-->

عودة التوتر الى العلاقات الموريتانية المغربية

الصحراء الغربية 2 اغسطس 2015 (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة)ـ يبدو ان السياسة الموريتانية التي
ظلت لسنوات طويلة رهينة الحياد المنحاز للمغرب في تنكر للعلاقات الوطيدة بين الشعبين الصحراوي والموريتاني ووشائج الاخوة والصداقة والجوار والمصير المشترك والاعتراف التاريخي بالدولة الصحراوية باعتبارها عضو مؤسس للاتحاد الافريقي، أصبحت في خبر كان مع عودة موريتانيا للعب دورها المفقود كقطب فاعل في المنطقة للإسهام أكثر في حلحلة النزاع والوقوف الى جانب الشرعية الدولية والخروج من العباءة التي طالما ارتهنت اليها دبلوماسية نواقشوط حيال قضية الصحراء الغربية لسنوات.
تحول يعزز حقيقة قطيعة العلاقات الموريتانية المغربية التي تشهد توترا منذ سنوات حول قضايا إقليمية ودولية،أبرزها الموقف الموريتاني المتقدم والملحوظ في تبني الحياد الايجابي إزاء قضية تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية رغم رسائل الود المغربية والرغبة في عودة العلاقات الى سابق عهدها وحنين البلاط المغربي الذي طالما حلم بضم موريتانيا باعتبارها جزءاً لا يتجزأ من المغرب في اطار سياسته التوسعية الاستعمارية التي يدفع الشعب الصحراوي ثمنها مثلما دفع الاشقاء الجزائريين جزء من ذلك في حرب الرمال.
ويستمر التوتر بين الرباط وانواكشوط مع رفض موريتانيا تعيين سفير لها في الرباط وسحبها القائم بأعمال السفارة محمد ولد مكحل مارس 2014، احتجاجا على تصريحات صادرة من القصر الملكي، الى جانب سعي موريتانيا الواضح في نهج سياسة الابتعاد عن المغرب ووضع حد لتدخله المستمر والبحث عن مكانة ودور اكثر فعالية أمام تحديات المنطقة السياسية والاقتصادية والأمنية خاصة الموقف من قضية الصحراء الغربية التي يشكل استقلالها عامل أساسي في تعزيز الأمن والاستقرار بالمنطقة المغاربية.
وفي ظل التوتر القائم امام المكانة الكبيرة التي تحظى بها الدولة الصحراوية في المحافل الدولية والافريقية، وحشد الدعم الدولي والاهتمام بالقضية الصحراوية، لم يخفي المغرب انزعاجه من رئاسة موريتانيا للاتحاد الإفريقي، بعد تعيين الاتحاد الإفريقي ممثل خاص الى الصحراء الغربية السيد "شيسانو"، بموجب تقرير مجلس السلم والأمن الإفريقي المقدم إلى القمة الافريقية 23 والذي أكد من جديد "على ضرورة بذل المزيد من الجهود لتجاوز حالة الانسداد الحالي وتسهيل إيجاد تسوية سريعة وفقا للشرعية الدولية لتمكين شعب الصحراء الغربية من ممارسة حقه في تقرير مصيره"، الى جانب قراره لهذه السنة والذي جدد "دعمه لنداءات مجلس الأمن للأمم المتحدة لإجراء مفاوضات مباشرة بين الطرفين، المملكة المغربية وجبهة البوليساريو دون شروط مسبقة وبحسن نية، بغية التوصل إلى حل سياسي عادل ودائم ومقبول من الطرفين ،يضمن حق تقرير المصير لشعب الصحراء الغربية، في إطار ترتيبات تتماشى مع أهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة".
ويزداد التوتر المرشح الى القطيعة بعد الاعلان عن ميلاد فريق برلماني للصداقة الموريتانية الصحراوية واستقبال الرئيس الموريتاني، محمد ولد عبد العزيز، وزير الخارجية الصحراوي محمد سالم ولد السالك، في قصره الرئاسي الى جانب سلسلة اللقاءات مع عديد الاحزاب الموريتانية ما يعكس الحرص على توطيد العلاقات الصحراوية الموريتانية انطلاقا من الجوار والمصالح المشتركة بين البلدين.
وبهذا التحول يعود التوتر الى العلاقات الموريتانية المغربية وتدخل منعرجا حادا يؤثر سلبا على طبيعتها في السنوات المقبلة الامر الذي يزيد حتما في عزلة المغرب ودفعه مجبرا الى مزيد من التقهقر، في وقت تتفق أغلب الدول المغاربية والافريقية على أنه شريك غير مرغوب فيه، تهدد سياياته استقرار وأمن المنطقة.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *