمينات هذه كلها مناصب تتقلدها المرأة الصحراوية في التنظيم السياسي وفي الحكومة، بالاضافة الى الدور الكبير الذي يلعبه الاتحاد الوطني للمرأة الصحراوية وما يشكله من دور بارز في إظهار الوجه الحقيق للمرأة الصحراوية والمشاركة في كافة المحافل الوطنية والدولية ومع هذا كله لانزال نطمح إلى أكثر من هذا واعتقد ان المزيد من التثقيف والتحسيس بهذا الدور لاشك انه سيساهم في الدفع بالمشاركة النسوية الى التطور والاتساع.

لاماب المستقلة ـ شكل تواجد المرأة الصحراوية في كل مفاصل الدولة الصحراوية زمن الحرب لغز لدى الكثيرين ما سر ذلك؟

فاطمة بلا ـ انشغال الرجل في الحرب جعل المرأة تقتحم كل المجالات وهو السر في كون المرأة معلمة ومربية وطبيبة وعريفة ورئيسة دائرة ومسؤولة وكل الادوار الموجودة مارستها المرأة في ذلك الوقت بفضل صبرها وتحديها وقناعتها بان التضحية طريق الاستقلال فقدم النسوة الصحراويات اغلى ما يملكن من اجل هذا الوطن فضحين بالابن والزوج والاب من اجل تحقيق النصر الذي ينشده كل الصحراويين.

لاماب المستقلة ـ إذن ماهي التحديات التي تواجه المرأة الصحراوية كثائرة في زمن السلم؟

فاطمة بلا ـ القناعة الدفاع عن الوطن لاتزال هي القناعة راسخة في اذهان كل النساء الصحراويات، لكن في الزمن الحالي وفي الظروف التي يسودها الاستقرار النسبي نلاحظ وجود عدم الرغبة في المشاركة السياسية ويظهر هذا من خلال كثرة الفرص المتاحة امام المرأة الغير مستغلة كما يجب، ومع ان المرأة اليوم تتمتع بثقافة اكبر من الامس والكثير من النساء متعلمات، لكن نلاحظ عزوف ربما يحتاج منا الى بذل المزيد من التحسيس داخل الاوساط النسوية لنضمن مشاركة وحضور اكبر في الشان السياسي.

لاماب المستقلة ـ سبق وان شغلت منصب مديرة لمدرسة 27 فبرائر التي تحولت مؤخرا الى ولاية بوجدور وتشغلين الان منصب امينة عامة لولاية السمارة التي تعتبر اكبر مخيمات الاجئين الصحراويين. هل من فرق ؟

فاطمة بلا ـ بالنسبة لمدرسة 27 وعلى ذكركم لها لايفوتني ان أهنئ مجلس تسيير المدرسة الذي اصبح الان المجلس الولائي وان اثمن تعاونه معي واستجابة كافة طاقمه للبرامج كما احيي مستوى النضج والعطاء طيلة ثماني سنوات التي قضيتها معهم، كما اثمن مستوى التعاون والتجاوب من سكان المدرسة في تسهيل البرامج المسطرة والسهر على تنفيذها، واعتبر هذه الفترة بالنسبة لي فترة عطاء حيث اكتسبت من خلالها الكثير من التجارب والأساليب خاصة في ظل الجوء الذي كان سائد.
وما يمكن ان اتحدث عنه من ناحية الفرق بين المدرسة والولاية يمكن ان يتحدد في نوعية المنصب والحجم الجغرافي لكل واحدة، لكن ايضا من خلال ما وجدته امامي من روح عالية في العمل سواء على مستوى المجلس او على مستوى والي الولاية والانسجام الكبير بين كافة السلطات، واعتقد ان هذا سيكسبني المزيد من التجارب.

كما ان المبادرات التي يقوم بها الوالي بين الفينة والاخرى تزيد من تشجيع الجميع على العمل والتجاوب مع هذه البرامج التي تعود بالفائدة على المواطنين.

لاماب المستقلة ـ على ذكر المبادرات ماهي ابرز هذه المبادرات وهل اقتصرت على حملات النظافة فقط مع العلم ان الولاية توجد بها قطاعات حساسة كالتعليم والصحة وقضايا الشباب والعجزة والقضايا الاجتماعية الاخرى التي تحتاج الى مبادرات عاجلة؟

فاطمة بلا ـ المبادرات موجودة والمجموعات الشبانية التطوعية تستعين بها الولاية في تنفيذ البرامج سواء في الحملات او المناسبات الوطنية وهذا عامل اضافي يساهم في إدماج الشباب واشراك هذه المجموعات في العمل الوطني، هذا بالاضافة الى حملات النظافة التي انطلقت بنقل النفايات الى خارج الولاية.
كما نسجل العديد من المبادرات والتي نذكر منها:
توقيع تؤمة بين فرع السمارة المحتلة وولاية السمارة بمخيمات اللاجئين الصحراويين.
وقعها الناشط الحقوقي الصحراوي حمادي الناصري  رئيس منظمة شمس الحرية بالسمارة المحتلة وعضو المجلس التنسيقي للجمعية الصحراوية لضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان المرتكبة من طرف الدولة المغربية الذي قام بزيارة عمل إلى مخيمات اللاجئين الصحراويين وبدعوة من سلطات ولاية السمارة في إطار توقيع هذه التؤمة.
ـ تخليد ذكرى الوحدة الوطنية ببئر لحلو المحررة
ـ بناء بيوت للعجزة في بعض الدوائر
ـ توزيع أضاحي على بعض العائلات المعوزة في عيد الأضحى
إدماج الشباب في العمل من خلال مراكز الشبيبة والإشراف على تنظيم الإحداث الوطنية.
ـ حملات نظافة للمقابر
ـ حملة تعبئة لانخراط الشباب في مدرسة الشهيد الوالي العسكرية والتي كانت الولاية الأكثر نصيب من حيث عدد المنخرطين.
ـ اتخاذ قرار بضرورة تواجد كل المسؤولين ورؤساء الدوائر خلال فصل الصيف للسهر على تنفيذ البرامج الوطنية خاصة موضوع المياه.
ـ إنشاء بوابة الكترونية خاصة بالولاية تغطي كافة الأنشطة التي تقوم بها الولاية.

لاماب المستقلة ـ كيف تنظرين إلى مستقبل القضية الصحراوية في ظل الانتفاضة في المناطق الصحراوية المحتلة والتي انخرط فيها نساء منذ انطلاقتها وخاصة بعد تعنت المغرب ؟

فاطمة بلا ـ القضية الصحراوية في تطور مستمر وهذا ما نلمسه في هذه الايام وهو ما يجعلنا نعمل على تاجيج الانتفاضة في المناطق المحتلة والعمل على بناء الدولة الصحراوية ومن خلال هذه التكاملية التي ستضمن خيارات الشعب الصحراوي في الاستقلال.
وهذه المكاسب توجت مؤخرا بالتقارير الحقوقية الدولية التي تدين المغرب وتضعه في قفص الاتهام، وفي زيارة روس للمناطق المحتلة وقرار البرلمان السويدي الاخير في الاعتراف بالجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية كلها تبرهن ان القضية الصحراوية تحرز انتصارات متتالية وبالتالي مستقبل القضية الصحراوية يتجه نحو النصر والاستقلال.

لاماب المستقلة ـ هل من كلمة أخيرة في نهاية حوارنا

فاطمة بلا ـ نهنئ المناطق المحتلة على مستوى النضال ونهنئ كل المناضلين الصحراويين كل في موقعه على الثبات على العهد والوفاء لتضحيات الشهداء وأطالب الجميع خاصة الشابات والشباب أن يحملوا المشعل بأمانة وفي كافة مواقع الفعل الوطني من اجل تكامل الأجيال.