-->

هنا مسقط الرأس

هنا مرابع الصبا و الطفولة الضائعة بين كثيب و جدران طوب و خيمة متواضعة أتلفتها
الأيام
هنا ولد الحلم مع الإنسان فعاش الإنسان طوال حياته حالما بشيء آمن برويته ذات يوم ،
لم تكن ربوع حي ٣ و حي ٢ من مخيم دائرة أجريفية الصامدة على هذه الحالة أبداً ..... سبحان مغير الأحوال
رحلت الأيام و بقدر الله تعالئ بنفوس زينت رائحة ذالك المكان و جعلت من أعوينت بالغرق مكان تفوح منه رائحة الثورة و حديقتاً خلفية لها تنمؤ بها الأجيال ، فيما تكفلت الطبيعة الصحراوية القاسية بنسف تراصف الخيم و تنظيم البيوت الطوبية المتواضعة هناك
نستنى السلطة حينها ف نسيناها و لم ننسئ العهد غادرت المخيم التعيس المتخلف بنسبة لها نحوى مخيمات الشمال و شبكة الكهرباء و منها إلى مدن الجوار و ديار المهجر فهاجر من هاجر من أهل المخيم بكت النسوة في لحظات الوداع الثقيلة و أنقطعت ألف صداقة و صداقة بيني و بين أطفال هاجرو المخيم مع عائلاتهم في إتجاه موريتانيا و تندوف و المناطق المحتلة فلبادية و البحث الدائم عن المصير. نبتسم وقتها نتعانق على أمل اللقاء و لو بعد حين
تمر الأيام و السنين الطوال على هذه الربوع الطاهرة بعطاءات أهلها الكرام فتصلني هذا الصورة المعبرة لذالك المكان الذي ترعرتُ فيه و عشت حالماً بقرب العودة إلى أرض الأباء و الأجداد
هناك أستمعت إلى أولئ نغمات الثورة عبر أثريات الأذاعة الوطنية في لليل المخيم الدامس و هناك أمتطيت سهوة المجد لله الحمد نحوى صفوف الجيش التحرير الشعبي الصحراوي البطل
هناك أستمعت إلى شهادات من عايشو مراحل الإنطلاقة و أسسُ لنا ذالك المخيم الهادئ و جعلو من صحاري قاحلة وطن لجيل ترعرعى بين أحضانه
لن أنسئ تلك النسوة التي أشرفت على تربيتنا على تعليمنا على تثقيفنا و تلغيننا تلك المبادئ الثمينة ، لن أنسئ رجالُ سهرو على حماية المخيم و تنظيمه لن أنسئ عملهم الدؤوب في تنظيف الأبار التي كانت هي منبع الحياة الوحيد في المخيم لن أنسئ شحنهم و تفريغهم للمساعدات الغذائية و قارورات الغاز أبداً لن أنسئ حراستهم لمقر الدائرة و مقابلات اليومية في لعبة ظامة
كيف لي أن أنسئ محاضر المخيم و تلاوت طلابها المرتفعة تحت جنح ظلام الفجر لا لا يمكن أن أنسئ برامج الطلبة و عمليات الجمع الصباحية عند مقر الدائرة و منافساتهم الرياضية لا لا يمكنني أن أنسئ أصوات مصانع النسيج داخل مقر الإدارة
كيف لي أن أنسئ إجتماعات الخلايا التنظيمية و المعروفة ب الدراسة و المهرجان و الحملات الشعبية
هي الأيام إذاً و وقعها المتين و فعلها الواضح و الصريح على تلك الربوع ، من مخيم مليء بالحياة قهر الطبيعة يومها و نظم صفوف خيمه على روؤس الكثبان إلى كثبان تقهر و تحاصر خيم و بنايات متفرقة بين أنيابها و تعصف بذكريات أجيالٍ صنعوا المجد من على روؤس الكثبان
بقلم أسلوت أمحمد سيد أحمد

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *