-->

نداء من اجل الوحدة الوطنية ونبذ القبلية

الصحراء الغربية 2 اغسطس 2015 (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة)ـ اصدر
منتدى الوحدة الوطنية على مواقع التواصل الاجتماعي والذي يضم العديد من مناضلات ومناضلي الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب من مختلف مواقع الفعل النضالي ومختلف فئات المجتمع شيبا وشبابا من بينهم اعضاء من الامانة الوطنية، قادة عسكريون، برلمانيون، سفراء وممثلون، معتقلون في السجون ومعتقلون سابقون، حقوقيون من المناطق المحتلة ومسؤولو قطاعات وفروع، اصدر توصية مهمة حول الوحدة الوطنية وذلك من خلال نداء من اجل الوحدة الوطنية ونبذ القبلية تتويجا لنقاش بناء وثري طيلة اسبوع من الزمن وفيما يلي نص النداء:
نداء من اجل الوحدة الوطنية ونبذ القبلية
بسم الله الرحمن الرحيم " وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ 
" صدق الله العظيم. 
إن منتدى الوحدة الوطنية في مواقع التواصل الاجتماعي هو فضاء لنقاش وطني جاد وبناء يسلط الضوء على مختلف اوجه كفاح الشعب الصحراوي من اجل الحرية والاستقلال الوطني انطلاقا من حالة الجمود التي تمر منها القضية الوطنية والتي يوازيها تعنت العدو الغازي المغربي وتماديه في احتلاله للصحراء الغربية. 
ويضم هذا المنتدى العديد من مناضلات ومناضلي الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب من مختلف مواقع الفعل النضالي ومختلف فئات المجتمع شيبا وشبابا من بينهم اعضاء من الامانة الوطنية، قادة عسكريون، برلمانيون، سفراء وممثلون، معتقلون في السجون ومعتقلون سابقون، حقوقيون من المناطق المحتلة ومسؤولو قطاعات وفروع. 
وقد كانت الوحدة الوطنية، المقبلون على ذكراها الاربعين، المحور الاساسي في نقاشات المنتدى، ونالت النصيب الٲوفر دراسة وتمحيصا وتحليلا باعتبارها سر نجاح الشعب الصحراوي فيما حققه من مكاسبعظيمة على طريق التحرير وبناء المجتمع. كما اهتم المشاركون بدارسة ظاهرة القبلية كونها فكرا انتهازيا وممارسة ماضوية معاكسة لطموحات شعبنا في الحرية والانعتاق ولمشروعه الوطني المتمثل في قيام دولته، دولة القانون والمؤسسات التي يستظل بفيئها كل الصحراويين على قدم المساواة.
وقد عالج المنتدى هذا الموضوع من منطلق انه اذا كان تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب قد رسخ حقيقة الشعب الصحراوي الرافض للوجود الاستعماري والطامح للحرية والاستقلال، فان الوحدة كرست ذلك الاجماع وتلك اللحمة التي جمعت كل الصحراويين، اينما كانوا، لتحقيق تلك الاهداف الوطنية. فلقد احدثت الوحدة الوطنية تحولا جذريا في بنية وتفكير المجتمع الصحراوي ونقله من واقع التخلف والجهل والانقسام والعصبية القبلية الى واقع جديد يشعر فيه كل مواطن صحراوي بانتمائه للوطن الواحد والشعب الواحد وبقيادة تنظيم طلائعي واحد لبلوغ الهدف الاسمى الا وهو الاستقلال الوطني. 
وبهذا تكون الجبهة الشعبية قد استوعبت كل الصحراويين وانفتحت على كل الاراء والافكار والتصورات شرط الالتزام بالشعب والوطن والوحدة الوطنية والاستقلال التام. 
إن المكاسب التي حققها الشعب الصحراوي والتضحيات الجسيمة التي قدمها في ظل وحدته والتحامه (انتصاراته العسكرية على الجيش المغربي، مكانة الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية المرموقة دوليا والتأييد الواسع لحق الشعب الصحراوي في الحرية والاستقلال، التفاف كافة فئات الشعب الصحراوي حول طليعته الصدامية الجبهة الشعبية، والانتفاضة المتصاعدة في المدن المحتلة...) كل هذه المكاسب تصبح مهددة ويصبح معها المصير كله مهددا بفعل الرجوع القهقرى لدور التنظيم السياسي بالتعاطي مع القبلية ومظاهرها المتخلفة وما يترتب عن ذلك من تخل عن القيم والمبادئ والاطار الجامع، سر المكاسب والانجازات، واحلال محله المحسوبية " واكبيط لخلاك" الذي قاد الى غياب الرقابة السياسية والاحتكام للقانون وتسبب في انتشار الفساد والاتكالية واختلالات في البناء والتسيير والتباس في المفاهيم واستغلال ذلك من طرف الانتهازيين والمنافقين. كل ذلك كانت له انعكاساته السلبية على حياة المجتمع واداء المؤسسات وفروع الجبهة وادى الى انحسار ثقافة الثورة وهدد باتساع الهوة بين الاطار وقاعدته.
فبالرجوع للقبلية، نكون قد ذبحنا شعبنا بالدافر، وقد خنا عهد الشهداء الابرار الذين قدموا ارواحهم فداء لوطن ينعم جميع الصحراويين بظله، وبالرجوع للقبلية نكون قد قطعنا الامل في النصر، وبالرجوع للقبلية نكون قد قدمنا خدمة للعدو لم يكن يحلم بها مما يجعله يتمادى في تنفيذ مخططاته الاستعمارية الهادفة الى ضرب وحدتنا الوطنية من خلال زرع الفتنة والشقاق وزرع اليأس والقنوط واغراق المنطقة بالمخدرات ولفت انتباهنا عن اهدافنا الاساسية في الحرية والاستقلال. وفي هذا السياق تأتي الانتخابات التشريعية المغربية محاولة يائسة لإضفاء الشرعية على على واقع الاحتلال غير الشرعي للصحراء الغربية وتأتي سياسات مواسم الاضرحة والزوايا التي يحاول النظام المغربي الهاء مواطنينا بها في المناطق المحتلة. 
إن الشعب الصحراوي مقبل على على الاحتفاء بمحطات تاريخية هامة لعل اقربها زمنيا الذكرى الاربعون للوحدة الوطنية؛ الوحدة الوطنية التي ظلت على الدوام حاضنة انتصاراتنا وسبب مكاسبنا وانجازاتنا العظيمة كصحراويين، قرروا بارادة سياسية واعية وجماعية التخلي عن البنيات الاجتماعية المرتبطة بالماضي من اجل بناء حاضر مجيد ومستقبل واعد من خلال هوية تساير العصر تجد تعبيرها في بنية جامعة، شاملة ينصهر فيها كل الصحراويين. وسيكون الموعد مناسبة ايضا لاستذكار الدور التاريخي والطلائعي الذي لعبته الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمرء ووادي الذهب في قيادة هذه المسيرة المظفرة. إن الجبهة الشعبية تبقى الاطار القادر على جمع كل الصحراويين بدون استثناء ولا تمييز ورص صفوفهم لمواصلة كفاحهم العادل من اجل حرية وكرامة الشعب واستقلال الوطن. 
امام ما تقدم ذكره، فان منتدى الوحدة الوطنية يخلص الى ان نقاط الضعف الحاصلة ومن بينها التعاطي مع القبلية يعود بالأساس الى ضعف دور التنظيم السياسي، الاطار الذي ينضوي تحت لوائه كل ابناء الشعب الصحراوي. ووعيا من المنتدى بحجم التحديات القائمة، فانه يدق ناقوس الخطر، ويحذر من مغبة السير في هذا الاتجاه، مناشدا قيادة الجبهة الشعبية ومناضليها وكافة افراد الشعب الصحراوي توخي الحذر والتنبه الى مخاطر القبلية واستغلال العدو لها وهو الذي ما انفك يستخدمها سلاحا لتدمير مكاسبنا التي اعطينا فيها الغالي والنفيس، ويوصي ب:
1.استرجاع الدور الريادي للجبهة الشعبية في تأطير وقيادة الشعب الصحراوي وحضورها الفعال في كل مواقع النضال وتكييف الخطاب السياسي مع متطلبات المرحلة..
2.دعوة كافة ابناء الشعب الالتزام بالوحدة الوطنية والاعتصام بها، طوق نجاة هذا الشعب ومركبه الى بر الامان، ونبذ اية ممارسة او اي فكر مثبط ينخر في مركبنا، خاصة واننا اصبحنا قاب قوسين او ادنى من بر الامان وايجاد قوانين تجرم القبلية فكرا وممارسة. ويظل الالتزام بمبادئ الجبهة ومثلها فيصلا للحكم على الاشخاص مع ضرورة وضع ضوابط صارمة تعاقب الخروج عليها بغض النظر عن السلم التنظيمي للمخالف.
3.القيام بحملة تحسيس شاملة النطاق تستنكر الفعل القبلي وتجلياته وتدعو الى نبذ ممارسة القبلية وتشرح مخاطرها على مصير كفاحنا التحريري من خلال:
-تنظيم ندوات وطنية عبر الولايات والدوائر ومواقع تجمعات الصحراويين.
-تنظيم طاولات مستديرة عبر الاذاعة والتلفزة وتشجيع الاعلام الوطني للكتابة عن هذه الظاهرة واستغلال مواقع التواصل الاجتماعي.
-توزيع مناشير ومقالات تندد بالظاهرة. 
-تشجيع المثقفين للكتابة عن الظاهرة. 
-منتديات فكرية وثقافية 
-اشراك الاباء المحترمون من شخصياتنا الوطنية في محاربة الظاهرة والاستئناس بخبراتهم وتجاربهم. .
4.التقيد بشروط الكفاءة وتحمل المسؤولية في قيادة الشعب انطلاقا من مبدأ الشخص المناسب في المكان المناسب واعتماد المراقبة والمحاسبة كاسلوب لتقويم السلوكات والعقاب في حالة الاخلال بالضوابط المعمول بها.
5.اعتماد سياسة متجددة نحو الاطر عن طريق التكوين واعادته واحتواء الطبقة المثقفة.
6.اشاعة ثقافة القانون فوق الجميع لبناء مجتمع تسوده العدالة والمساواة.
7.تحصين ااشخصية الصحراوية من خلال اقرار سياسة وطنية محكمة للحفاظ على القيم والثقافة الوطنية.
8.تعبئة الطاقات الوطنية لدعم انتفاضة الاستقلال ماديا ومعنويا باعتبار ان المناطق المحتلة ساحة معركة محتدمة مع المحتل الغازي، وهو الامر الذي يستوجب تقوية جسور التضامن والتآزر والتواصل معها سواء في مخيمات العزة والكرامة او في المهجر. وفي هذا الاطار لابد من تعبئة شاملة لافشال الانتخابات المغربية في المناطق الصحراوية التي يحاول النظام المغربي من خلالها اضفاء الشرعية على احتلاله.
9.تعزيز البعد الاجتماعي للحركة بتشجيع التضامن الاجتماعي داخل المجتمع الصحراوي من خلال القيام بمبادرات جماعية اتجاه دعم الانتفاضة، عائلات الشهداء، المعتقلون، جرحى جيش التحرير الشعبي وانتفاضة الاستقلال، المقاتلون، الفئات المعوزة...الخ، ودمج الشباب في هذه السياسة لاستنباط معاني التراحم والتآخي والتشبع بالقيم النبيلة للشعب الصحراوي.
10.رسم استراتيجية لتطوير المجتمع اقتصاديا واجتماعيا واشاعة ثقافة الانتاج والعمل والابداع.
11.تدوين التجربة الوطنية الغنية بمعانيها الانسانية والحضارية لتبقى مرجعا للاجيال القادمة ولاستنباط الدروس والعبر و مراجعة المنهج التربوي بالتركيز على التربية الوطنية من اجل ضمان استمرار ثقافة الثورة والحس الوطني.
الدولة الصحراوية المستقلة هي الحل

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *