-->

هل يؤثث اجتماع الامانة الاخير لمؤتمر القطيعة مع ممارسات وأساليب عفى عليها الزمن (تعقيب على عضو لجنة التفكير)

الصحراء الغربية 07 اغسطس 2015 (وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة)ـ ان
قراءة التقييم العام لجوانب العمل الوطني، واستحضار مميزات الأوضاع الدولية، الجهوية، والوطنية، والحالة الراهنة لمسار التسوية، وأخذ بعين الاعتبار للآمال والطموحات الوطنية، وحجم التضحيات التي قدمها الشعب الصحراوي قربانا للحرية والإنعتاق، وطول مدة الانتظار، وبالنظر إلى أن الحل الذي نتطلع إليه مجسدا في الاستقلال الوطني، لن يخلق نفسه، مثلما لن يكون هبة من أي طرف، فإنه علينا أن نعي بأن الشعب الصحراوي - وهو يهيء لعقد مؤتمره الرابع عشر، يجد نفسه في مواجهة مخاطر كبيرة تتمثل في مؤامرة خبيثة هدفها الأول والأخير الالتفاف على حق تقرير المصير ونسف مقومات وجود الهوية والكينونة الصحراوية، في محاولة واضحة لتشتيت الصف والقضاء على إمكانيات صموده وتبديد كل عوامل قوته... بل ان المؤتمر يعتبر موعدا غير مسبوق تصدق عليه مقولة الولي قبل المؤتمر التأسيسي للبوليساريو 1973 " الآن أو أبدا".. بمعنى نكون او لا نكون ..!! وذلك بالنظر للعوامل الاتية:
- فقدان الثقة في في المسير واطر التسيير نتيجة جملة من الاخفاقات والتراكمات في ظل كذلك وضعية الاحباط والممارسات المتولدة عن سنوات من الانتظار و"النمطية" الناتجة عن التعايش مع مظاهر الفساد والمحسوبية وتفشي الزبونية نتيجة عدم تفعيل الكثير من الاجهزة "الرقابة والمحاسبة" مما جعل القرارات والنصوص رغم انها جيدة في صياغتها،لكنها غير مفعلة امام خمول التنظيم السياسي وضعف "الروادع القانونية والاخلاقية .!!
- التخلي عن "الواجب" وتولي الادبار والهجرة والبحث عن المادة، وسيطرة هاجس المتاجرة والتملك، وسط ظروف تظل استثنائية لمشروع يسير بسرعتين : دولة من حيث المتطلبات والمسؤولية ، وحركة من حيث الخطاب والإمكانيات...!! وسط هذه الظروف يتمادى الخصم - وهو بصدد مشروعه القديم الجديد وبدعم قوي لقوى دولية كبرى لا تتورع عن الانتهاك الصارخ للمشروعية الدولية،بل انها تشكل له رافعة في استخفافه بقرارات الامم المتحدة .
- في الواجهة الدولية يواصل الاحتلال تسويق مشروع "الحكم الذاتي" كمقاربة للحل، وفي الداخل محاولة لتشتيت الصف واغراق المنطقة بالوعود وشراء الذمم في ظل "حرب مكشوفة" افراغ المنطقة من قواها الشابة عبر التهجير والتصفيات الجسدية والاعتقالات، وانتشار المخدرات وزراعة كلما يمكن ان يخلق دواع رمي البوليساريو في "سلة الارهاب" في ظل تغاضي الامم المتحدة وتواطؤ بعض القوى المتنفذة دوليا،عما يتعرض له الصحراويون.. 
-على مستوى مسار التسوية نحن أمام وضعية تنذر بالانسداد النهائي، وعودة القضية للمربع الاول بسبب وضعية الجمود .. فالتجربة في التعاطي مع الأمم المتحدة بعد 24 بينت ان المسار الذي عايشناه، جملة من المخططات المتعاقبة والتي لم تفض إلى حل مقبول،وسط عالم يتعامل مع القضايا مثل تعامله مع الوجبات يفضل الساخنة على سواها . فاذا كان صوت البندقية قد افلح بعد 16 سنة، في فرض تواجد الامم المتحدة على الارض ، فان المخطط الاممي برمته لا بد له من "رافعة جديدة" تنقله من نقطة الركود الراهنة الى بر التنفيذ .. ولن يتأتى ذلك الا بفعل ضغط وطني ودولي، لن يتأتى ايضا الا ب"سخونة الخطاب"
ما العمل ... ؟
فنحن مطالبون بفعل ملموس وتصعيد جديد في ظل عدم "انخراط" مصالح دولية كبيرة في حل النزاع على غرار ما حدث في مناطق شتى من العالم وليس الوضع في ليبيا،العراق،اليمن،سوريا منا ببعيد . 
فمجلس الأمن الدولي ، تحركه "قوة الموازين على الارض"، ويقينا فان الدرس العظيم من سكناته وحركاته سواء في الوضع في المنطقة او خارجها، تبين بالملموس انه لا بد من قوة دفع جديدة تمكن المشروع من التحرر من نقطة "الجمود" التي توقف عندها منذ زهاء ربع قرن ثم انه ، لابد له من رافعة تحرك المياه الراكدة.. ليس ب"فعل جبهة واحدة"، بل بقوة دفع مزمجرة على اكثر من واجهة وجهود متضافرة ونفسية مشرأبة الاعناق نحو التضحية والشهادة وفعل التطوع.. 
فالمفاوضات في ثوبها الجديدة في حاجة لذخيرة وحشوة على غرار اكديم ازيك وغيره من الملاحم،وقبل ذلك الفعل العسكري الذي وضع القضية على السكة..!!.
ذلكم إن التعاطي مع الأمم المتحدة لم يفض بعد إلى تقدم ملحوظ،بل ان كل خطوة الى الامام تقابلها اثنتان للخلف،مما كانت له انعكاساته الواضحة على الإنجازات والمكاسب الصحراوية في كثير من المستويات..!!
في الاعلام لابد من تفعيل الصحفي الدبلوماسي مع التفتح على الاعلام الاليكتروني عبر دور المواطن الصحفي ووضع تصور لدعم الاعلام المستقل... واستغلال ذلك الفضاء واغتنام فرصه المتعددة وعدم ترك الفراغ وما يتولد عنه من اشاعات وحرب نفسية في ظل غياب معلومات او مواقف خاصة في الاوقات الحرجة، وهنا يبرز دور وسائط الاعلام الرسمية ايضا كمصدر ذا مصداقية ينبغي مده بالمعلومات مع تفعيل وظيفة التنظيم السياسي في القيادة والريادة والتوجيه و تجنيد المسؤولين بصفة عامة في تنوير الراي العام 
لابد كذلك من وضع استراتجية عبر اليات جديدة علمية من قبيل مراكز دراسات او هئيات مختصة مع الاستعانة بذوي الخبرة .. كما انه لابد من حفظ الذاكرة وتوثيقها عبر عمل المختصين على غرار كتابة المذكرات التي تسهم في الرد على المغالطات ،اومن باب التصحيح جراء "الانتقائية" التي تظهر هنا وهناك... 
الظرف الوطني والجهوي والدولي يحتم التفكير المستفيض في تهيئة البدائل وجمع أسباب القوة في الداخل عبر غرس المصداقية والثقة بين كافة اطر الجبهة والتمسك بخيارات ربما تكون صعبة،لكن ذلك من باب المكره، وفي في مقدمتها "القطيعة مع ممارسات القبلية والمحاصصة... وما الى ذلك "، بل لابد من تحديث المشروع الوطني يضع جبهة البوليساريو، في مكانتها الحقيقية ليس فقط انها مكسب وثمرة كفاح ، بل رائدة وقائدة وجديرة بذلك .
و لن يتأتى ذلك إلا بالرجوع إلى الذات تقويما وتصويبا، ومعالجة كل مناحي الضعف دون استثناء مع استحضار واستلهام قيم ومباديء النضال كمرجعية في التفكير والممارسة والقطيعة مع ممارسات الخصم السياسية والاجتماعية...
ومن هنا، فإنه من الأهمية بمكان إيجاد الأسباب والحوافز والأساليب لخلق نهضة شاملة يقودها تنظيم سياسي قوي ومنسجم، قادر على وضع "سلما للأولويات"، يتفرغ للعمل من اجل تحقيق الأهداف الوطنية، وتعزيز عوامل الصمود.
لابد من خلق القوة الحقيقية والمناعة الذاتية ووضع العالم امام امر واقع عبر"الاستثمار" ليس في العقل البشري، بل وايضا في الاراضي المحررة التي ينبغي جعلها نموذجا للدولة الصحراوية المستقلة وقاطرة لتصدير مظاهر السيادة عبر شتى مظاهرها للعالم وتفعيل في ذلك التجارة،الزيارات،المؤتمرات واقحام الشركات ورؤوس الاموال خاصة من الدول الصديقة، وانتشال سكانها من الظروف القاهرة التي يعيشونها ... 
لن نصل لذلك المبتغى يقينا الا بعمل وطني شامل يضع بناء القوة الذاتية ومناعة الاداة، وسيلة لتفعيل المشروع الوطني وتحديثه..!! وفي مقدمة اسباب المناعة اداة سياسية فاعلة في المراقبة والمتابعة والمحاسبة.. اداة مؤتمنة على النهج قادرة على تقويم الاعوجاج بقوة القوانين ومصداقية وحنكة الأطر المختارة على مقياييس موضوعية.
ثانيا تقوية مؤسسات الدولة عبر القوانين والاليات السلسلة ، في وجود نظام سياسي له قوة الاستقطاب ويد الردع في ان معا ..!!
وضمان أعلى درجات الاستعداد لكل الاحتمالات، لتعزيز أوراق الضغط القائمة، وخلق وسائل ضغط جديدة في الداخل والخارج، تسند القوة التفاوضية، تمدنا بأسباب الصمود، وتكرس الثقة في المشروع الوطني.
واخيرا فان القيادة والمسؤولية يجب الا تبقى حكرا على جيل دون اخر او شخص بعينه، ولن يتم ذلك الا من خلال تحديد ولاية لكافة المسؤوليات السياسية والتقنية والابتعاد في التعيينات عن المحاصصة كيفما كان شكلها او لونها.

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *