-->

طال الانتظار وللصبر حدود...

ها نحن اليوم ننتظر وبفارق الصبر كما الامس ، الاجتماع السنوي لمجلس الامن الذي
سينعقد في شهر ابريل القادم و جميع الصحراويين يتفاءلون خيرا بعد اكثر من ثلاثة عقود في حالة اللاحرب و اللاسلم و هي الحالة التي فاقت حدود الصبر مما قد يترتب عنه ما لا يحمد عقباه، علينا و على المملكة المغربية وعلى المنطقة برمتها ، لقد أصبحنا في حالة اقل ما يقال عنها انها حالة لا وعي ، اذ اننا نعيش حياة طبيعية في ظروف غير طبيعية و نفتقد لأدنى شروط الحياة الكريمة في زمن كهذا، و كأن حياتنا في هذه "الحمادة" الخالية ابدية و لن ننعم بحياة غيرها، لقد اصبح شغلنا الشاغل، التهافت على المال و البحث عن مناصب الشغل و كأننا فوق أرضنا و لسنا بلاجئين في ارض غيرنا ـ ولو أننا لم نشعر في اي يوم من الايام اننا أجانب أو حتى لاجئين على هذه البقعة الطاهرة من أرض المليون و نصف المليون شهيد ـ إلا انه يجب ان ندرك اننا خلقنا من اجل ذلك الوطن الغالي و تحرير ارض اجدادنا و ان تصبح الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية حقيقة على ارض الواقع فوق كامل ترابها .
نحن بشر بغض النظر عن انتمائنا الديني او العرقي ومن حقنا ان نتمتع بحياة كريمة ،قد يقول القارئ انه كلام فضفاض وروتيني و ليس بجديد لكن اقول لكم و لنفسي اننا اذا لم نفعل شيء من اجل تحرير ارضنا سنبقى في مذلة الى ان يرث الله الارض و من عليها، لا احد منا يحب الحرب او كما يقول المثل الشعبي: "يبغي الحرب اللا اللي ما يعرفو" و نعرف جميعا ان كل العائلات الصحراوية خلال الحرب قد فقدت احد افرادها او اعيق احدهم على اثرها، لكن لا احد يستطيع انتظار الوهم !؟ نعرف انه سيأتي ابريل و ماي و جوان و لن يتحرك ساكن و سيضطر المبعوث الاممي "كريستوف روس" الى تقديم استقالته كسابقيه و تنتهي عهدة الامين العام" بان كيمون" و يأتي اخر و يبدأ في دراسة الملف من جديد، و هو سيناريو مألوف تعودنا عليه منذ سنين. 
من هذا المنطلق اعتقد ان المثل الشعبي القائل: "مانا كرمى نعطوها و لانا اذلال انزوزوها" يجب ان نقتدي به لأننا لا ننتظر اي تقدم في موقف الامم المتحدة و لا مجلس الامن تجاه قضيتنا العادلة لان وضعيتنا غير حرجة و لا تتطلب اي تدخل مستعجل كما هو معروف عندهم، و من الجانب الشرعي الكل يعرف ما جاء في كتاب الله الكريم ، قال تعالى:" و ان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الاخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء الى امر الله"، و يقول جل في علاه:" كتب عليكم القتال و هو كره لكم و عسى ان تكرهوا شيئا و هو خير لكم و عسى ان تحبوا شيئا و هو شر لكم و الله يعلم و انتم لا تعلمون"، هذا كلام الخالق عز من القائل ، فماذا ننتظر بعد أيها المسلمون، هذا الكلام لا يعني انني من دعاة الحرب او من من يفضلون هذا الحل لا ولله بل بالعكس انا اول من يتمنى ان يكون هناك حل سلمي يرضي الجميع الا انني اعتقد انه "واقع مفروض و مرفوض" كما قال الرئيس الصحراوي خلال كلمته في المؤتمر الثالث عشر، نحن دعاة سلم و سلام و الشعب الصحراوي من اكثر شعوب الأرض دفاعا عن السلام و يظهر ذلك جليا في صموده لمدة 39 عاما دون اي احتجاج على هذا الصمت العالمي، و التزامه التام و غير المشروط بجميع المواثيق الدولية و الاممية و خاصة ميثاق توقيف اطلاق النار، لكن عندما نرى النساء و الاطفال و الشيوخ يضربون و يعتقلون و يموتون رميا بالرصاص الحي في الاراضي المحتلة و العالم بأسره يتفرج دون استنكار لما يحدث وامام اعين الجميع و في الوقت الذي نرى العالم يقيم الدنيا ولم يقعدها بسبب احداث باريس عندما اقتحم مجهولون جريدة "شارل إيبدو"، أهم مواطنون من الدرجة الاولى و نحن مواطنون من الدرجة الثانية؟؟؟ أم أحق بالعيش منا؟؟؟ ألسنا بشر مثلهم؟؟؟ .
في النهاية أود ان يدرك جميع الصحراويين ان حماية الوطن مسؤولية الجميع,، و انه يجب ان نكون نحن من يصنع الحدث و لا نبقى مكتوفي الايدي نتطلع لأخبار الصحف و قرارات مجلس الامن، فمن العار ان يحمل قضيتنا غيرنا و يعمل فيها اكثر منا و نحن ننتظر.
بقلم : حمودي بشرايا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *