-->

ناميبيا: الجمعية العامة للأمم المتحدة 2014 ـ لا معجزة على ضفة النهر الشرقية

الصحراء الغربية (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة) يأتون سبتمبر من كل عام،
يؤدون الطقوس السنوية ثم يعودون ببساطة إلى بلدانهم المحترمة، ففي نيو يورك يجتمع رؤساء الدول والحكومات من مختلف أنحاء العالم في لقائهم السنوي المعروف بإسم الجمعية العامة للأمم المتحدة. وهذه الهيئة هي هيئة النقاش والمداولات الأساسية في الأمم المتحدة.
لقد وصفت هذا التجمع بكلمة (طقس) لأنه لا شئ عملي أو حاسم يتم التوصل إليه في مثل هذه الإجتماعات، فهذه هي الدورة السنوية 69 لقادة الدول 193 الأعضاء في الجمعية العامة. 
وكما تبدو عليه النتيجة " فلم تحدث معجزة " على ضفة النهر الشرقية أين يقع مجمع الأمم المتحدة على طول الضفة الشرقية للنهر في نيويورك، كان مجرد أعمال تجارية (بيزنس) كما جرت العادة. أرجو أن لا تفهموني على نحو خاطئ في هذه المسألة لأننا جميعا لدينا تصوراتنا المشوشة وضيقة الأفق حيال ماهو المهم وما الأقل أهمية.
لقد بدأ الإجتماع هذا العام بحدث إفتتاح قمة حول المناخ دام مدة أربع دقائق من طرف " مبعوث السلام الأممي المعين حديثا" ليوناردو دي كابريو.
إذا، هاكم الوضع: تغير المناخ كان القضية الأولى في جدول أعمال الدورة السنوية 69 للجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي على مختلف رؤساء الدول والحكومات مناقشتها. وما سيتم إقراره الآن أنه في السنة المقبلة سيكون هناك ندوة أخرى حول التغير المناخي في كوبنهاغن. ليست لدي أدنى فكرة عما يمكن أن يناقشوه ولكنني أشتبه في أن مختلف الدول والمناطق ستكون حاضرة هناك وستحاول وضع أصابعها في " إناء الحلوى" ـ الصندوق الأخضر لتمويل جهود التغير المناخي. 
إن ما يحز في نفسي هو لماذا يتصدر التغير المناخي جدول الأعمال بينما هناك قرار بمناقشة الموضوع سبق وأن تمت برمجته في السنة القادمة وثانيا، ولست بصدد السخرية ولا التشاؤم هنا، هو أن معظم القادة والرؤساء من هذه البلدان الـ 193 لا فكرة لديهم عن معنى التغير المناخي.
وكما كتبت ذات مرة، إن المعضلة الأكبر التي تواجه الإنسانية اليوم ليست الأيدز، ولا الايبولا، ولا اسلحة التدمير الشامل أو التغير المناخي، وهذا لا يعني أن هذه الموضوعات ليست مهمة أو لاتستحق المناقشة. إن التحدي الأكبر الذي يواجه البشرية اليوم هو كيفية القضاء على الفقر والجوع والحروب الأهلية في هذا الكوكب.
إذا " للقضاء على الفقر وبالتالي القضاء على الجوع" كان يجب أن يكون الموضوع الأول في جدول الأعمال للجمعية العامة للأمم المتحدة، ولكن الأمر لم يكن كذلك. حسنا، لقد قيل لنا الآن أن البنك الدولي قد رصد هدفين "جديدين": القضاء على الفقر المدقع بحلول 2030 وترقية تقاسم الرخاء والإزدهار بين الجميع. إذن بعد التغلغل في قضايا التغير المناخي، ما الذي يجب أن يتصدر جدول الأعمال إذن؟ الجواب: موضوعين:
خطر ما يسمى الدولة الإسلامية في العراق وسوريا، إنه خطر متطرفي هذه المنظمة، فقد حظي الأمر بتصدر جدول الأعمال حاله حال التهديد الذي يشكله وباء أيبولا القاتل. وفي الوقت الذي نخط فيه هذه الحروف، فإن الولايات المتحدة وحلفائها قد حسموا أمرهم وبدأوا مخطط حربهم ومعاركهم ضد الدولة الإسلامية في العراق وسوريا وغيرها من المجموعات الجهادية في العراق وسوريا. 
ولكن أنشطة المنظمات المشابهة المتعطشة للدم مثل بوكو حرام في نيجريا والشباب في الصومال لم تحظ بإهتمام كبير لأسباب يعلمها فقط قادة الدول رغم الصراخ المتزايد عالميا حول تحركات وأنشطة بوكو حرام. وقد ركز الرئيس الأمريكي على وباء الايبولا لأنه يتضمن خطر القضاء على العنصر البشري.
فقد أعلن: " إن لم نتمكن من هزيمة الوباء الآن، فقد نجد أنفسنا أمام مئات الالاف من المصابين، ومع تعقيدات قوية إقتصادية، سياسية وأمنية لدينا جميعا..... فهو تهديد خطير للأمن العالمي إن تهاوت البلدان الموبوءة."
ورغم ذلك فأنا لا أفهم لماذا قام بإرسال 3000 عسكري إلى غرب أفريقيا للمساعدة في محاربة وإحتواء أيبولا؟ هل هم أطباء؟
هناك بعض الموضوعات التي لم تتمكن من الظهور على الأجندة الأممية، وكما كتب أوتشي أونيبادي: " واحد من أهم الموضوعات التي قد لا تظهر على أجندة الأمم المتحدة في دورتها 69 هو قضية الصحراء الغربية. وأنا أُثير هذا الموضوع لأنه من السخرية بمكان أنه وفقط في الشهر الماضي، تمكن سكان اسكتلندا من الحصول على فرصة التصويت لصالح أو ضد الإستمرار ضمن المملكة المتحدة."
وأضاف أونيبادي : " قارن بين ذلك ووضعية شعب الصحراء الغربية الذي لا يزال يقبع تحت القيود المغربية رغم الجهود التي بذلت على مر عقود من قبل الأمم المتحدة والإتحاد الافريقي من أجل تمكينه من الإستقلال. وحاليا يعيش شعب الصحراء الغربية وحكومته في مخيمات للاجئين تحت ظروف بائسة". 
وسأضيف أن بعض القضايا قد أصبحت تابوهات بالنسبة للأمم المتحدة، خذ مثلا حالة التبت، إنه موضوع نادرا ما يتم تناوله في الأمم المتحدة لأن الصين العظمى تحظى بتأثير قوي من خلال عضويتها في مجلس الأمن وفي إفريقيا من خلال عضلاتها الإقتصادية، مثلا جنوب أفريقيا رفضت ثلاث مرات منح التأشيرة للدلاي لاما ليزور البلد.
إن قضية فلسطين حالة مماثلة، نعم، لقد ألقى محمود عباس خطابا مطولا عن الإرهاب الذي تمارسه إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، وفي نهاية المطاف لم يصدر أي رد فعل من الهيئة الدولية. إن مشكلة الأمم المتحدة هي أنها أُصيبت بالشلل من طرف الولايات المتحدة وروسيا، طرفي الحرب الباردة السابقين.
بقلم: أليكساكتوس ت كاوري.
21 أكتوبر 2014
ترجمة: حمادي البشير.
رابط للإطلاع على النص الأصلي للموضوع: http://allafrica.com/stories/201410211062.html

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *