-->

الفريق الاعلامي "اكيب ميديا" تجربة رائدة في كسر التعتيم الاعلامي عن المناطق المحتلة

الصحراء الغربية 09 اغسطس 2015 (وكالة المغرب العربي للأنباء المستقلة)ـ لا أحد
ينكر دور إعلام المقاومة وأثره في التوعية والتعبئة داخل الجزء المحتل من الصحراء الغربية، وكشف الخروقات المغربية لحقوق الإنسان ونهب الثروات الطبيعية وهو الامر الذي يحصل في ظل تعتيم اعلامي على المنطقة منذ العام 1975 وهي سنة الاجتياح العسكري المغربي للصحراء الغربية.
التقنيات الحديثة ووسائل الاتصال السريعة والمتجددة وفرت المجال امام الناشطين الإعلاميين الصحراويين لولوج شبكة المعلومات الدولية والتفاعل مع الأحداث اليومية لانتفاضة الاستقلال وتوثيقه وتبليغه لرواد الشبكة والوسائط الإعلامية الدولية والمنظمات الحقوقية، الأمر الذي جعل صوت الشعب الصحراوي يخترق الصمت الإعلامي الدولي ولتسليط الضوء على تجربة الاعلاميين الصحراويين بالمناطق المحتلة نستضيف محمد حالي عضو الفريق الإعلامي اكيب ميديا للوقوف على تجربتهم الرائدة.
في البداية نرحب بكم ضيف عزيز على وكالة المغرب العربي للأنباء المستقلة لو تحدثنا عن بدايتكم كفريق إعلامي، ومن خلف هذا سر التميز الذي نلمسه في معالجاتكم الإخبارية؟
محمد حالي: بداية لا يسعني باسم الفريق الإعلامي اكيب ميديا الا ان اتقدم بالشكر الجزيل للزملاء في وكالة المغرب العربي للانباء المستقلة على هاته النافذة التي نعتبرها تعزيزا لمكانة الاعلام المقاوم ، وبالرجوع الى السؤال الذي تفضلتم به فبدايتنا كفريق إعلامي لم تأت من فراغ وإنما جاءت كإفراز طبيعي لتضافر جهود مجموعة من المناضلين اللذين ارتأو ضرورة تأسيس الفريق بعد دراسة وتقييم لمجموعة من المعطيات خاصة في شقها الإعلامي وبالتالي ضرورة البحث عن ما من شانه إحداث إضافة نوعية على الساحة الإعلامية او ما نختار ان نسميه بالإعلام المقاوم ، وبالفعل تلك الجهود تمخض عنها تاسيس الفريق الإعلامي اكيب ميديا سنة 2009 في تحد للحصار العسكري والإعلامي المفروض على المنطقة ، وبالىرغم من ضعف الإمكانيات التي تبقى في مجملها ذاتية بالإضافة الى نقص الخبرة والتجربة الا ان اعضاء الفريق بتكاثف جهودهم وايمانهم بحتمية النجاح في هكذا نوع من المسؤوليات الوطنية تمكنوا وفي ظرف وجيز من الارتقاء بمستوى الأداء الى مستويات عالية سواء من الناحية التقنية او صياغة الخبر وتقديمه في قالب فريد شهد له الكثير من المتخصصين في المجال ، خاصة في ظل القدرة على مخاطبة الجميع كل بلغته .
باعتباركم تنشطون ضمن "إعلام المقاومة" كيف توفقون في تبليغ الخطاب الاعلامي بين المهنية في نقل الاحداث والحفاظ على رسالة التحريض والتعبئة ؟
محمد حالي: منذ تأسيسنا للفريق ونحن نضع نصب اعيننا مسؤولية الارتقاء الى مرتبة مخاطبة الجميع مع الحفاظ على مرونة في القناة تمكننا من ذلك ، وفي هذا السباق استطاع بالفعل اعضاء الفريق المزج في أدائهم الإعلامي بين المهنية ورسالة التحريض والتعبئة وهي مسؤولية تتماشى وطبيعة عملنا كإعلام مقاوم ، ففي الوقت الذي نرتقي فيه بالياتنا الهجومية من خلال الرسائل الاخبارية المترجمة الى خمس لغات ، فاننا نحافظ على متانة تكتيكنا الدفاعي للحفاظ على مكتسبات شعبنا وتمتينها من خلال رسالة التعبئة والتحريض والتي لا شك تستشف من خلال افتتاحيات الفريق .
المتابع لتغطيتكم الاعلامية لمجريات الاحداث بالمناطق المحتلة يلاحظ اعتمادكم بشكل كبير على مادة الفيديو في اغلب معالجاتكم الاخبارية؟
محمد حالي: أكيد بان الأداء الإعلامي للفريق الإعلامي اكيب ميديا لا يعتمد فقط على الفيديو بل له من اساليب وطرق معالجة الخبر غير ذلك ، الا أن حضور الفيديو الدائم في جل المعالجات يحمل الكثير من الرسائل لعل أبرزها رسائل التحدي والقدرة على مقارعة الأعداء وكشف اساليبه من خلال مقاطع الفيديو التي يستميت قناصوا الفريق الإعلامي من اجل تصويرها ، كما ان هناك اسباب اخرى تتمثل اساسا في طبيعة الانتهاكات المستمرة والمتواصلة والتي قد تعجز الصور الثابتة لوحدها عن توثيقها مما يقتضي ضرورة الرهان على الصورة المتحركة لكسب معركة فضح الممارسات الاستعمارية .
في ظل هذه الصعوبات لتوثيق هذه الأحداث ماهي ابرز التحديات والعوائق التي تواجهكم ؟
محمد حالي: لا شك بان الإعلاميين الصحراويين الساهرين على فضح الاحتلال ومقاومته بأساليبهم هم عرضة للكثير من أصناف المضايقة والاستهداف الناتج عن وقع تأثير سلاح الإعلام على المنظومة الاستعمارية ككل من خلال فضح ممارساتها وتعبئة الجماهير وتحريضها على المقاومة والمجابهة ، وهنا يمكن تقسيم أنواع الاستهداف إلى مباشر من خلال الاعتقال والاختطاف والتعنيف والتعذيب ومصادرة الآلات، كما حدث مرارا وتكرارا مع الرفاق من داخل الفريق الإعلامي اكيب مبديا الذين لم يسلم جلهم من هاته الأساليب، بل ولا زال البعض منهم داخل زنازن العدو كحالة المعتقل السياسي عضو مجموعة اكديم ازيك البشير خدا وحالة الرفيق حسنا اعليا المحكوم عليه غيابيا بالمؤبد .
وهناك طرق أخرى غير مباشرة يستهدف من خلالها الاحتلال الإعلام المقاوم ولعل ابرز صورها القرصنة الالكترونية التي يسعى من خلالها الاحتلال الإجهاز على هذا العمل وفرملته كما هو الحال للهجمات الأخيرة التي تعرضنا لها والتي سنتطرق لتفاصيلها في الوقت المناسب الا إنها تكشف عمق تأثير رسالة الفريق الإعلامي وإفشالها لرهانات العدو، لكن الأمل يكبر يوميا في ظل وجود فريق تقني لاكيب ميديا يسهر يوميا في حرب خلفية أخرى على التصدي لهكذا نوع من هجمات من خلال تطوير المنظومات الدفاعية وكشف أساليب العدو .
ماهي الافاق المستقبلية لعمل الفريق الذي يتوفر على موقع ينشر الاخبار باربع لغات إضافة إلى اللغة العربية وبنشرة أسبوعية؟
محمد حالي: كما أسلفت فان الرفاق من داخل الفريق الإعلامي يعملون بخطى حثيثة على الارتقاء بمستوى الأداء والذي لن يقف عند حدود النشر بخمس لغات او النشرة الأسبوعية بل نتطلع إلى ماهو أكثر خاصة في ظل كادر بشري ذو كفاءة وحنكة إلى جانب علاقات خارجية واسعة تغطي القارات الخمس جاءت كنتيجة لعزيمة أعضاء الفريق وسعيهم اليومي من اجل إيصال معاناة الشعب الصحراوي إلى كافة بقاع العالم وبلغاتها المختلفة .
يتعرض طاقم الفريق الإعلامي باستمرار للمضايقات الجسدية من طرف الشرطة المغربية كانت آخر تجلياتها تعنيف الصحفي الصحراوي عضو الفريق الزميل بشر محمد حمادي أثناء محاولته تغطية وقفة سلمية دعت لها تنسيقية الفعاليات الحقوقية بالصحراء الغربية كيف تواجهون مثل هذه التهديدات؟
محمد حالي: قبل أن نكون إعلاميين فنحن مناضلين مؤمنين بان طريق الحرية غير مفروش بالورود ، ونحن في الفريق الإعلامي اكيب ميديا اتخذنا هذا الدرب عن قناعة وإيمان بالمسؤوليات الملقاة على عواتقنا كجزء موضوعي من معاناة شعب لا زال يكابد ويلات الاحتلال وكإعلام مقاوم مكمل لكل تجليات المقاومة وأساليب الصمود ، وبالرغم من حجم الاستهداف ووقعه الا ان التضحيات تستصغر في ظل الإيمان بالواجب واستحضار تضحيات من سبقونا من أولي العزم والذين نذروا أنفسهم على مذبح الحرية والكرامة .
كلمة اخيرة؟
محمد حالي: ختاما لا يسعني إلا ان احيي عاليا كل الإعلاميين الصحراويين الساهرين على فتح ثغرات يومية في جدار الحصار المفروض قسرا من طرف الاحتلال ، مع أملي في الارتقاء بالأسلوب الإعلامي بشكل عام إلى مستوى خدمة القضية ومجابهة العدو بعيدا عن الغوص في ما من شأنه تحريف المسار والسير في طريق المجهول .

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *