-->

انتهاك حقوق الإنسان و البيئة: تسليط الضوء على مسؤولية القوى الاستعمارية


الجزائر-أبرز المشاركون في المنتدى حول البيئة و حقوق الإنسان الذي تنظمه اللجنة الوطنية الاستشارية لترقية و حماية حقوق الإنسان اليوم الاثنين بالجزائر العاصمة المسؤولية التاريخية للقوى الاستعمارية في "انتهاك" حقوق الإنسان و الأضرار التي ألحقت بالسكان و البيئة (النبات و الحيوانات).
و ركز المشاركون في اليوم الثاني لهذا المنتدى المنظم تحت شعار "حقوق الإنسان و البيئة: بين المسؤولية التاريخية و الرؤية الاستشرافية في إطار الأهداف العالمية للتنمية المستدامة لمرحلة ما بعد 2015" أن هذه الانتهاكات التي تمثل "خرقا" لحقوق الإنسان كانت لها تداعيات على البيئة و تنمية الدول التي كانت مستعمرة في الماضي.
في ذات السياق ذكر الجامعي و الباحث مثال الجزائر التي عانت خلال فترة الاستعمار من سياسات نزع الملكية و ترحيل السكان و الاستعمال المكثف للأسلحة الكيمائية و زرع الألغام المضادة للأشخاص على طول الحدود مع تونس و المغرب (خطي شال و موريس) إلى جانب التجارب النووية التي أجريت برقان في الصحراء الجزائرية.
و حسب السيد زغيدي فقد تم زرع نحو 15 مليون لغم مضاد للأشخاص على طول خطي شال و موريس الشائكة و المكهربة في حين لم يكن عدد السكان الجزائريين يتعد حينها 10 مليون نسمة.
كما تأسف لكون فرنسا لم تسلم الجزائر غداة الاستقلال خريطة خاصة بزرع الألغام موضحا أن عملية شراء اللغم تكلف 1 دولار فقط في حين يتطلب تدميره 1000 دولار.
و أشار إلى أن عدد ضحايا هذه الألغام يقدر بنحو 4000 شخص في حين تمكن عناصر الجيش الوطني الشعبي من تدمير نحو 9 ملايين لغم مضاد للأشخاص منذ 1962 و استرجاع 600.000 هكتار من الأراضي التي أضحت صالحة للاستغلال.
في حديثه عن آثار التجارب النووية الفرنسية على منطقة الجنوب الجزائري أوضح السيد زغيدي أن السكان و البيئة في هذه المنطقة لا زالوا يعانون من أضرار التلوث الكيميائي و البيولوجي لهذه التجارب.
في ذات السياق أشار ممثل الجمعية الوطنية لحماية البيئة و مكافحة التلوث عيساني الطاهر الذي يزاول مهنة طبيب إلى أن التجارب النووية التي أجراها الاستعمار الفرنسي بالجزائر تسببت في ظهور الأمراض سيما السرطان و ذلك منذ أكثر من 50 سنة.
و على صعيد آخر تطرق رئيس الرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان مختار بن سعيد إلى تفاقم ظاهرة الهجرة الجماعية مشيرا إلى أن الجزائر تعاني من هذا الوضع جراء قدوم مهاجرين من دول افريقيا الواقعة جنوب الصحراء فارين من الجوع و البؤس المترتب عن النزاعات المسلحة.
و أضاف أنه لأخذ بعين الاعتبار التقلبات المناخية في التخطيط للتنمية لابد من رؤية مستدامة تضمن الحقوق الأساسية للأجيال المستقبلية.
المصدر: وكالة الانباء الجزائرية

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *